بقلم : جلال عارف
ليس مزعجا أن تكون هناك اختلافات بهذا العمق حول ما طرحه وزير التعليم الدكتور طارق شوقي من برامج أو اقتراحات لتطوير التعليم.. فالقضية خطيرة، والموضوع يتعلق بمستقبل مصر الذي لا يمكن أن يترك في يد التعليم بحالته الراهنة التي وصلت إلي مستوي غير مسبوق في الرداءة .
نستبعد بالطبع أصحاب المصالح في بقاء الحال علي ما هو عليه، والفساد الذي عشش في كل مرافق الدولة.. ونتحدث عن الخلاف الطبيعي في الرؤي التي تستهدف الإصلاح، وتختلف في الطريق إليه.
هذا الخلاف ليس مزعجا، وإنما المزعج أن يحتدم الخلاف بينما لا توجد وثيقة كاملة ببرنامج تفصيلي لما يقترحه وزير التعليم من خطوات للإصلاح. وإذا كانت هذه الوثيقة موجودة فهي لم تصل للمختصين، ولم ير الرأي العام منها إلا بعض الأفكار التي يجتهد وزير التعليم لشرحها!!
والمزعج أن يكون الارتباك هو سيد الموقف، بينما المفترض - كما يقول الوزير- أن تبدأ الخطوات الأولي لتنفيذ برنامج الإصلاح مع العام الدراسي الجديد.. أي بعد ثلاثة أو أربعة شهور، بينما الخناقات مشتعلة حتي حول القضايا البديهية مثل توحيد التعليم الأساسي، وتعليم اللغة العربية حتي ولو من باب »إحياء الجذور» !!
لكن الأكثر في كل القضية.. هو أننا لا ندرك وحتي الآن- هل نحن أمام اجتهاد لوزير التعليم.. أم أمام خطة إصلاح تتبناها الحكومة ؟
إذا كنا أمام رؤية للوزير، فنحن أمام طريق سيطول، خاصة أن تاريخنا مع الاجتهادات الشخصية للوزراء لا يطمئن!! أما إذا كنا أمام خطة إصلاح تتبناها الحكومة »وهذا هو المفترض» فإن ما نراه حتي الآن لا يعبر عن الجدية المطلوبة في قضية خطيرة مثل مستقبل التعليم في مصر!!
المفترض أن يكون هناك إعلان رسمي بذلك، وأن يقوم رئيس الحكومة باعلان برنامج الإصلاح المقترح، وأن يتضمن الإعلان كيفية تدبير الموارد المالية المطلوبة لتنفيذ البرنامج، والخطوات التي تمت وستتم لتأهيل المدرسين وإعداد المدارس، وتوفير كل ما يلزم لانجاح خطة الإصلاح، ودور كل وزارة في هذه الخطة التي ينبغي أن نحشد لها كل ما نستطيع من موارد، وأن يقف المجتمع كله من أجل إنجاحها بعد التوافق عليها.
بدون ذلك يصبح الحوار مجرد ثرثرة، ويتحول الأمر إلي صراعات شخصية ولا نعرف هل نتكلم عن إصلاح التعليم.. أم إصلاح »التابلت» ؟
نقلا عن الأخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع