بقلم : جلال عارف
لا أعتقد ان أيا من روسيا او الولايات المتحدة تسعي الان الي صدام مباشر مع الطرف الاخر. لكن هذا لا يقلل من خطورة الاوضاع ولا من جدية التهديدات المتبادلة بين القوتين العالميتين خاصة حين يكون مسرح العمليات قريبا منا حيث سوريا المنكوبة هي نقطة التماس بين الدولتين اللتين تعززان وجودهما العسكري والسياسي، وحيث تهدد الولايات المتحدة بتوجيه ضربات للنظام السوري وترد روسيا بأنها لن تسكت علي ذلك وكل عوامل التصعيد في الموقف متوافرة .
فالصراع في سوريا انتقل من مرحلة كانت امريكا قد تركت فيها مهمة تسوية الموقف هناك لروسيا الي مرحلة اعلنت فيها واشنطون ان الوجود الامريكي سيستمر في سوريا، ووضعت خطوطا فاصلة لمناطق نفوذها، وبدأت في تطوير قوات الاطراف الحليفة لها.. انتظارا لحسم مصير سوريا المنكوبة .
والصراع في سوريا ارتبط بتشدد الموقف الامريكي تجاه ايران والاعلان المنتظر في اول مايو من جانب واشنطون بالخروج من الاتفاق النووي مع طهران وما يستتبعه ذلك من عقوبات اضافية سيتم فرضها علي ايران. والأهم من ذلك هو الاعلان رسميا من جانب أمريكا بأن علي ايران ان توقف دعمها لجماعات الارهاب وسعيها لمد نفوذها في المنطقة .
ويحدث ذلك في ظل مناخ من التشدد علي جميع الجبهات، ومع صعود متزايد لقوي اليمين وحرب تجارية عالمية بدأت بوادرها، ومع تغييرات متلاحقة داخل الادارة الامريكية وتضارب في القرارات ومع تشدد في المواقف الروسية وحديث عن سباق جديد للسلاح النووي .
ومع ذلك كله تبقي احتمالات الصدام بعيدة. هكذا يقول العقل والمنطق وحسابات السياسة.. لكن ماذا عن اخطاء قد تشعل نقاط التماس؟ وماذا عن ميدان تختلط فيه كل الاوراق، وتلعب فيه كل القوي المحلية والاقليمية؟ وكيف تتخلي ايران وتركيا عن اوهام التوسع والهيمنة؟ وهل ستنتظر سوريا تصفية كل الصراعات وحل كل القضايا المعلقة في المنطقة.. ام ان ملاعب اخري يجري اعدادها لاستكمال الصراع بين اللاعبين الكبار ؟!
اسئلة كثيرة.. كنا نتمني لو كانت لها اجابات عربية
نقلاً عن الاخبار القاهرية