بقلم : جلال عارف
250 ألف دولار منحة قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية للهلال الأحمر المصري من أجل مساعدة متضرري العملية الإرهابية في قرية »الروضة» في سيناء .
الأهم من المبلغ المالي الصغير، هو أن يكون الأمر تعبيراً حقيقياً عن إدانة الإرهاب ودعم الحرب ضده.. وليس فقط التضامن مع ضحاياه .
جيد أن نقف مع أهالي القرية المنكوبة، وأن نحاول مساعدة المتضررين علي تجاوز المحنة، وأن نقدم لهم المساعدات الصحية والرعاية الاجتماعية.. لكن الأهم هو أن نستأصل الإرهاب حتي لا يكرر الجريمة، وألا نتأخر في تقديم الدعم حتي تتخلص مصر ومعها العالم كله من هذا الوباء .
وهنا تبرز الأسئلة حول الموقف الملتبس من جانب الإدارة الأمريكية حول جماعة »الإخوان» والتأخر في ادراجها ضمن الجماعات الإرهابية حتي الآن. وبعد أن سقطت تماما لعبة تصدير الوهم بأن هناك إرهابا »معتدلا» يمكن التعامل معه. وبعد أن تم ادراج بعض الفصائل الإخوانية التي اعترفت بانخراطها في الأعمال الإرهابية في قوائم »جماعات الإرهاب»، مع بقاء المحاولة لكي تظل الجماعة الأصلية »الإخوان» خارج هذه القوائم، بينما الكل يعلم أنها أصل الإرهاب ومنبع كل جماعات التكفير !
ثم ماذا عن سنوات قاتلت فيها مصر الإرهاب، وحمت المنطقة كلها من كوارث أكبر.. ومع ذلك مازلنا نري المحاولات الفجة لاستخدام سلاح »المعونة العسكرية» في محاولات فاشلة حتما للضغط علي مصر؟! ومازلنا نري عقبات غير مفهومة يتم وضعها أمام استكمال تسليح جيش مصر الذي يخوص معركة مقدسة ضد الإرهاب، وضد كل المخاطر التي تحاول النيل من أمن مصر واستقرارها، أو تهديد مصالحها.
جيش مصر قادر علي انجاز المهمة، وقوة الردع لديه تصل رسالتها للجميع.. لكن الاسئلة تبقي عن مواقف أطراف كبري مثل أمريكا، والقضية تبقي أكبر من التضامن مع الضحايا. القضية هي أن تقاتل الإرهاب حتي النهاية، وألا تستثني أحدا، أو تساوم به.. أو عليه
نقلًا عن الاخبار القاهرية