توقيت القاهرة المحلي 11:20:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إمام «القوة الناعمة»!

  مصر اليوم -

إمام «القوة الناعمة»

بقلم : خالد سيد أحمد

 لم تحظ الجولة الحالية التى يقوم بها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف إلى ثلاث دول آسيوية هى إندونيسيا وسنغافورة وسلطنة بروناى، باهتمام إعلامى كبير فى مصر، رغم ان المتابع لها يدرك على الفور حجم التأثير والتقدير الذى يكنه المسلمون فى آسيا لـ«الأزهر وإمامه»، ما يجعلهما من أبرز أدوات القوة الناعمة التى تستطيع مصر الاعتماد عليها للتأثير فى محيطها الإقليمى والدولى.

ثلاثة مشاهد حدثت خلال زيارة الطيب إلى إندونيسيا، توضح الوزن الحقيقى للأزهر الشريف، الذى يعد المؤسسة الدينية السنية الأكبر والأوسع تأثيرا فى العالم الإسلامى، أولها الاستقبال الحافل الذى أقامه جوكو ويدودو، رئيس إندونيسيا فى القصر الرئاسى بالعاصمة جاكرتا، لشيخ الأزهر، وتأكيده على أن «الشعب الإندونيسى يشعر بالثقة والاطمئنان عندما يرسل أبناءه للدراسة فى الأزهر.. فالأزهر يمثل لنا الكثير فى إندونيسيا، وخريجوه يسهمون بقوة فى نهضة البلاد ويشغلون مواقع عدة»، مشيرا إلى ان «الأزهر الشريف، بمنهجه الوسطى المنفتح، يقوم بدور بالغ الأهمية فى التصدى للجماعات الإرهابية وتفنيد أفكارها المتطرفة».

المشهد الثانى الذى لفت أنظار الجميع، وتداولته وسائل التواصل الاجتماعى على نحو كبير خلال الأيام الأخيرة، هو قيام طالبات إندونيسيا بترديد النشيد الوطنى لجمهورية مصر العربية كاملا ترحيبا بالإمام الأكبر، وكذلك احتشاد طلاب وطالبات الجامعة «المحمدية سوراكرتا» فى مدينة سولو الإندونيسية، حاملين الأعلام المصرية للترحيب بزيارة الطيب لجامعتهم. أما المشهد الثالث فهو التصريحات التى أدلى بها محافظ ولاية نوساتنجار الغربية فى إندونيسيا، وشدد فيها على ان زيارة الإمام الأكبر تجلب البركة، وتدفع خريجى الأزهر لتقوية مساهمتهم فى بناء إندونيسيا.

عندما نجد فى إندونيسيا، هذا الاحتفاء والتقدير والاحترام، لشخص الشيخ الطيب والمؤسسة التى يتربع على عرشها، لا يمكننا غير ان نضرب كفا بكف، خصوصا ونحن نشاهد بين الحين والآخر، تلك الحملات الإعلامية المجنونة، التى تستهدف مؤسسة الأزهر الشريف والدكتور الطيب، وتتجاوز فى أغلب الوقت «الخطوط الحمراء»، عبر السعى لـ«شيطنة الأزهر» واتهامه بأنه «مفرخة الإرهابيين»، والمحاولات المستمرة لاغتيال شخصية «الإمام الأكبر» بزعم أنه لم يقم بواجبه تجاه مواجهة المتطرفين وتجديد الخطاب الدينى.

كيف يمكن اتهام الطيب بأنه لم يواجه التطرف والمتطرفين، وهو الذى قال خلال زيارته لإندونيسيا ان «الذى يتشدد ويغالى ويحرم الحلال فى الدين ليس أقل جرما، ولا أنجى مآلا من الذى يحل ما حرم الله، كلاهما معتد على حرمة الإسلام، وكلاهما خارج على حدوده وتعاليمه، وكلاهما كاذب يزعم لنفسه حق التشريع فى الدين بما لم يأذن به الله»؟

كيف يمكن القول إن الأزهر «مفرخة الإرهابيين»، وشيخه يؤكد أن «منهج التعليم الأزهرى منهج يمثل وسطية الإسلام الذى يرسخ فى ذهن الطالب منذ نعومة أظفاره ثقافة الحوار وشرعية الاختلاف، مما يحول بينه وبين نزعة الغلو والتعصب وانغلاق الفكر وجموده على رأى واحد، ويدربه على احترام الرأى الآخر، ويعلمه الفرق بين احترام المذهب وبين اعتقاده، وهذا ما يؤكده الواقع المعاصر، إذ لا يقع بصرك على إرهابى أو تكفيرى تخرج فى الأزهر وتغذى بعلومه وارتوى من ثقافته»؟

لاشك ان الحملات التى تستهدف تشويه الأزهر، لن تفيد غير جماعات الإرهاب والتطرف والتشدد، التى ستستغل فرصة تعرض أكبر مؤسسة سنية فى العالم الإسلامى للانتقادات والهجمات الإعلامية، للتوسع والانتشار واكتساب أرضية أكثر على حسابها بين أوساط الشباب الحائر الذى يبحث عن يقين، وسيفقد مصر أبرز أدوات «القوة الناعمة» التى تملكها.

أخيرا اذا كان هناك من قصور فى التفكير أو العمل الدعوى الفاعل أو الاجتهاد والفتاوى المناسبة لتطورات العصر من جانب الأزهر وشيوخه، فإن معالجة ذلك الوضع لا تكون بهدم أو كسر «ظهر المؤسسة»، لأنه إن حدث ذلك، فلن يكون فى الساحة غير المتطرفين الذين يكفرون ويقتلون كل من يعتقدون انه مخالف لهم فى الرأى.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إمام «القوة الناعمة» إمام «القوة الناعمة»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon