بقلم : جلال عارف
لايملك المرء إلا أن ينحني تقديراً وإجلالاً لهذا العالم الكبير الذي يقدم نموذجا لاينضب من العطاء.. للعلم والوطن والإنسانية كلها .
لم يكتف الدكتور مجدي يعقوب بما قدمه من إنجاز هائل في عالم الطب حين أصبح بعد استقراره في بريطانيا واحداً من أعظم جراحي القلب في العالم كله.. أدي واجبه هناك علي أكمل وجه واستحق التكريم من أعلي مستوي. ثم مد البصر من هناك إلي نيل مصر العظيم، وعاد ليرد الجميل إلي أهله الطيبين، وليفتح باباً جديداً في العطاء من أقصي الصعيد، حيث أختار »أسوان» ليقيم فيها مركزه الطبي لأمراض القلب ليضع علمه وخبرته في تقديم العلاج المجاني، وفي تدريب لشباب الأطباء علي أحدث ماتوصل إليه طب القلوب.
وبالأمس أعلن مجدي يعقوب عن مشروعه الجديد.. مركز عالمي كبير لأمراض القلب يوضع حجر الاساس له في سبتمبر القادم.. مشروع يضع »أسوان» الجميلة بين أهم المدن التي تحتضن مثل هذه القلاع الطبية. حيث سيكون المركز قادرا علي استقبال 80 ألف حالة واجراء 12 ألف عملية قلب مفتوح سنوياً.. بالاضافة إلي مراكز التعليم والتدريب ومعامل البحوث .
التكلفة المقدرة للمركز تصل الي 350 مليون دولار وأظن ان احدا في مصر او البلاد العربية او العالم لن سيبخل علي المشروع بما يقدر عليه. اسم مجدي يعقوب قادر علي منح الثقة وعطاؤه جدير بأن ييسر المهمة، كما أن وجود الدكتور مصطفي مدبولي وزير الاسكان والدكتورة غادة والي وزيرة التضامن مع مجدي يعقوب في المؤتمر الصحفي الذي تم فيه الاعلان عن المشروع الجديد، يعني أن الحكومة تضع يدها في يده، وأن الدولة سترعي المشروع حتي يكتمل .
جميل أن تحقق النجاح وأن يعترف العالم بتفوقك لكن الأجمل أن تتحول من رمز للنجاح إلي تجسيد للعطاء الإنساني في أرقي صوره. وأن تعيش وقلبك محفور فيه وطنك، وروحك تقودك إلي أن أروع ما في الدنيا ابتسامة طفل جعلك الله سببا في أن تعود له بعد طول عناء .
أطال الله عمر عالمنا الكبير ومنحه القدرة علي أن يظل دوما نهرا للعطاء الجميل
نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع