توقيت القاهرة المحلي 10:32:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في مئوية الحرب الكبرى

  مصر اليوم -

في مئوية الحرب الكبرى

بقلم : مصطفى زين

مئة عام مرت على انتهاء الحرب العالمية الأولى. أو حرب تفكيك الإمبراطوريات النمسوية والألمانية والسلطنة العثمانية وتوسع أخرى، وإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية الأوروبية، ثم بروز الإمبراطوريتين السوفياتية والأميركية اللتين قسمتا العالم إلى قسمين.

قيل في تلك الحرب إنها ستكون نهاية الحروب في أوروبا لكن التنافس على المستعمرات كان السبب الرئيسي في نشوب الثانية وهي اشد هولاً واكثر تدميراً بسبب التقدم في صناعة الأسلحة والحاجة إلى المزيد من الأموال لتشغيل مصانعها، تماماً كما هو حاصل الآن فسباق التسلح يستهلك معظم الموارد البشرية، ولم يعد مقتصراً على أوروبا، بل عم الدول الأكثر فقراً التي تغرق في حروب أهلية تغذيها أطماع الإمبراطوريات السابقة التي تحتكر هذه الصناعة وتطورها كل يوم، وتتكتل ضد أي دولة تحاول المنافسة.

ومن نتائج الحرب الكبرى أنها أعادت رسم الخريطة الأوروبية وخريطة البلدان التي كانت خاضعة للإمبراطورية العثمانية وتقاسمها بين بريطانيا وفرنسا اللتين خاضتا الحرب الثانية، مستخدمتين أبناء المستعمرات وقوداً لها، فكان الإفريقي يقتل الإفريقي والعربي يقتل العربي والمسيحي يقتل المسيحي والمسلم يقتل المسلم باسم السيد الذي يدعي حمايته وتعليمه الحرية والديموقراطية ويدفعه إلى القتل في الوقت ذاته.

ومن نتائج التنافس على المستعمرات أيضاً بروز الإمبراطورية الأميركية التي ورثت فرنسا وبريطانيا وشكلت معهما حلفاً ضد أعدائهما في أوروبا وفي المستعمرات، ودافعت عنهما في مواجهة الإتحاد السوفياتي. أي أنها حدَثت، بما لديها من قوة ونفوذ، النهج الإستعماري فكانت الإمبريالية التي نعرفها اليوم، وحل الإستعمار الإقتصادي محل الإستعمار المباشر. ولم تنته الحروب، بل زادت وتيرتها، خصوصاً في الشرق الأوسط وإفريقيا حيث مصادر الطاقة.

بعد مئة سنة على الحرب الكبرى هل انتهت الحروب؟ كل الدلائل تشير إلى عكس ذلك. سباق التسلح ما زال قائماً. التنافس على المستعمرات القديمة «المستقلة» ما زال كما كان. الأيديولوجيا الإستعمارية هي ذاتها. المملكة المتحدة ما زالت تدعي ملكيتها جزر الفوكلاند قرب الأرجنتين. فرنسا ما زالت متمسكة بتاريخها وترفض الإعتذار إلى الجزائر.

الولايات المتحدة تهدد أي دولة أو شخص يعارض سياساتها وتفرض العقوبات يميناً ويساراً على من يخالفها ويعارض إسرائيل. روسيا التي كانت حليفة خلال الحربين العالميتين أصبحت عدواً.

الشرق الأوسط نموذج للحروب المتناسلة منذ اقتسام «أملاك» السلطنة العثمانية إلى اليوم. ومنذ وعد بلفور لليهود وإنشاء إسرائيل بعد الحرب الثانية لتكون قاعدة عسكرية متقدمة تحمي المصالح الإستعمارية.

يحيي القادة الأوروبيون غداً ذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى ويتحدثون عن السلام والحرية وتقديس الحياة ولدى كل منهم خطة لمزيد من الحروب، فمصانع الأسلحة في حاجة إلى من يستهلك إنتاجها وهناك من هو مستعد لشرائها. كما أن الجيوش جاهزة للتحرك ومساعدة «الحلفاء» والأصدقاء».

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في مئوية الحرب الكبرى في مئوية الحرب الكبرى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon