بقلم - جلال عارف
أجمل احتفال باليوم العالمي للغة العربية جاء من نادي »ليفربول» الانجليزي!!.. ربما من باب المجاملة لنجم الفريق محمد صلاح، وربما تحية لجمهور النادي الذي يتعاظم في الوطن العربي مع تألق صلاح.
الفيديو الذي أعده النادي بهذه المناسبة قدم فيه نجوم الفريق بالعربية، وذكرنا ببيت الشعر الجميل لأمير الشعراء شوقي : »إن الذي ملأ اللغات محاسنا ـ جعل الجمال وسره في الضاد» ويبدو أن أهل »ليفربول» يحسنون الظن بنا أكثر من اللازم!! ويتصورون أننا نحتفي بلغتنا العظيمة كما يحتفلون بلغتهم.لا يعرفون ما وصلت إليه أحوال لغتنا العربية الفصحي من هوان علي أهلها!!
في مدارس القادرين أصبح التعليم باللغات الأجنبية، وفي مدارس الغلابة لا تعليم ولا لغة!! في وسائل الاعلام تقتل العربية عمدا ومع سابق الاصرار!! في الحياة اليومية تضيع أجمل اللغات بين »تطجين» هابط وبين »إدعاء» كاذب، ويتوه اللسان العربي بين الجهل باللغة وبين التنكر لها والاغتراب مع لغات أخري من باب طلب الوجاهة قبل طلب العلم!!
جزء من المشكلة يأتي مما أصاب التعليم وما أصاب الثقافة في العقود الماضية، وربما ايضا من جمود أصاب اللغة وأعاق تطورها.. لكن كل ذلك يرتبط ـ قبل أي شيء ـ بالضربات التي تلقتها محاولة النهوض العربي. وبالمؤامرات التي كانت تدرك ان الإحياء الثقافي هو المقدمة الطبيعية للنهضة وأن استعادة الاعتزاز بالشخصية الوطنية بكل مقوماتها (وفي مقدمتها اللغة) أمر ضروري لكل أمة تريد أن تبني تقدمها.
اللغة ليست مجرد كلمات إنها طريقة تفكير وأسلوب حياة.
لغتنا العربية ليست عاجزة عن مواكبة العصر ولا التعامل مع علومه كما يدعي البعض. فلنتذكر أن نهضة أوربا الحديثة قامت علي ما أتاحته لها اللغة العربية في الفلسفة والعلوم. ما قدمه العلماء العرب بلغتهم العظيمة هو الذي فتح أمام البشرية أبواب التنوير والتقدم. التقصير جاء منا بعد ذلك وليس من اللغة.
شكرا من لغة الضاد لنادي ليفربول الذي تذكرها في عيدها المنسي!!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع