بقلم - جلال عارف
يؤكد صهر »ترامب» ومستشاره المقرب »كوشنر» أن ما يسمونه »صفقة القرن» ستكون جاهزة قريباً، وستتم بموافقة »أبومازن» أو بدونها !!
هل يستطيع السيد »كوشنر» أن يقول إن »الصفقة» سيتم إعلانها بموافقة »نتنياهو» أو بدونها؟!.. سؤال افتراضي نعرف أن السيد »كوشنر» أو غيره من المسئولين الأمريكيين يدركون أن إجابته هي بالقطع »لا». وندرك نحن أن طرح السؤال لا يستهدف إلا أن يقودنا إلي الحقيقة الأساسية التي تقول إن كل ما تفعله الإدارة الأمريكية هو تبني رؤية »نتنياهو» كاملة ثم محاولة تسويقها تحت رداء أمريكي لا يمكن أن يخفي أننا أمام »صفقة» صنعت في إسرائيل.. ولمصلحتها فقط !!
»الصفقة» التي تبدأ بـ »إهداء» القدس لإسرائيل، لايمكن أن تقود لسلام حقيقي بل إلي محاولة »تصفية» القضية الفلسطينية وتحويلها إلي قضية تحسين ظروف معيشة المحاصرين في غزة، وشطب أي احتمال لدولة فلسطينية مستقلة، والرهان علي محاولة إلقاء عبء »غزة» في النهاية علي مصر، وزرع الضفة بالمستوطنات، وتحويل »الاردن» إلي بديل لفلسطين !!
هذه هي رؤية اليمين الإسرائيلي التي يجسدها »نتنياهو» والتي يبدو أنها هي الأساس الحقيقي للصفقة الموعودة. ولابد أن »كوشنر» قد سمع في القاهرة ما لابد أن يسمعه، وما يجسد الموقف الثابت لمصر الذي لم ولن يتغير أبداً .
»القضية هي فلسطين وليست غزة فقط. والحل لابد أن يستند علي الشرعية والقرارات الدولية والمبادرة العربية التي تقوم علي أساس حل الدولتين وقيام دولة فلسطين المستقلة علي كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة وبحدود ٦٧، وعلي أن تكون عاصمة الدولة هي القدس العربية كاملة» .
هذا هو موقف مصر الثابت الذي تعرفه جيداً كل الأطراف، كما تعرف أن حدود مصر وسيادتها علي كل شبر من أراضيها هو قضية خارج أي نقاش وأن أي حل خارج قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية لن يكون مصيره إلا الفشل الذريع .
ويبقي أن ينتبه الجميع للمخاطر القادمة. وأن يكون التنسيق العربي علي أفضل مستوي، وأن تدرك الفصائل الفلسطينية أن استمرار الانقسام في هذه الظروف هو خيانة عظمي .. وليس أقل من ذلك !!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع