توقيت القاهرة المحلي 10:46:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في «صفقة القرن»

  مصر اليوم -

في «صفقة القرن»

بقلم : مصطفى زين

تدعو الولايات المتحدة الفلسطينيين إلى التفاوض مع إسرائيل. تأخذ عليهم تصلبهم في رفض «صفقة القرن». صفقة لم تنشر بنودها، ولا يعرفها أو يناقشها أحد مع أصحاب القضية. لكن تطبيقها على الأرض قائم منذ تولي ترامب الرئاسة وتعيين صهره جاريد كوشنر رئيساً لمجلس إدارة العمليات، ومنذ تحكم الصهيونية المسيحية واللوبي الإسرائيلي بالبيت الأبيض، وتعيين منظرها مايكل بنس (يعقد حلقات أسبوعية لدراسة التوراة) نائباً للرئيس.

أخذت إدارة ترامب على عاتقها مهمة محو تاريخ الشعب الفلسطيني، وتحويله إلى مجرد قبيلة من القبائل البائدة. قبيلة متخلفة ليس أمامها سوى الرضوخ للغزاة المنتصرين. أما الكفاح السلمي والمسلح فليس سوى إرهاب بشهادة العالم كله بما فيه العرب.

بدأ ترامب محو التاريخ الفلسطيني باعترافه بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها. كانت هذه الخطوة تجربة لامتحان العرب. كان الامتحان سهلاً. تظاهرات متفرقة هنا وهناك. احتجاجات خجولة في بعض العواصم. هتافات لا تقدم ولا تؤخر. صمت مطبق على المستوى الرسمي. بيان من منظمة التحرير. مواقف دولية مستنكرة. لا شيء أكثر من ذلك، فليس من دولة عربية واحدة تجرأت على سحب سفيرها من واشنطن احتجاجاً، ولا من دولة استدعت سفيرها للتشاور. نجحت التجربة الأولى. المدينة التي تعني كل العرب بطوائفهم وأعراقهم تهودت بقرار من البيت الأبيض فإلى التجربة الثانية.

اللاجئون يعيقون إنهاء المسألة الفلسطينية. القرار 194 يكرس حقهم بالعودة إلى مدنهم وقراهم. «أونروا» شاهد على هذا الحق. لكن ترامب لا يستطيع العودة إلى الأمم المتحدة للإلغائها وانتزاع قرار جديد مضاد فليس من دولة مستعدة للإقدام على مثل هذه الخطوة. لم يعد أمامه سوى الابتزاز المالي والسياسي فقرر وقف المساعدات التي تقدمها واشنطن إلى هذه المنظمة كي تقفل المدارس ويشرد أطفال الفلسطينيين في الشوارع وتغلق المستشفيات التي تقدم العلاج إلى مرضاهم، ما هم طالما أن ذلك يعبد الطريق أمام «حراس الهيكل».

الخطوة الثانية نجحت. ردود الفعل لا تذكر: تصريحات لمسؤولين في «أونروا» تطلب سد العجز في موازنتها. بعض أصوات مستنكرة. الأمم المتحدة صامتة. العرب استعدوا سراً لدفع بعض الأموال. منظمة التحرير مغلوبة على أمرها. المجتمع الدولي مشغول بمحاربة الإرهاب.

يعتقد ترامب أنه أزال أكبر عائقين من أمام إسرائيل لإنهاء القضية الفلسطينية: مسألتي القدس واللاجئين. ولم يعد أمامه سوى الضغط على محمود عباس للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل برعايته ورعاية بعض أصدقائه. ولكن على ماذا يفاوض الفلسطينيون بعد إلغاء أهم حقوقهم؟ وإلى من يلجأون؟ الأردن ومصر تعاهدا على السلام مع إسرائيل. العراق مدمر تتنازعه القبائل والعشائر والطوائف والأعراق، فضلاً عن الحروب بالنيابة على النفوذ فيه بين أميركا وإيران. سورية مدمرة تتنازعها القوى الإقليمية والدولية. ليبيا غارقة في دماء أبنائها. المغرب بعيد عن المسألة من الأساس. والأهم من ذلك أن فلسطين ذاتها مقسمة بين غزة والضفة. بين «حماس» و «المنظمة».

ليس أفضل من هذا الواقع كي يعقد ترامب «صفقة القرن»، لم يبق أمامه سوى تطبيق خطة إسرائيلية قديمة: إقامة كونفيديرالية بين الضفة الغربية والأردن. وهذا سيكون جوهر المفاوضات في الخطوة الثالثة لتطبيق «صفقة القرن» فهل تنجح؟

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في «صفقة القرن» في «صفقة القرن»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon