بقلم - جلال عارف
بعد أسابيع ستعود أسعار البطاطس الي مستواها الطبيعي مع ظهور المحصول الجديد. لكن سنواجه نفس المشكلة مع محاصيل أخري، وسنجد أنفسنا في حاجة لتدخل أجهزة الرقابة لضبط المتلاعبين في الأسواق.. لان أجهزة أخري في الدولة لا تؤدي مهماتها الاساسية، وتتهرب من مسئولياتها أو تلقي بها علي الآخرين!!
لو أننا نعرف أن الجزء الأكبر من ثمن بيع الخضراوات والفاكهة الذي تضاعف، يذهب الي الفلاح المنتج.. لكان في ذلك بعض العزاء!! لكن الواقع يقول ان الفلاح »مثل المستهلك» يعاني، وان السماسرة والمحتكرين وحدهم هم الرابحون، وسيستمر الوضع علي هذا النحو، إلا اذا تغيرت السياسات الزراعية، وقامت كل الجهات المسئولة عن هذا القطاع بمسئولياتها.
من غير المعقول ان نترك الفلاح في قبضة عدد قليل من محتكري استيراد البذور والتقاوي حتي وان كانت فاسدة، وتجار الاسمدة فالسوق السوداء حتي وان كانت مغشوشة!!.
ومن غير المعقول ان يختفي المرشد الزراعي ولا يظهر الا في حدائق الاثرياء!! وأن نترك الفلاح وحده في مواجهة تجار الجملة محتكري الاسواق!! ومن غير المعقول ان يعاني الفلاح ويكتوي المستهلك، ثم يكون موقف وزارة الزراعة المعلن علي لسان بعض مسئوليها: إننا لسنا معنيين بنقص وزيادة المحاصيل وأثمانها، لأن المسألة عرض وطلب!!
من ناحية أخري لايمكن ان يستمر الحديث علي مدي سنوات عن مشروعات لتنظيم التجارة الداخلية واقامة الاسواق الكبري المنظمة في المحافظات، وانشاء الثلاجات الحديثة والمناطق اللوجستية لخدمة الفلاح ولتسهيل توزيع المحاصيل وتحليل الفاقد منها، ثم لانجد - في الواقع - إنجازا ملموسا في هذا الشأن.. بل نجد الفلاح المنتج يعاني، والمستهلك يتحول الي فريسة لحيتان السوق من السماسرة والمحتكرين.
أعرف أن الاقتراب من مصالح كبار السماسرة والمحتكرين عندنا يعني الاقتراب من عش الدبابير.. لكن المعركة من أجل قوت الشعب لايمكن تفاديها أو تأجيلها.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع