توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عند «زبيدة» الخبر اليقين

  مصر اليوم -

عند «زبيدة» الخبر اليقين

بقلم - خالد سيد أحمد

الغضب العارم الذى تملك مؤسسات الدولة والشخصيات الإعلامية، تجاه الفيلم الوثائقى الذى عرضته هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، بشأن مزاعم الاختفاء القسرى فى مصر، له بالتأكيد ما يبرره، خصوصا وأنه عمد عن قصد أو غير قصد إلى تشويه صورة البلاد فى الخارج.

ففى هذا الفيلم الوثائقى، ادعت سيدة مصرية ان ابنتها الشابة وتدعى «زبيدة» اختفت منذ 10 أشهر، بعد احتجازها من قبل الشرطة، وانها تعرضت لانتهاكات جسدية بالغة، لكن «زبيدة» نفسها جاءت بالخبر اليقين، ونفت فى تصريحات خاصة للإعلامى عمرو أديب، ما قيل عن اختفائها قسريا، وقالت إنها متزوجة وانجبت مولودا منذ 15 يوما.

حكاية «زبيدة» تشبه كثيرا حكاية عمر نجل إبراهيم الديب، القيادى الإخوانى الموجود فى تركيا، والذى ظلت وسائل الإعلام الإخوانية التى تبث من الخارج فى الإدعاء بأنه كان مختفيا قسريا، بعد إعلان وزارة الداخلية عن تمكنها من رصد وتحديد والقضاء على 10 عناصر ــ بينهم عمر ــ تابعين لخلية إرهابية وجدت داخل شقتين فى منطقة أرض اللواء بالجيزة، ثم ثبت بعد ذلك وبالدليل القاطع أن عمر انضم إلى تنظيم داعش الإرهابى، وظهر فى الإصدار المصور الأخير لمجلة «حماة الشريعة» التابعة للتنظيم.

سقطة الـ«بى بى سى» صاحبة التاريخ العريق والمهنية العالية والقواعد الإعلامية الرفيعة، عندما عرضت هذا الفيلم متضمنا تلك الادعاءات من دون التحقق منها، وتبنيها وجهة نظر واحدة، وتجاهلها الحديث مع الجهات الرسمية المصرية لسماع رأيها فى القضية، دفع الهيئة العامة للاستعلامات إلى مطالبتها بتقديم اعتذار عما ارتكبته من خطأ مهنى لا يمكن أن ترتكبه مؤسسة فى حجم هيئة الإذاعة البريطانية، كما دعت هيئة الاستعلامات المسئولين المصريين وقطاعات النخبة المصرية إلى مقاطعتها والامتناع عن إجراء مقابلات أو لقاءات مع مراسليها ومحرريها، حتى تعتذر رسميا وتنشر ردها على ما ورد فى تقريرها غير الصحيح.

الغضب لم يقتصر على الهيئة العامة للاستعلامات، بل وصل إلى المستشار نبيل صادق، النائب العام، الذى أصدر قرارًا بمتابعة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى وضبط ما يبث عنها ويصدر عنها عمدًا من أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام أو إلقاء الرعب فى نفوس أفراد المجتمع أو يترتب عليها إلحاق الضرر بالمصلحة العامة للدولة المصرية، واتخاذ ما يلزم حيالها من إجراءات جنائية.

هيئة الإذاعة البريطانية، اتجهت فى البداية إلى المماطلة بعد ثبوت عدم صحة ما عرضته، ثم تجاهلت هذا الغضب المصرى وكأنه غير موجود، وأخيرا رفضت تقديم اعتذار عما جاء فى تقريرها غير الصحيح، بل وأصدرت بيانا أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه «بيان تحدٍ»، شددت فيه على أنها «تساند مصداقية العمل الصحفى لفرقها».
واضافت انها «ستناقش الشكوى بشأن الفيلم الوثائقى مع السلطات المصرية فى الأيام المقبلة».

المؤسف فى هذه القضية، هو ان البعض فى مصر، وفى ظل حالة الاستقطاب السياسى الحاد، الذى يتسم به المشهد منذ سنوات، لا يجد حرجا فى التشكيك بنفى «زبيدة» نفسها لمسألة اختفائها قسريا، بل ويرى ان حديثها التليفزيونى تم تحت إكراه وضغوط، وانه يجب علينا تصديق رواية الـ «بى بى سى»، بينما واذا استخدمنا هذا المبدأ فى التعامل، فإنه يمكننا ايضا نطالب هيئة الإذاعة البريطانية، بأن تثبت صحة ما عرضته من ادعاءات ومزاعم وردت على لسان والدة زبيدة!.

على اية حال، نعلم ان هناك غضبا كبيرا فى مصر تجاه الـ«بى بى سى»، لكننا نحتاج إلى «ترشيد» هذا الغضب، حتى لا يتحول إلى عاصفة هوجاء تضر أكثر مما تنفع، خصوصا فى مسألة المقاطعة الإعلامية.. فهذه المقاطعة لن تخدم موقفنا، وستخلى الساحة لمن يريد الإضرار بصورتنا فى الخارج، ويجعل من هذه المؤسسة العريقة القوية إعلاميا عدوا للدولة المصرية مثل قناة الجزيرة القطرية، والأفضل هو إقامة حوار جاد معها للوصول إلى آلية فى التعامل بعيدا عن فرض الشروط المسبقة، حتى لا يغيب صوت مصر الرسمى عن نافذة لها تأثيرها على المستوى الدولى.

نقلا عن الشروق القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عند «زبيدة» الخبر اليقين عند «زبيدة» الخبر اليقين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon