بقلم - جلال عارف
كما قائل الرئيس الأمريكي »ترامب» بضراوة من أجل تعيين مرشحه المتهم بالتحرش الجنسي قاضيا بالمحكمة العليا ليضمن الأغلبية في المحكمة.. قاتل بضراوة أشد من أجل الإفراج عن القس الأمريكي »اندروبرانسون» الذي كان محتجزا في تركيا منذ ما يقرب من عشرين شهرا، ومهددا بالسجن لمدة تصل إلي عشر سنوات !!
لم يكن »ترامب» يسعي لتعيين الأفضل في المحكمة العليا، وإنما لمن يسانده إذا وصلت قضية عزله للمحكمة، ولمن يساعده في تمرير تشريعات تثير الجدل والانقسام في المجتمع الأمريكي .
ولم تكن قضية القس الأمريكي هي قضية العدالة أو كرامة المواطن الأمريكي، فهناك العديد من المواطنين الأمريكيين في سجون أردوغان ومنهم علماء ورجال أعمال، وربما عاملون في أجهزة الأمن الأمريكية. ومع ذلك كان التركيز علي القس برونسون وحده.. ولم يكن ذلك من فرط الورع والتقوي داخل الإدارة الأمريكية !!
إنها السياسة وحدها. وهي الانتخابات الحاسمة التي ستجري بعد شهر لانتخاب كل أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ. هذه الانتخابات التي ستكون حاسمة في تقرير مصير ترامب نفسه مع تزايد احتمالات ثبوت تورطه في قضية التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة. وهي أيضا التي قد تكون حاسمة في مستقبل الحزب الجمهوري وفرصة في الانتخابات الرئاسية القادمة .
القس الأمريكي تابع للكنيسة الانجيلية التي يمثل جناحها المتصهين أبرز أنصار »ترامب» وأهم قواعده الانتخابية. والإفراج عنه سيساهم في حشدهم وراء ترامب والجمهوريين في الانتخابات التشريعية الحاسمة. ومن هنا كان الاهتمام من ترامب ومن نائبه »بنس» الذي ينتمي لهذا الجناح .
بالطبع.. كانت هناك صفقة مع أردوغان، لكن الإخراج كان سيئا !!
الشهود الاربعة الذين كانت شهادتهم السبب في سجن القس الأمريكي تم احتجازه ورفض كل المحاولات السابقة للافراج عنه.. عادوا قبل يومين ووقفوا »بربطة المعلم» أمام المحكمة ينكرون كل أقوالهم السابقة !!
خرج القس الأمريكي من المحكمة إلي المطار، وعاد الشهود لمنازلهم بعد أن أدوا المهمة، وغرد »ترامب» منتشيا بالانتصار، ووقف اردوغان يؤكد الاحترام الكامل لاحكام القضاء التركي الذي لا يجرؤ أحد علي التدخل في أحكامه !!
.. وبقي الجميع في انتظار إتمام باقي الصفقة !!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع