بقلم : جلال عارف
شهداؤنا هم الشموع التي تنير للوطن طريق الحق وتفتح أبواب الحرية والعدل، وتجود بالأرواح لتحمي كل ذرة تراب في أرض الوطن .
شهداؤنا هم الذين رفضوا أن تنكسر راية الوطن في أقسي الأزمات، وهم الذين كتبوا بالدم الغالي أمجد صفحات تاريخنا، واشتروا بالأرواح سلامة الوطن وحريته وكرامة أبنائه .
شهداؤنا لا يغيبون عن ذاكرة الأمة. تظل ذكراهم شموعا تنير لنا الطريق. يأتي »يوم الشهيد» هذا العام ونحن مستمرون علي العهد. نسير علي نفس الطريق الذي تعطر بدماء أغلي أبنائنا، والذي جسد أنبل معانيه اختيار التاسع من مارس ليكون »يوم الشهيد» .
في هذا اليوم من عام ١٩٦٩ استشهد عبدالمنعم رياض. هذا المقاتل الشجاع الذي تحمل مع الفريق محمد فوزي مسئولية إعادة بناء جيش مصر بعد هزيمة ١٩٦٧. ما تم في هذه الفترة كان اعجازا حققته العسكرية المصرية .
بعد أقل من شهر كانت معركة رأس العش، لتتبعها معارك لم تتوقف في البر والبحر والجو في حرب استنزاف هائلة استمرت لثلاث سنوات، وتم خلالها بناء الجيش الذي حقق العبور بعد ذلك. مع بداية المرحلة الحاسمة في هذه الحرب، صمم عبدالمنعم رياض ان يكون علي الجبهة، وأن يقود المعركة بنفسه، وأن يشاهد آثار الضربات الساحقة التي كان جيشنا يوجهها لجيش الاحتلال علي الضفة الأخري.
سقطت قذيفة بالقرب من موقعه. استشهد القائد العظيم وهو بين جنوده. خرجت مصر كلها لتودعه. سار عبدالناصر وسط الجماهير الحاشدة. رغم الحزن علي استشهاد رياض، فقد كان المشهد كله وعداً بالنصر القادم بإذن الله .
وفي يوم الشهيد يتجدد الوعد. نعرف أننا ندفع أغلي الأثمان للدفاع عن الوطن. لكننا نعرف ان أرواح شهدائنا لن تذهب هدرا. سيتم استئصال عصابات الإرهاب، ولن يتأخر الثأر لشهدائنا الابرار، ولن تكون مصر الا الوطن الذي استحق ان يضحي أبناؤه بأرواحهم في سبيله .
المجد للشهداء، والنصر للمحروسة للأبد، برعاية الله وتضحيات أبنائها
نقلًا عن الأخبار القاهري