بقلم - جلال عارف
كل التقدير والاحترام لأزهرنا الشريف وللإمام الأكبر علي هذا البيان الرائع ضد ظاهرة التحرش، والذي يعلن فيه الإدانة الكاملة لهذه الظاهرة الإجرامية - المحرمة شرعا والمدانة بشكل مطلق لا يجوز تبريره بأي شكل من الأشكال.. كما يؤكد أزهرنا الشريف.
لا ينتصر الأزهر في بيانه للمرأة وحدها، وإنما ينتصر للحق ولكرامة الانسان، وللقيم الاخلاقية.. وقبل ذلك كله للدين الحنيف الذي يحرم هذا الشذوذ، وللمجتمع الذي لا ينبغي أن يتحمل الآثار المدمرة لسلوك حيواني لابد من ردعه.
ولا يكتفي أزهرنا العظيم بإدانة هذه الظاهرة المنحطة والتي وصلت - كما أعلن في بيانه الرائع - لدرجة الاعتداء علي من يحاول منع المتحرشين من ارتكاب جرائمهم، وطالت الأطفال إلي جانب النساء والفتيات.. وإنما يعطي أزهرنا العظيم درسا في الدين والأخلاق لمن يحاولون -بلا ضمير- أن يدافعوا عن المتحرشين، أو أن يطلقوا المزاعم الكاذبة عن أن ملابس الفتاة أو سلوكها يمكن أن تكون مبررا لارتكاب المتحرش لجريمته. وهنا يشدد الأزهر علي أن تحريم التحرش أمر مطلق ومجرد من أي شرط أو سياق، لأنه اعتداء علي خصوصية المرأة وحريتها وكرامتها.
ولا يترك أزهرنا العظيم الأمر يمر دون الدعوة لتفعيل القوانين التي تجرم التحرش وتعاقب علي فعله. ودون مطالبة المؤسسات المعنية بالعمل علي رفع الوعي للآثار المدمرة لهذه الجريمة. ودون مطالبة الإعلام بأداء دوره بعدم بث أي مواد تجمل مثل هذه الجريمة الشنعاء.
هذا بيان يأتي في موعده، ليخرس المتنطعين الذين يحاولون تبرير التحرش، والذي عشش التخلف في عقولهم المريضة، والذين مازالوا يتعاملون مع المرأة علي أنها »عورة» والذين يصدرون للعالم صورة »إسلام» لا صلة له بالدين الحنيف. يستهدون تعاليمه من فكر الخوارج ودعاة الإرهاب. يدعون لسبي النساء واستعباد الرجال وقتل من يخالفهم الرأي.
كل التقدير لأزهرنا الشريف ولإمامنا الأكبر. هذا بيان لا يقتصر علي إدانة التحرش، ولكنه يدين ايضا كل فكر متخلف وكل فهم مغلوط للإسلام. هذا بيان يفتح الأبواب علي مصراعيها لكي نهزم خفافيش الظلام، ولكي ننصر -بالعقل والعلم والإيمان الصحيح- لكل ما هو حق في الدين، ولكل ما هو خير في الدنيا.
كل التقدير لأزهرنا الشريف.. ولإمامنا الأكبر.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع