بقلم - جلال عارف
ما أشد حاجتنا في العالم العربي لمواجهة الحقيقة، ولا شيء يكشف عنها أقوي من حديث الأرقام، بالأمس ومع افتتاح »قمة» بيروت الاقتصادية كان أمامنا صورة لعالم عربي يحتاج للكثير لكي ينهض، في حديث أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ومحمود محيي الدين نائب رئيس البنك الدولي في الجلسة الافتتاحية قالت الارقام الكثير مما ينبغي أن نسمعه، وأن نتصرف بمقتضاه.
> يحتاج العالم العربي إلي نسبة نمو مستدامة ما بين ٧٫٦٪ لسنوات عديدة بينما نسبة النمو الآن لا تتعدي ٢٫٧٪. ويحتاج الأمر لتعبئة كل الموارد المحلية وإنفاقها بفعالية، بينما الحقائق تقول إننا مازلنا مصدرين للثروة إلي الخارج!!
> وتقول الأرقام إن ما خسرته الاقتصادات العربية من الحروب والاضطرابات يبلغ نحو ٩٠٠ مليار دولار. وأن هذه الاقتصادات مازالت تعتمد علي النفط أساسا، وأن التجارة الداخلية فيما بينها لا تتجاوز ١٢٪ من جارتها.
> وتقول الارقام إن في العالم العربي أعلي نسبة بطالة »١٠٫٦٪ بينما النسبة في العالم ٥٫٧٪» وأن فيه نسبة فقر زادت من ٢٫٦٪ قبل ٦ سنوات إلي ٥٪ الآن. ومع نسبة بطالة تصل إلي ١٠٫٦٪ وهي حوالي ضعف النسبة التي يعاني منها العالم، نجد أن لدي العالم العربي أسوأ نسبة توزيع للثروة، حيث يملك أغني ١٠٪ من سكان العالم العربي ٦١٪ من ثروته!!
ولا أريد أن أغرق القارئ في الأرقام ــ ومعظمها صادمة ــ لكن علينا أن نقرأ الصورة بعناية، وأن ندرك أن مثل هذه الأوضاع لابد أن تتغير إذا أردنا أمنا واستقرارا لعالم عربي يحتاج لعشرة ملايين فرصة عمل كل سنة في مجتمع أكثر من ٦٠٪ من سكانه تحت سن الثلاثين!!
لا أتوقع قرارات ذات تأثير كبير في المشهد من هذه القمة التي غاب عنها الرؤساء لظروف عديدة. ولعل قمة تونس تستدرك الامر ولو بصورة جزئية، لأن المواجهة العربية المطلوبة لأزماتنا الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية تحتاج لنهج آخر في العمل العربي المشترك، وعلينا أن نجده قبل فوات الأوان!!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع