بقلم - جلال عارف
قبل أيام وافق مجلس الشيوخ الأمريكي علي مشروع قانون ضد الحركة العالمية لمقاطعة اسرائيل المعروفة بإسم حركة »بي. دي. إس» ويسمح القانون المقترح للادارة الامريكية بسحب استثماراتها من أي دولة أو كيان تعمل علي مقاطعة اسرائيل.
مازال أمام القانون خطوات أهمها الحصول علي موافقة مجلس النواب بأغلبيته الديموقراطية التي يعترض معظمها علي القانون، وعلي ان يواجه معارضة شديدة من منظمات المجتمع المدني الأمريكي التي تعتبر مشروع القانون عدوانا علي الحريات ومخالفة صريحة للدستور الأمريكي!!.
مشروع القانون قدمه عضو مجلس الشيوخ »روبينيو» اليميني المتطرف الذي يقود الآن الحملة في أمريكا ضد فنزويلا. وهو ـ في حد ذاته ـ يعكس مخاوف اسرائيل والمناصرين لها من حركة المقاطعة التي تنامت في العالم رغم كل الجهود الأمريكية ـ الاسرائيلية لمحاصرتها.
وتخشي اسرائيل كثيرا من تبني جهات ومؤسسات مدنية فاعلة لهذه المقاطعة، فالقصة لم تعد فقط مقاطعة منتجات المستوطنات الاسرائيلية التي كانت تصدرها لأوربا والعالم، ولكنها امتدت لتشمل اساتذة الجامعات الذين رفضوا أي تعاون علمي مع الجامعات الاسرائيلية. كما شملت مثقفين وفنانين عالميين كباراً ألغوازيارات وامتنعوا عن المشاركة في نشاطات فنية وثقافية في اسرائيل. وكانوا شجعانا لانهم انحازوا للحق وهم يعرفون أنهم سيواجهون بحملات هجومية من اللوبي الصهيوني بنفوذه القوي واتهاماته الباطلة لكل من يعارض اسرائيل أو يناصر حق الشعب الفلسطيني في حريته وأرضه ودولته.
تحرك مجلس الشيوخ الأمريكي يعني ان حملة المقاطعة قد حققت اختراقات مهمة داخل المجتمع الأمريكي وخاصة في الجامعات والمنظمات المدنية. ويعني ان استخدام »فزاعة» العداء للسامية في وجه كل من يعارض جرائم اسرائيل لم يعد يجدي. وانه رغم كل الظروف الصعبة التي تحاصر القضية الفلسطينية داخليا وخارجيا، ورغم فداحة انحياز إدارة ترامب لاسرائيل.. رغم كل ذلك مازال الضمير العالمي قادرا علي أن يقول كلمته. ومازالت »المقاطعة» سلاحا يوجع اسرائيل، ويكشف التناقض والازدواجية في الموقف الامريكي الذي »يقاطع» كل من يقول »لا» لسياساته، ثم يطالب العالم ان يسكت علي احتلال اسرائيل للارض الفلسطينية وتشريد شعبها ورفضها لكل قرارات الشرعية الدولية!!
أيا كان القرار في واشنطون.. فإن المقاطعة سوف تستمر !!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع