بقلم : جلال عارف
من تابع جلسة مجلس الأمن الأخيرة حول سوريا، يدرك أن العالم قد دخل بالفعل مرحلة خطيرة، وأن فترة التوافق التي أعقبت سقوط الاتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة قد انتهت، وأن علي دول العالم كله أن تراقب الموقف جيدا لان الجميع سيكون مطالبا بإعادة حساباته استعدادا لعالم جديد لن تكون ولادته سهلة بالمرة !!
كثيرون تذكروا وهم يستمعون لمندوبة أمريكا »نيكي هيللي» صراخ »جون بولتون» وهو يحرض علي غزو العراق قبل خمسة عشر عاما. وتوقفوا عند »مصادفة»!! أن تبدأ الازمة الجديدة حول سوريا في اليوم الأول لتولي »بولتون» مهام منصبه الجديد والهام مستشارا للأمن القومي في البيت الابيض .
الحوار في الجلسة لم يكن فيه مفاجآت. أمريكا ودول الغرب تقول ان هجوما بالاسلحة الكيماوية قد وقع في ريف دمشق، وأن »النظام» السوري هو المسئول، وسوريا تنفي ذلك قطعيا، وروسيا تقول إنها بحثت فلم تجد هجوما وقع ولا »كيماوي» قد استخدم. والدولتان تطلبان تحقيقا مستقلا بدلا من الادانة المسبقة!!
الخطير هنا أن دول الغرب تتوافق مع الموقف الأمريكي كما حدث ـ قبل ذلك ـ حين توافقت مع الموقف البريطاني في واقعة الجاسوس الروسي وما قيل عن محاولة تسميمه مع ابنته، التي تم اتهام موسكو بتدبيرها، وهو الاتهام الذي لم تستطع بريطانيا تقديم أي أدلة عليه حتي الآن، خاصة بعد تقرير المعمل البريطاني العسكري الذي قال إنه لم يستدل علي مصدر الغاز المستخدم في محاولة التسميم !!
يبدو الأمر أكبر من سوريا هذه المرة. ويبدو أن الهدف هو روسيا ومنع استعادتها لنفوذها وتكريس صورتها كقوة عائدة بقوة وخاصة في الشرق الاوسط.. ومن هنا يجب التوقف طويلا امام كلمات المبعوث الدولي »ديمستورا» في جلسة مجلس الأمن وهو يحذر من أن أمن العالم في خطر كما لم يحدث منذ سنوات طويلة. تحذير يجب ألا يضيع وسط دخان يطلق لاخفاء الحقائق، أو حماقات من يبدأون الحروب ويتصورون التحكم في نتائجها.
تجاوزنا مرحلة عودة الحرب الباردة، فماذا بعد؟!.. هذا هو السؤال
نقلاً عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع