توقيت القاهرة المحلي 12:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ديسالين ليس النجاشى!

  مصر اليوم -

ديسالين ليس النجاشى

بقلم - خالد سيد أحمد

كثير من المواطنين الذين تابعوا زيارة رئيس الوزراء الإثيوبى هيلا ميريام ديسالين، إلى القاهرة على مدى يومين، شعروا بقدر كبير من الأسى والحزن، ذلك أن الرجل الذى طلب منه ارسال رسالة طمأنة لمصر تزيل مخاوفها وقلقها العظيم على مياهها، لم يقدم سوى كلام منمق للاستهلاك الإعلامى فقط، وهذا الأمر لم يكن مفاجئا للبعض.. فديسالين ليس النجاشى الذى لجأ إليه المسلمون الأوائل طلبا للحماية ولم يخذلهم!

رئيس الوزراء الإثيوبى خلال مؤتمره الصحفى مع الرئيس السيسى، قال إن «شعب إثيوبيا لم ولن ــ فى أى حال من الأحوال ــ يسعى إلى تعريض حياة أشقائنا المصريين إلى الخطر، فنهر النيل يتدفق فيما بيننا، ولن نضر بلدكم بأى حال من الأحوال، وسنعمل عن كثب ونكفل الحياة لشعوب نهر النيل والقرن الإفريقى وإخراجهم من دوائر الفقر».

كلام جميل ورائع، لكن اذا حاولنا وضعه على أرض الواقع، حتى يكون له جدوى ومردود ايجابى يزيل القلق لدى المصريين من المخاطر الحقيقية التى ستنتج عن إنشاء سد النهضة، فلن نجد سوى محاولات إثيوبية متواصلة لاستهلاك الوقت، حتى تنتهى من إنجاز بناء السد.

ما يقلقنا حقا هو أن سعة خزان هذا السد العملاق تصل إلى 74 مليار متر مكعب من المياه، والذى يؤكد الخبراء على أن ملء هذا الخزان فى عدد سنوات قليل سيؤدى إلى فقدان مصر لربع مساحتها الزراعية، كما انه سيؤدى فى حالة «الملء والتشغيل» إلى زيادة الانخفاض فى توليد الكهرباء من السد العالى ليصل إلى 4500 جيجاوات، أى بنقص قدره 37%، مع حدوث عجز كلى فى توليد الطاقة الكهربائية ليصل إلى 41 عاما!.

هذه المخاطر الحقيقية الماثلة أمام أعين المسئولين المصريين، تترافق مع استمرار الجمود الحالى الذى يشهده المسار الفنى للمفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، الأمر الذى دفع القاهرة إلى اقتراح مشاركة البنك الدولى كطرف فنى فى اللجنة الوطنية الثلاثية لتسهيل المناقشات والتوصل إلى حل للنقاط الخلافية واتخاذ قرار بشأنها، وذلك بما للبنك الدولى من خبرات ومصداقية لدى الدول الثلاث.

هذا الاقتراح يعد من أفضل الخطوات العملية التى اتخذتها مصر على الإطلاق منذ تفجر هذه الأزمة، لان دخول البنك الدولى على خط المفاوضات، سيكشف عن الطرف الذى يعوق الوصول إلى نتائج حقيقية للدراسات الفنية، وسيكون داعما لموقف القاهرة على المستوى الدولى.

كما ان هذا الاقتراح ــ وفق الرؤية المصرية ــ يأتى «سعيا لتجاوز العقبات التى تواجه المسار الفنى، لا سيما فى ضوء ما يعترى مسار المفاوضات من تأخير، ولتفادى اتخاذ إجراءات أحادية على الأرض بشأن ملء خزان السد قبل الانتهاء من الدراسات الفنية»، وفقا لتصريحات السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية.

ديسالين وكعادته دائما فى استهلاك الوقت لصالح المضى قدما فى إنشاء السد بالمواصفات التى ستحدث ضررا بالغا بالحقوق المصرية، تهرب من الموافقة على هذا الاقتراح، وقال فى مؤتمره الصحفى: «أقدر المقترح المصرى بشأن إشراك طرف ثالث كوسيط فى المفاوضات الفنية، لكن بلادى مهتمة بدراسة تحديد الطرف الثالث وآلية وتوقيت تدخله بالمفاوضات!!».

واضح جدا ان ديسالين لن يكون «النجاشى الجديد»، الذى يستطيع منح مصر الاطمئنان على حقوقها المائية، خصوصا أن بلاده تدرس كذلك الإعلان عن بناء 3 سدود جديدة منها 2 على النيل الأزرق، بالإضافة إلى سد النهضة الذى يتم تشييده حاليا، وبالتالى فإن المسألة ليست متعلقة هنا بالتنمية أو التقدم فى إثيوبيا ــ وهو حق لها لا جدال فيه، وإنما المسألة تتعلق بمخطط يتم تنفيذه لـ«تعطيش مصر»، كما يراه الكثير من المتابعين والمراقبين.

ينبغى أن تدرك الحكومة الإثيوبية ان نهر النيل هو الشريان الوحيد لنا، وبدونه لن تكون هناك حياة على الأرض، وأن إقدامها على ملء خزان سد النهضة بدون الاتفاق على الإطار الزمنى المناسب، سوف يسفر عن وجود «ملايين العطشى» فى بر مصر، وهو ما لا يمكن للشعب المصرى قبل نظامه القبول به على أنه «أمر واقع»!.

 

 نقلا عن الشروق القاهريه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديسالين ليس النجاشى ديسالين ليس النجاشى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon