توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ستيفن هوكينغ الفلسطيني

  مصر اليوم -

ستيفن هوكينغ الفلسطيني

بقلم : مصطفى زين

 كان ستيفن هوكينغ في الواحدة والعشرين عندما أصيب بمرض تلف الأعصاب. قدر الأطباء أن موته محتم بعد سنتين على الأكثر. خيب كل توقع. عاش مقعداً حتى السادسة والسبعين. أصبح أهم عالم فيزياء بعد أينشتاين، وقد تجاوزه باكتشافاته. حرص على تبسيط هذه الاكتشافات المعقدة لتقريبها إلى الناس العاديين فوضع كتابه «موجز تاريخ الزمن» عام 1988، مناقضاً التفسير الغيبي السائد لنشوء الكون وتطوره بأسلوب مبسط.

العالم الأشهر كان مشغولاً أيضاً بالسياسة، بمعناها الإنساني. رفض لقب سير الذي تمنحه الملكة للمتفوقين في العلوم والرياضة والموسيقى... احتجاجاً على النقص الكبير في تمويل الأبحاث العلمية في بريطانيا. وكان يطالب دائماً بتمويل القطاع الصحي المجاني وعدم تخصيصه. ويقول: «لولا العناية الطبية المجانية التي تلقيتها لمت من زمن طويل».

رفض دعوة لإلقاء خطاب خلال ندوة برعاية شمعون بيريس احتفالاً بعيد ميلاده التسعين، ورفض جائزة علمية إسرائيلية. وانطلاقاً من حسه الإنساني أيضاً انحاز إلى الفقراء وإلى القضايا العادلة ومنها القضية الفلسطينية. وشكل انضمامه إلى الحملة الأكاديمية لمقاطعة إسرائيل (B.D.S)، دعماً كبيراً لهذا التحرك الذي يقلق الدولة العبرية أكثر من التهديدات العنترية التي تتلقاها ليلاً ونهاراً. ويطرح انضمامه إلى الحركة سؤالاً كبيراً على المثقفين العرب الذين تقاطروا إلى إسرائيل للقاء بيريس، خلال هجمة السلام الديبلوماسية العربية في تسعينات القرن الماضي، وعادوا ليكرزوا بمحاسن اللقاء وبالديموقراطية الصهيونية. كما يطرح سؤالاً كبيراً على هذا الشاعر أو ذاك الروائي أو السينمائي أو الصحافي العربي الذي ينشر أخباره التطبيعية مفتخراً بخرق التابوات، واصماً كل من يدعو إلى المقاطعة بالتحجر الفكري، متجاهلاً أن كبار المثقفين الأوروبيين والأكاديميين ينضمون إلى حملة المقاطعة غير عابئين بتهمة اللاسامية التي تلصق بهم. فالموقف الإنساني لديهم يعلو على كل خوف أو سياسة أو انحياز ديني أو عقائدي. ويعري بروباغندا نشر الحرية والديموقراطية والعدالة والمحافظة على حقوق الإنسان، وقتله باسم هذه القيم التي تدعي إسرائيل تمثيلها في الشرق الأوسط، تماماً مثلما يفعل تنظيم «داعش» باسم القيم الإسلامية.

في موقف مليء بالادعاء والعنصرية تأخذ إسرائيل على هوكينغ موقفه الإنساني، ويقول أحد منتقديه أنه نسي فضلها عليه، فبواسطة التكنولوجيا التي ابتدعتها استطاع التواصل مع العالم بالتحدث عبر الكومبيوتر. والحقيقة أن مبتدع هذه التكنولوجيا هو الأميركي روجر مور، وبفضل سام بلاكبورن استطاع العالِم التحدث، وتنسبها إسرائيل إلى علمائها مثلما تنسب المأكولات الفلسطينية إلى تراثها. ولنفرض جدلاً أن علماءها ابتدعوها فهل يبرر ذلك طرد الفلسطينيين وقتلهم وتشريدهم؟ وهل يبرر اختراع أميركا القنبلة النووية استخدامها لإبادة الجنس البشري؟ أو هل كان على هوكينغ الوقوف إلى جانب العنصرية لأنه عبقري واكتشافاته عظيمة؟

وصفت إسرائيل هوكينغ بـ «الدُرة الأشد بريقاً والأغلى ثمناً الذي نجحت حركة المقاطعة في تجنيده». بريق هذه «الدرة» لن يخبو علمياً وإنسانياً.

 نقلا عن الحياه اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ستيفن هوكينغ الفلسطيني ستيفن هوكينغ الفلسطيني



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon