توقيت القاهرة المحلي 11:15:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قوس قزح!

  مصر اليوم -

قوس قزح

بقلم :خالد سيد أحمد

يتزايد يوما بعد يوم، الحديث عن ضرورة اصلاح وتطوير منظومة الإعلام المصرى، لمواجهة تأثير ونفوذ الآلة الإعلامية الإخوانية التى تبث من الخارج، بعدما حققت انتشارا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، وامتلكت فى أحيان كثيرة، زمام المبادرة فى توجيه دفة الأحداث الكبيرة التى مرت بها البلاد، وفق أجندتها الخاصة.

هذا الحديث الذى يملأ جنبات المشهد، يتقاطع مع اعتراف رئاسى بوجود مشكلة حقيقية فى اداء منظومة الإعلام المصرى، عبر عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى بوضوح فى جلسة «اسأل الرئيس» خلال مؤتمر الشباب الأخير، عندما قال: «الأمور توقفت لسنوات طويلة فى قطاعات كثيرة على أوضاع ثابتة ولم تتطور، ومنها الإعلام، فأصبح غير متطور وتأثيره لا يحقق الأهداف المرجوة منه».

اصلاح منظومة الإعلام أمر مهم للغاية لا يحتمل التأخير أو التسويف أو المماطلة.. فالدول التى لا تمتلك إعلاما قويا مؤثرا يدافع عن توجهاتها وقراراتها، ويروج لأفكارها ومشاريعها وطموحاتها، ويحافظ على ثوابت سياستها الخارجية، ويرسخ عناصر القوى الناعمة التى تمتلكها، أشبه بالمحارب الذى لا يحمل سيفا أو يرتدى درعا، عند أول نزال يسقط صريعا بأضعف ضربة من الخصم!

السؤال الآن.. كيف يمكن اصلاح الإعلام حتى يحقق تأثيره المطلوب؟. وكيف يمكن ان نغير وجهة نظر البعض، بأنه «لولا خشية رجال الأعمال وأصحاب المصانع الكبيرة من غضبة الحكومة، لذهبوا إلى الفضائيات الإخوانية التى تبث من الخارج، للإعلان عن منتجاتهم وبضاعتهم، ليس اقتناعا بما تقدمه وتعرضه، ولكن لأن رسالتهم الإعلانية ستصل إلى قاعدة كبيرة من المشاهدين؟».

لا نحتاج إلى إعادة اختراع العجلة حتى نصل إلى الطريقة المثلى التى تمكننا من اصلاح الإعلام واستعادة تأثيره القوى، ولكن علينا البدء مما انتهى اليه الآخرون.. فما نحتاجه موجود أمامنا ومتاح فى تجارب كثيرة شرقا وغربا، وقواعدها واضحة للغاية، ونستطيع الاستفادة منها، اذا كانت لدينا الرغبة الحقيقية فى تحقيق تقدم ملحوظ فى هذا المجال.

الإعلام المؤثر الذى نتطلع اليه جميعا، يحتاج بالتأكيد إلى وجوه جديدة لها مصداقيتها، بحيث تكون قادرة على ايصال الرسالة الصحيحة، وبما يدفع المواطن المصرى إلى مشاهدتها ومتابعتها.. وجوه تتخلى عن أمراض الوجوه القديمة المعروف عنها التأييد والتهليل لكل قرارات السلطة التنفيذية، وتحرص دائما على ابعاد نفسها عن أى نقد بناء يمكن ان يفيد البلاد والعباد، كما أن تلك الوجوه، لم تضبط فى يوم ما، متلبسة بالدفاع عن قضايا المواطنين والتصدى لما يواجهونه من مشكلات وهموم.

نحتاج إلى وجوه تقدم محتوى مختلفا، غير السائد حاليا من إعلام الفضائح والنهش فى الأعراض والدجل والشعوذة وتغييب العقول.. محتوى حقيقى يلقى الضوء على جهود الدولة فى البناء والتعمير ومعالجة الاختلالات فى مفاصل الاقتصاد الوطنى، ويدعم فى الوقت نفسه حربها الضروس ضد جماعات الإرهاب، عبر تفكيك خطابها الدينى المزيف، الذى يستهدف استقطاب الكثير من العناصر الجديدة كل يوم.

من الضرورى ان يترافق اعطاء المساحة للوجوه الجديدة، مع التوجه الحقيقى نحو «تحرير الكلمة والصورة» من أى قيود أو ضوابط أو توجيهات، وأن يتم السماح للإعلام بالنفاذ إلى كل القضايا التى تهم المجتمع، طالما لا تمس بضرورات الأمن القومى، أو بثوابت الوحدة الوطنية، أو تتناول ما يمثل تعديا أو ازدراء للأديان السماوية.

اذا اردنا تطويرا واصلاحا للإعلام، فيجب ان نسمح بالتعدد والتنوع فى الأفكار والرؤى، وقمع الرغبة الجارفة فى ان يتحدث الجميع بلغة وخطاب ومفردات متشابهة، حتى لا يتحولوا فى نظر المشاهدين إلى ببغاوات تردد ما يملى عليها.. فالإعلام الحقيقى المؤثر ينبغى أن يكون مثل «قوس قزح» يضم أطيافا متنوعة من الألوان، ولا يقتصر فقط على لون واحد، تخلو منه المتعة والإثارة والإفادة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوس قزح قوس قزح



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا
  مصر اليوم - بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon