توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ستيفن هوكينغ الفلسطيني

  مصر اليوم -

ستيفن هوكينغ الفلسطيني

بقلم : مصطفى زين

 كان ستيفن هوكينغ في الواحدة والعشرين عندما أصيب بمرض تلف الأعصاب. قدر الأطباء أن موته محتم بعد سنتين على الأكثر. خيب كل توقع. عاش مقعداً حتى السادسة والسبعين. أصبح أهم عالم فيزياء بعد أينشتاين، وقد تجاوزه باكتشافاته. حرص على تبسيط هذه الاكتشافات المعقدة لتقريبها إلى الناس العاديين فوضع كتابه «موجز تاريخ الزمن» عام 1988، مناقضاً التفسير الغيبي السائد لنشوء الكون وتطوره بأسلوب مبسط.

العالم الأشهر كان مشغولاً أيضاً بالسياسة، بمعناها الإنساني. رفض لقب سير الذي تمنحه الملكة للمتفوقين في العلوم والرياضة والموسيقى... احتجاجاً على النقص الكبير في تمويل الأبحاث العلمية في بريطانيا. وكان يطالب دائماً بتمويل القطاع الصحي المجاني وعدم تخصيصه. ويقول: «لولا العناية الطبية المجانية التي تلقيتها لمت من زمن طويل».

رفض دعوة لإلقاء خطاب خلال ندوة برعاية شمعون بيريس احتفالاً بعيد ميلاده التسعين، ورفض جائزة علمية إسرائيلية. وانطلاقاً من حسه الإنساني أيضاً انحاز إلى الفقراء وإلى القضايا العادلة ومنها القضية الفلسطينية. وشكل انضمامه إلى الحملة الأكاديمية لمقاطعة إسرائيل (B.D.S)، دعماً كبيراً لهذا التحرك الذي يقلق الدولة العبرية أكثر من التهديدات العنترية التي تتلقاها ليلاً ونهاراً. ويطرح انضمامه إلى الحركة سؤالاً كبيراً على المثقفين العرب الذين تقاطروا إلى إسرائيل للقاء بيريس، خلال هجمة السلام الديبلوماسية العربية في تسعينات القرن الماضي، وعادوا ليكرزوا بمحاسن اللقاء وبالديموقراطية الصهيونية. كما يطرح سؤالاً كبيراً على هذا الشاعر أو ذاك الروائي أو السينمائي أو الصحافي العربي الذي ينشر أخباره التطبيعية مفتخراً بخرق التابوات، واصماً كل من يدعو إلى المقاطعة بالتحجر الفكري، متجاهلاً أن كبار المثقفين الأوروبيين والأكاديميين ينضمون إلى حملة المقاطعة غير عابئين بتهمة اللاسامية التي تلصق بهم. فالموقف الإنساني لديهم يعلو على كل خوف أو سياسة أو انحياز ديني أو عقائدي. ويعري بروباغندا نشر الحرية والديموقراطية والعدالة والمحافظة على حقوق الإنسان، وقتله باسم هذه القيم التي تدعي إسرائيل تمثيلها في الشرق الأوسط، تماماً مثلما يفعل تنظيم «داعش» باسم القيم الإسلامية.

في موقف مليء بالادعاء والعنصرية تأخذ إسرائيل على هوكينغ موقفه الإنساني، ويقول أحد منتقديه أنه نسي فضلها عليه، فبواسطة التكنولوجيا التي ابتدعتها استطاع التواصل مع العالم بالتحدث عبر الكومبيوتر. والحقيقة أن مبتدع هذه التكنولوجيا هو الأميركي روجر مور، وبفضل سام بلاكبورن استطاع العالِم التحدث، وتنسبها إسرائيل إلى علمائها مثلما تنسب المأكولات الفلسطينية إلى تراثها. ولنفرض جدلاً أن علماءها ابتدعوها فهل يبرر ذلك طرد الفلسطينيين وقتلهم وتشريدهم؟ وهل يبرر اختراع أميركا القنبلة النووية استخدامها لإبادة الجنس البشري؟ أو هل كان على هوكينغ الوقوف إلى جانب العنصرية لأنه عبقري واكتشافاته عظيمة؟

وصفت إسرائيل هوكينغ بـ «الدُرة الأشد بريقاً والأغلى ثمناً الذي نجحت حركة المقاطعة في تجنيده». بريق هذه «الدرة» لن يخبو علمياً وإنسانياً.

 نقلا عن الحياه اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ستيفن هوكينغ الفلسطيني ستيفن هوكينغ الفلسطيني



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon