توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إمام «القوة الناعمة»!

  مصر اليوم -

إمام «القوة الناعمة»

بقلم : خالد سيد أحمد

 لم تحظ الجولة الحالية التى يقوم بها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف إلى ثلاث دول آسيوية هى إندونيسيا وسنغافورة وسلطنة بروناى، باهتمام إعلامى كبير فى مصر، رغم ان المتابع لها يدرك على الفور حجم التأثير والتقدير الذى يكنه المسلمون فى آسيا لـ«الأزهر وإمامه»، ما يجعلهما من أبرز أدوات القوة الناعمة التى تستطيع مصر الاعتماد عليها للتأثير فى محيطها الإقليمى والدولى.

ثلاثة مشاهد حدثت خلال زيارة الطيب إلى إندونيسيا، توضح الوزن الحقيقى للأزهر الشريف، الذى يعد المؤسسة الدينية السنية الأكبر والأوسع تأثيرا فى العالم الإسلامى، أولها الاستقبال الحافل الذى أقامه جوكو ويدودو، رئيس إندونيسيا فى القصر الرئاسى بالعاصمة جاكرتا، لشيخ الأزهر، وتأكيده على أن «الشعب الإندونيسى يشعر بالثقة والاطمئنان عندما يرسل أبناءه للدراسة فى الأزهر.. فالأزهر يمثل لنا الكثير فى إندونيسيا، وخريجوه يسهمون بقوة فى نهضة البلاد ويشغلون مواقع عدة»، مشيرا إلى ان «الأزهر الشريف، بمنهجه الوسطى المنفتح، يقوم بدور بالغ الأهمية فى التصدى للجماعات الإرهابية وتفنيد أفكارها المتطرفة».

المشهد الثانى الذى لفت أنظار الجميع، وتداولته وسائل التواصل الاجتماعى على نحو كبير خلال الأيام الأخيرة، هو قيام طالبات إندونيسيا بترديد النشيد الوطنى لجمهورية مصر العربية كاملا ترحيبا بالإمام الأكبر، وكذلك احتشاد طلاب وطالبات الجامعة «المحمدية سوراكرتا» فى مدينة سولو الإندونيسية، حاملين الأعلام المصرية للترحيب بزيارة الطيب لجامعتهم. أما المشهد الثالث فهو التصريحات التى أدلى بها محافظ ولاية نوساتنجار الغربية فى إندونيسيا، وشدد فيها على ان زيارة الإمام الأكبر تجلب البركة، وتدفع خريجى الأزهر لتقوية مساهمتهم فى بناء إندونيسيا.

عندما نجد فى إندونيسيا، هذا الاحتفاء والتقدير والاحترام، لشخص الشيخ الطيب والمؤسسة التى يتربع على عرشها، لا يمكننا غير ان نضرب كفا بكف، خصوصا ونحن نشاهد بين الحين والآخر، تلك الحملات الإعلامية المجنونة، التى تستهدف مؤسسة الأزهر الشريف والدكتور الطيب، وتتجاوز فى أغلب الوقت «الخطوط الحمراء»، عبر السعى لـ«شيطنة الأزهر» واتهامه بأنه «مفرخة الإرهابيين»، والمحاولات المستمرة لاغتيال شخصية «الإمام الأكبر» بزعم أنه لم يقم بواجبه تجاه مواجهة المتطرفين وتجديد الخطاب الدينى.

كيف يمكن اتهام الطيب بأنه لم يواجه التطرف والمتطرفين، وهو الذى قال خلال زيارته لإندونيسيا ان «الذى يتشدد ويغالى ويحرم الحلال فى الدين ليس أقل جرما، ولا أنجى مآلا من الذى يحل ما حرم الله، كلاهما معتد على حرمة الإسلام، وكلاهما خارج على حدوده وتعاليمه، وكلاهما كاذب يزعم لنفسه حق التشريع فى الدين بما لم يأذن به الله»؟

كيف يمكن القول إن الأزهر «مفرخة الإرهابيين»، وشيخه يؤكد أن «منهج التعليم الأزهرى منهج يمثل وسطية الإسلام الذى يرسخ فى ذهن الطالب منذ نعومة أظفاره ثقافة الحوار وشرعية الاختلاف، مما يحول بينه وبين نزعة الغلو والتعصب وانغلاق الفكر وجموده على رأى واحد، ويدربه على احترام الرأى الآخر، ويعلمه الفرق بين احترام المذهب وبين اعتقاده، وهذا ما يؤكده الواقع المعاصر، إذ لا يقع بصرك على إرهابى أو تكفيرى تخرج فى الأزهر وتغذى بعلومه وارتوى من ثقافته»؟

لاشك ان الحملات التى تستهدف تشويه الأزهر، لن تفيد غير جماعات الإرهاب والتطرف والتشدد، التى ستستغل فرصة تعرض أكبر مؤسسة سنية فى العالم الإسلامى للانتقادات والهجمات الإعلامية، للتوسع والانتشار واكتساب أرضية أكثر على حسابها بين أوساط الشباب الحائر الذى يبحث عن يقين، وسيفقد مصر أبرز أدوات «القوة الناعمة» التى تملكها.

أخيرا اذا كان هناك من قصور فى التفكير أو العمل الدعوى الفاعل أو الاجتهاد والفتاوى المناسبة لتطورات العصر من جانب الأزهر وشيوخه، فإن معالجة ذلك الوضع لا تكون بهدم أو كسر «ظهر المؤسسة»، لأنه إن حدث ذلك، فلن يكون فى الساحة غير المتطرفين الذين يكفرون ويقتلون كل من يعتقدون انه مخالف لهم فى الرأى.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إمام «القوة الناعمة» إمام «القوة الناعمة»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon