توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تطويق شامل!

  مصر اليوم -

تطويق شامل

بقلم : خالد سيد أحمد

إذا كان يوم 30 يونيو 2013، قد شهد أقوى ضربة سياسية توجه لجماعة الإخوان، عندما نزل الملايين إلى الشوارع للمطالبة بازاحتها عن السلطة بعد عام واحد على توليها حكم مصر، فإن يوم الثلاثاء الماضى، قد شهد ايضا أعنف ضربة اقتصادية تتعرض لها الجماعة منذ نشأتها قبل تسعين عاما.

ففى هذا اليوم، قررت لجنة التحفظ والحصر والإدارة والتصرف فى أموال الجماعات الإرهابية والارهابيين، التحفظ على أموال 1589 عنصرا من العناصر المنتمية والداعمة لتنظيم الإخوان، و118 شركة متنوعة النشاط، و1133 جمعية أهلية، و104 مدارس، و69 مستشفى، و33 موقعا إلكترونيا، وقناة فضائية، كما قررت اللجنة إضافة جميع الأموال المتحفظ عليها إلى الخزانة العامة.

ومن بين ما ذكرته اللجنة فى مبرراتها لهذا القرار، أن «معلومات وتحريات دقيقة كانت قد وردت اليها من مصادرها المختلفة ــ تأكدت من صحتها ــ تفيد بقيام قيادات وكوادر تنظيم الإخوان الإرهابى، بإعادة صياغة خطة جديدة لتدبير موارده المالية واستغلال عوائدها فى دعم النشاط التنظيمى كإحدى ركائز دعم الحراك المسلح من خلال قيام التنظيم الإرهابى بإيجاد طرق وبدائل للحفاظ على ما تبقى من أمواله ومنشآته الاقتصادية، من ابرزها تهريب الاموال السائلة من العملات الأجنبية خارج البلاد للإضرار بالاقتصاد القومى، لتقويض خطط الدولة للتنمية، وتكليف عدد من عناصره لتهريب الاموال من خلال الشركات التابعة للتنظيم وعناصره بنظام المقاصة مع رجال الأعمال المنتمين للتنظيم وغير المرصودين أمنيا».

المحامى طارق محمود، الذى تقدم ببلاغات للجنة والقضاء للتحفظ على أموال قيادات وأعضاء الجماعة، قال فى تصريحات لموقع «العربية نت» إن «قيمة الأصول والأموال التى تمت مصادرتها وفق قرار اللجنة تقدر بنحو 250 مليار جنيه»، لكنه أشار إلى أن «قيمة الأصول والممتلكات التابعة والخاضعة لتصرف الجماعة فى مصر تبلغ أضعاف هذا الرقم».
أيا كان حجم الأموال التى تم التحفظ عليها، أو الأصول والممتلكات التى لا تزال بحوذة الجماعة، فإن القرار الأخير يحمل فى طياته الكثير من النقاط التى ينبغى التوقف أمامها لمعرفة مستقبل العلاقة بين الدولة المصرية والجماعة.

النقطة الأولى ان قرار التحفظ على أموال 1589 عنصرا من العناصر المنتمية والداعمة للإخوان، يؤشر إلى حقيقة باتت دامغة، وهى ان الدولة المصرية ماضية بكل حسم فى عملية تطويق شامل لجماعة الإخوان، ومحاصرتها سياسيا وأمنيا واقتصاديا أكثر من أى وقت مضى، مدفوعة فى ذلك بمناخ اقليمى ودولى مؤيد أو على الأقل غير ممانع لمثل هذه الخطوات والاجراءات، وكذلك بفائض هائل فى القوة المستمدة من استعادة مؤسسات الدولة عافيتها، والمستندة إلى دعم شعبى لا يستطيع أحد تجاهله.

النقطة الثانية ان هذا القرار يضع حدا للتكهنات والتقارير التى تتردد بين فترة وأخرى عن وجود امكانية للمصالحة بين الدولة والجماعة، اذا بات واضحا ان القرار السياسى للدولة المصرية، تم حسمه بشكل نهائى لصالح محاصرة الجماعة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وانه لا نية للسماح لها بالعودة مرة أخرى إلى المشهد السياسى فى المدى المنظور، وبالتحديد خلال ولاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى عبر عن هذا الأمر مرارا بالتأكيد على ان المصالحة أمر يخص الشعب.

كذلك يضع هذا القرار الجماعة فى مأزق حقيقى، خصوصا بعد تجفيف منابعها المالية وقطع أذرعها الاقتصادية، التى تعتبر الشريان الرئيسى لها وساعدتها على البقاء والانتشار طيلة العقود الماضية داخل مصر، وهو ما يجعل عودتها إلى الحياة السياسية مرة أخرى أشبه بالمستحيل.

على اية حالة، فان المواجهة ستظل مفتوحة بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان.. فالأولى لديها اصرار كبير على تطويق الجماعة وعدم السماح لها بالعودة مرة أخرى إلى الأوضاع التى كانت عليها فى السابق، والثانية ترفض الاعتراف بالتغيرات الواسعة التى حدثت فى البلاد منذ 30 يونيو 2013، وتصر على ان تعود بعقارب الزمن إلى الوراء والعودة إلى المشهد، وفق شروط يعرف الجميع مسبقا انها لن تتحقق أبدا.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطويق شامل تطويق شامل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon