بقلم : جلال عارف
نرجو ألا تكون قرارات مجلس الجامعة العربية في اجتماعه الأخير لمجرد تسجيل المواقف.. فالوضع خطير والجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني تتواصل.. والأوضاع في الأرض المحتلة تسير إلي الأسوأ. وعواقب انفجار الموقف ستكون وخيمة علي المنطقة بأسرها .
مجلس الجامعة طالب بلجنة تحقيق دولية في أحداث »يوم الأرض» في ٣٠ مارس الماضي، التي سقط فيها ١٧ شهيداً وأكثر من ألف واربعمائة مصاب من المتظاهرين السلميين، واجهتهم إسرائيل بالرصاص الحي وبقنابل الغاز من الطائرات. وأكد مجلس الجامعة علي ضرورة أن يتم التحقيق في اطار زمني محدد، مع ضمان آلية واضحة من جانب مجلس الأمن أو الجمعية العمومية للأمم المتحدة لضمان محاكمة المسئولين الإسرائيليين عن هذه الجريمة .
وفي نفس الوقت أيد مجلس الجامعة الطلب الذي تقدمت به دولة فلسطين إلي المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة المسئولين الإسرائيليين عن جرائمهم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني والتي تمثل جرائم ضد الانسانية يحاسب مرتكبوها علي أساس أنهم مجرمو حرب.. كما تقضي كل القوانين الدولية .
والمهم أن تتحول القرارات إلي تحرك سريع لمواجهة جنون العنف الإسرائيلي المسلح بأحدث الأسلحة وبالتأييد الأمريكي الذي جاوز كل الحدود، والذي جعل وزير الدفاع في حكومة تل أبيب يتحدي العالم ويرفض أي تحقيق في جرائم إسرائيل، والذي جعل نتنياهو يتباهي بالجنود القتلة ويقول إن جيش إسرائيل هو أفضل جيوش العالم التزاما بالقيم الاخلاقية!!
إذا كانت أمريكا قد عطلت أي تحرك في مجلس الأمن، فاللجوء للجمعية العامة للأمم المتحدة مطلوب، حيث لا تجد أمريكا إلي جانبها سوي إسرائيل وماكرونيزيا!! وإذا كانت الضغوط الأمريكية قد منعت السلطة الفلسطينية قبل ذلك من اللجوء إلي المحكمة الجنائية، فقد سقط كل ذلك بقرارات »ترامب» حول القدس، وبمخططاته لشطب قضية اللاجئين وحق العودة، لاضفاء الشرعية علي الاستيطان الإسرائيلي علي الأرض الفلسطينية المحتلة .
التحرك مطلوب وبسرعة قبل أن ينفجر الموقف بصورة تتجاوز كل الحسابات. فجنون العنف الإسرائيلي يتحصن بدعم »ترامب» وإدارته التي تتحول إلي تشكيل أكثر صهيونية من »ليكود» إسرائيل. وشعب فلسطين ليس لديه ما يخسره أو يتنازل عنه. ومخطئ من يظن أن استقرار المنطقة أو سلام العالم يمكن أن يتحقق دون أن يسقط آخر وأسوأ احتلال في العالم، ويحاكم علي جرائمه علي مدي سبعين عاما. يريد »ترامب» أن يحتفل بها في القدس.. التي كانت عربية، وستظل كذلك حتي يوم الميعاد
نقلاً عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع