توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ديسالين ليس النجاشى!

  مصر اليوم -

ديسالين ليس النجاشى

بقلم - خالد سيد أحمد

كثير من المواطنين الذين تابعوا زيارة رئيس الوزراء الإثيوبى هيلا ميريام ديسالين، إلى القاهرة على مدى يومين، شعروا بقدر كبير من الأسى والحزن، ذلك أن الرجل الذى طلب منه ارسال رسالة طمأنة لمصر تزيل مخاوفها وقلقها العظيم على مياهها، لم يقدم سوى كلام منمق للاستهلاك الإعلامى فقط، وهذا الأمر لم يكن مفاجئا للبعض.. فديسالين ليس النجاشى الذى لجأ إليه المسلمون الأوائل طلبا للحماية ولم يخذلهم!

رئيس الوزراء الإثيوبى خلال مؤتمره الصحفى مع الرئيس السيسى، قال إن «شعب إثيوبيا لم ولن ــ فى أى حال من الأحوال ــ يسعى إلى تعريض حياة أشقائنا المصريين إلى الخطر، فنهر النيل يتدفق فيما بيننا، ولن نضر بلدكم بأى حال من الأحوال، وسنعمل عن كثب ونكفل الحياة لشعوب نهر النيل والقرن الإفريقى وإخراجهم من دوائر الفقر».

كلام جميل ورائع، لكن اذا حاولنا وضعه على أرض الواقع، حتى يكون له جدوى ومردود ايجابى يزيل القلق لدى المصريين من المخاطر الحقيقية التى ستنتج عن إنشاء سد النهضة، فلن نجد سوى محاولات إثيوبية متواصلة لاستهلاك الوقت، حتى تنتهى من إنجاز بناء السد.

ما يقلقنا حقا هو أن سعة خزان هذا السد العملاق تصل إلى 74 مليار متر مكعب من المياه، والذى يؤكد الخبراء على أن ملء هذا الخزان فى عدد سنوات قليل سيؤدى إلى فقدان مصر لربع مساحتها الزراعية، كما انه سيؤدى فى حالة «الملء والتشغيل» إلى زيادة الانخفاض فى توليد الكهرباء من السد العالى ليصل إلى 4500 جيجاوات، أى بنقص قدره 37%، مع حدوث عجز كلى فى توليد الطاقة الكهربائية ليصل إلى 41 عاما!.

هذه المخاطر الحقيقية الماثلة أمام أعين المسئولين المصريين، تترافق مع استمرار الجمود الحالى الذى يشهده المسار الفنى للمفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، الأمر الذى دفع القاهرة إلى اقتراح مشاركة البنك الدولى كطرف فنى فى اللجنة الوطنية الثلاثية لتسهيل المناقشات والتوصل إلى حل للنقاط الخلافية واتخاذ قرار بشأنها، وذلك بما للبنك الدولى من خبرات ومصداقية لدى الدول الثلاث.

هذا الاقتراح يعد من أفضل الخطوات العملية التى اتخذتها مصر على الإطلاق منذ تفجر هذه الأزمة، لان دخول البنك الدولى على خط المفاوضات، سيكشف عن الطرف الذى يعوق الوصول إلى نتائج حقيقية للدراسات الفنية، وسيكون داعما لموقف القاهرة على المستوى الدولى.

كما ان هذا الاقتراح ــ وفق الرؤية المصرية ــ يأتى «سعيا لتجاوز العقبات التى تواجه المسار الفنى، لا سيما فى ضوء ما يعترى مسار المفاوضات من تأخير، ولتفادى اتخاذ إجراءات أحادية على الأرض بشأن ملء خزان السد قبل الانتهاء من الدراسات الفنية»، وفقا لتصريحات السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية.

ديسالين وكعادته دائما فى استهلاك الوقت لصالح المضى قدما فى إنشاء السد بالمواصفات التى ستحدث ضررا بالغا بالحقوق المصرية، تهرب من الموافقة على هذا الاقتراح، وقال فى مؤتمره الصحفى: «أقدر المقترح المصرى بشأن إشراك طرف ثالث كوسيط فى المفاوضات الفنية، لكن بلادى مهتمة بدراسة تحديد الطرف الثالث وآلية وتوقيت تدخله بالمفاوضات!!».

واضح جدا ان ديسالين لن يكون «النجاشى الجديد»، الذى يستطيع منح مصر الاطمئنان على حقوقها المائية، خصوصا أن بلاده تدرس كذلك الإعلان عن بناء 3 سدود جديدة منها 2 على النيل الأزرق، بالإضافة إلى سد النهضة الذى يتم تشييده حاليا، وبالتالى فإن المسألة ليست متعلقة هنا بالتنمية أو التقدم فى إثيوبيا ــ وهو حق لها لا جدال فيه، وإنما المسألة تتعلق بمخطط يتم تنفيذه لـ«تعطيش مصر»، كما يراه الكثير من المتابعين والمراقبين.

ينبغى أن تدرك الحكومة الإثيوبية ان نهر النيل هو الشريان الوحيد لنا، وبدونه لن تكون هناك حياة على الأرض، وأن إقدامها على ملء خزان سد النهضة بدون الاتفاق على الإطار الزمنى المناسب، سوف يسفر عن وجود «ملايين العطشى» فى بر مصر، وهو ما لا يمكن للشعب المصرى قبل نظامه القبول به على أنه «أمر واقع»!.

 

 نقلا عن الشروق القاهريه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديسالين ليس النجاشى ديسالين ليس النجاشى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon