توقيت القاهرة المحلي 11:13:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دراما تركية

  مصر اليوم -

دراما تركية

بقلم : خالد سيد أحمد

لا يجادل أحد فى براعة الدراما التركية.. حلقات المسلسل تمتد لأسابيع من دون أن تشعرك بالملل. أحداث جديدة ومشوقة كل يوم.. حدوتة مختلفة.. تفاصيل متنوعة وجذابة.. لا تملك إلا أن تواصل المشاهدة حتى تعرف النهاية.
قصة الصحفى السعودى جمال خاشقجى، الذى قتل فى قنصلية بلاده فى إسطنبول يوم 2 أكتوبر الحالى، حولتها السلطات التركية إلى مسلسل جديد ومثير وجذاب، تطل به يوميا ليس على المنطقة العربية فقط، وإنما على العالم أجمع، بشكل يخطف الأنظار ويراكم الشغف لدى المتابعين.
الجميع يعرف أن حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، تملك منذ اللحظات الأولى جميع التفاصيل الدقيقة للجريمة التى حدثت فى القنصلية، إلا أنها لم تضعها مرة واحدة على الطاولة.. كل يوم تفرج عن تفصيلة جديدة، فيتلقفها الإعلام بكثير من الاهتمام، ويعيد نشرها لتصبح الرواية التركية محور الحديث والاهتمام فى العالم أجمع.
أحدث حلقة فى هذا المسلسل، الخبر الذى نقلته وكالة رويترز للأنباء، والذى يقول إن الشرطة التركية تفحص عينات مياه أخذتها من بئر فى القنصلية السعودية فى إسطنبول فى إطار التحقيق فى قضية مقتل خاشقجى.
الجميع الآن لديه شغف كبير ليعرف ماذا وجدت السلطات التركية فى بئر القنصلية السعودية؟ هل صحيح أن أجزاء من جثة خاشقجى تقبع فى داخله؟ أم أن تحليل المياه الموجودة فى البئر أثبت عدم وجود أى أثر للجثة؟ ولماذا رفضت السعودية فى البداية السماح للأتراك بتفتيش هذه البئر؟
أسئلة كثيرة ستظل تسيطر على المشهد، قبل أن تعرض السلطات التركية حلقة جديدة من المسلسل تنسينا قصة البئر. رأينا ذلك يتكرر بشكل يومى منذ بداية الأزمة. تسريبات تتضمن صور المشتبه بهم ومدى قربهم من مراكز صنع القرار فى المملكة. البحث عن خط سير 6 سيارات بعد خروجها من مبنى القنصلية. العثور على سيارة تتبع القنصلية فى أحد المواقف بإسطنبول بها متعلقات الضحية. البحث فى الغابات عن جثة خاشقجى. الحقيقة الكاملة التى سيعرضها أردوغان عن القضية. تفاصيل 22 دقيقة تسجيلات للجريمة لدى السلطات التركية.. إلخ.
كلها حلقات مثيرة حولت قضية خاشقجى إلى مسلسل يتابعه العالم بحماسة وشغف كبيرين، لكنها لم تصل إلى لب القضية، رغم إنه كان يمكن لأنقرة ــ كما هو المعتاد فى مثل هذه الجرائم ــ عرض الرواية الحقيقية مرة واحدة أمام الجميع.
هل يريد أردوغان تسلية دول العالم؟ بالتأكيد لا. هو يضغط بقوة على أعصاب الرياض ليصل إلى مبتغاه، والمبتغى هنا ليس مجرد حزمة أموال وصفقات استثمارية، فهذا أمر مفروغ منه، وانما تمتد إلى أبعد من ذلك بكثير، وهو الوصول إلى ترتيبات إقليمية جديدة بموافقة السعودية ودعمها، يتمخض عنها «كسر» ما كان مستقرا وثابتا خلال السنوات الأخيرة، ويعطى لتركيا وحلفائها جرعة أكسجين كبيرة، بعدما تم تقليم أظافرهم ومحاصرة نفوذهم فى الكثير من الملفات المهمة بالمنطقة.
لا يستطيع المرء تجاهل إشارات جديدة تعبر عما هو قادم.. فالتصريح الأخير لولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان عن أن «اقتصاد دولة قطر سيكون قويا ومختلفا بعد 5 سنوات من الآن»، ليس مجرد جملة عابرة قيلت من دون قصد، ولكنها تبدو بداية للترتيبات التى يسعى أردوغان إلى الوصول إليها، وأهمها فك العزلة العربية المفروضة على الدوحة، والتوافق على صيغة تحفظ المصالح التركية فى سوريا والعراق، وتخفيف الضغط على الإخوان، وإيجاد منفذ يسمح لهم بالعودة إلى المشهد السياسى فى عدد من العواصم العربية بعدما تم رفضهم ونبذهم من قبل شعوب تلك الدول.
«فى بعض الأحيان عندما يموت الأشخاص يحققون أهدافا، بدت مستحيلة وربما ساذجة وهم على قيد الحياة.. المملكة العربية السعودية ستكون مختلفة بمقتل خاشقجى».. هذه الكلمات التى كتبها ديفيد إغناتيوس، الكاتب بصحيفة «واشنطن بوست» فى ختام مقابلة مع الأمير تركى الفيصل، الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية، يبنغى التوقف أمامها كثيرا، لأنها ربما تحمل ارهاصات لملامح مملكة جديدة تتشكل على الشاطئ المقابل لمصر!.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراما تركية دراما تركية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon