بقلم - جلال عارف
كان واضحا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوف يواجه بعض المصاعب مع بدء الدورة الجديدة للكونجرس في مطلع العام، بعد أن منحت الانتخابات النصفية السيطرة علي مجلس النواب للديموقراطيين، وإن بقيت الأغلبية في مجلس الشيوخ للجمهوريين.
لكن يبدو أن الأوضاع تزداد تعقيدا، حين يتلازم ذلك مع وصول التحقيقات التي تجري مع »رجال الرئيس» السابقين والمحيطين به بشأن التورط الروسي في انتخابات الرئاسة إلي مرحلة متقدمة تجاوزت التوقعات، وتجاوزت أيضا كل محاولات ترامب لتعطيل التحقيق أو إنهائه!!
المحقق الخاص »مولر» استطاع ــ فيما يبدو ــ محاصرة رجال الرئيس حتي اضطروا للاعتراف بالتورط مع ترامب في وقائع خطيرة، أملا في الإفلات من السجن أو تخفيف العقوبات عليهم. والنتيجة أن الوضع القانوني للرئيس الامريكي يسوء بأكثر مما كان مقدرا!!
النائب الديموقراطي جيرولدنادلر الذي سيتولي مع بداية العام رئاسة اللجنة القضائية بمجلس النواب لا يتردد في الحديث عن أن ترامب قد يواجه المساءلة والسجن بتهمة انتهاك قواعد الحملات الانتخابية ودفع مبالغ طائلة لبعض الاشخاص حتي لا يتحدثوا بما يعرفون!!
بينما يتحدث السيناتور كريس مورفي عن احتمال ثبوت ارتكاب الرئيس الامريكي لجنايتين علي الأقل »!!» في التلاعب بانتخابات الرئاسة.. مضيفا أن الامر قد تجاوز المرحلة التي أدت إلي إطلاق اجراءات العزل ضد الرئيس الأسبق كلينتون »والتي لم تتم لأنها لم تحصل علي الأصوات اللازمة في مجلس الشيوخ» ليدخل ترامب في مرحلة مشابهة للوضع الذي أدي لاحقا لاستقالة الرئيس الأسبق نيكسون!!
ورغم ذلك فالاحتمال الأغلب هو أن يستكمل ترامب ولايته.. ولكن كيف سيكون وضعه خلال العامين القادمين إذا وضع تحت سيف الاتهام؟ وهل سيكون لديه الفرصة لولاية أخري كما يريد، أم أنه سيكون مهددا بأن يواجه المحاكمة بعد انتهاء ولايته الحالية أو البقاء تحت رحمة عفو رئاسي من رئيس آخر؟! في كل الاحوال.. هناك أيام صعبة أمام ترامب، وظروف قلقة لا تحتملها أمريكا!!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع