بقلم - جلال عارف
بصورة غير مسبوقة يشارك الرئيس الأمريكي »ترامب» في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس. يطوف الولايات المتحدة داعياً لانتخاب المرشحين الجمهوريين، ومهاجماً مرشحي الحزب الديمقراطي، والصحافة والإعلام الأمريكيين اللذين يخوض ضدهما معركة لم تتوقف منذ أن كان مجرد مرشح لا يتصور أحد أن يصل إلي مقعد الرئاسة.
»ترامب» يدرك أنها معركة تحديد مصيره. فالكونجرس القادم سيكون من سلطاته أن يحسم القرار حول إمكانية عزل الرئيس علي خلفية التحقيقات التي تدور الآن حول اتهامات عديدة أخطرها أن يكون التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة قد تم بعلمه.. أو بالاتفاق معه!!
الانتخابات التي تتم غداً تشمل كل مقاعد مجلس النواب، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ. الأرجح أن يفوز الديمقراطيون بأغلبية مقاعد النواب لكن الأمر مختلف في مجلس الشيوخ.. فالمطلوب أن يحافظ الديمقراطيون علي كل مقاعدهم التي كان يشغلها نوابهم (٢٦ مقعداً) وأن يضيفوا لها مقعدين أو ثلاثة من تسعة مقاعد كان يحتلها الجمهوريون.. وهي مهمة صعبة بلاشك.
ترامب يعرف أن سيطرة الديمقراطيين علي أحد المجلسين تعني ـ علي الأقل ـ أن يقضي العامين التاليين في البيت الأبيض في ظروف صعبة. أما إذا حدث الأسوأ وسيطر الديمقراطيون علي المجلسين فهو أمام احتمال العزل، وأمام الخروج المؤكد من البيت الأبيض في نهاية ولايته الحالية إذا استمرت لنهايتها.
لهذا يخوض ترامب المعركة بكل قوته. يستدعي موقفه المتشدد من المهجرين ليحشد جمهوره من اليمين المتشدد، ويناور بتخفيض الضرائب وبحروبه الاقتصادية من أجل »أمريكا أولا» كما يقول. بينما يحتشد الديمقراطيون من أجل ما يصفونه بعملية »إنقاذ أمريكا» من اليمين المتشدد الذي يتخلي ـ في رأيهم ـ عن كل القيم الأمريكية، ويقود أمريكا إلي العزلة، ويقود العالم إلي عصر جديد من المواجهة.
أيا كانت النتائج فإن المشهد يقول إننا أمام أمريكا جديدة منقسمة علي نفسها بصورة غير مسبوقة. كان العالم لسنوات طويلة يلتمس عندها الحلول والاجابات لمشاكله، فأصبحت ـ وهي مازالت في موقع القيادة ـ ترسل للعالم المزيد من الأسئلة التي لن تجد إجابتها إلا بعد عناء قد يطول!
نقلا عن الاخبار