توقيت القاهرة المحلي 05:30:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا لو سقط «السلطان»؟

  مصر اليوم -

ماذا لو سقط «السلطان»

بقلم : خالد سيد أحمد

السؤال بالتأكيد افتراضى، لكنه ليس مستحيلا، ويمكن أن يتحقق فى أى وقت، طالما استمر الوضع الاقتصادى والمالى فى تركيا على هذا النحو من التدهور والتراجع الحاد، إضافة إلى تردى الوضع السياسى، جراء عناد واستبداد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى قمع كل من يرفض أو يعترض على ديكتاتوريته وانتهازيته وانفراده بكل السلطات والقرارات فى بلاده.

نقول إن السؤال ليس مستحيلا، لأن العملة التركية فقدت نحو 40% من قيمتها منذ بداية العام الحالى، إذ تراجعت من نحو 5 ليرات للدولار سجلتها فى مطلع أغسطس، إلى 6.88 ليرة للدولار بتاريخ 13 منه، لكنها تعافت بعد ذلك نسبيا لتصل يوم أمس الأول إلى 5.8 ليرة للدولار، لكنها تراجعت مجددا يوم أمس.

انخفاض العملة التركية فى الفترة الأخيرة، جاء نتيجة لتدهور العلاقات بين أنقرة وواشنطن وقيام الولايات المتحدة بفرض رسوم مضاعفة على صادرات الصلب والألومنيوم التركية، بالإضافة إلى فرضها عقوبات على وزيرى العدل والداخلية التركيين على خلفية قضية القس الأمريكى أندرو برونسون الموقوف فى تركيا بتهم تتعلق بالإرهاب.

التصريحات الأمريكية المتتالية، تؤشر إلى أن واشنطن لن تتراجع عن مواقفها، خصوصا وأن نائب الرئيس الأمريكى مايكل بنس حذر أنقرة فى تغريدة له على موقع «تويتر»، قائلا: إن «القس أندرو برونسون رجل برىء تحتجزه تركيا، والعدالة تتطلب الإفراج عنه، ومن الأفضل بالنسبة لتركيا ألا تختبر حزم الرئيس ترامب على إعادة الأمريكيين المعتقلين بصورة خاطئة من الخارج إلى الولايات المتحدة».

مسئول أمريكى آخر تحدث لوكالة رويترز للأنباء قائلا: إن الولايات المتحدة قد تشدد الضغط الاقتصادى على أنقرة فى حال لم تفرج عن القس الأمريكى، وأضاف المسئول الذى طلب عدم ذكر اسمه، أن «الإدارة تعتزم اتخاذ موقف صارم للغاية فى هذا الشأن، والرئيس حازم 100 بالمائة على إعادة القس برونسون إلى الوطن، وإن لم نر أى أعمال خلال الأيام القادمة أو خلال الأسبوع، قد تكون هناك خطوات لاحقة».

إذن الأزمة مرشحة للتصاعد، وقد تتزايد انعكاساتها وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد التركى خلال الفترة المقبلة، ما يجعل مصير أردوغان ونظامه على المحك، وبالتالى ينبغى تصور تداعيات ذلك على الكثير من القضايا والملفات التى تتداخل فيها تركيا بشكل مباشر، وكذلك على حلفائها الأقرب لها فى هذه المنطقة.

وبعيدا عن سذاجة وسطحية هذا الإعلامى الإخوانى الذى قال، «إذا نجحت تركيا سنعيش كمسلمين فى أمان، أما إذا سقطت تركيا أو سقطت الليرة التركية ستغتصب زوجتك أمامك»، فإن جماعة الإخوان هى أول من سيدفع ثمن سقوط «السلطان العثمانى»، الذى فتح الأبواب لعناصرها عقب إقصائها عن حكم مصرعام 2013، ومنحها منابر إعلامية تمارس التحريض على العنف والإرهاب والفتنة ضد الدولة المصرية ليلا نهارا.

غياب أردوغان عن المشهد، سوف يلقى بظلاله على الجماعة بشكل كبير، وسيجعلها تبحث مجددا عن ملاذ آمن وممول سخى ومساحة تنشط فيها ضد الدولة المصرية، وغالبا لن تجد فى العالم دولة تسمح لها بممارسة ما تفعله الآن فى تركيا، سوى دولة قطر.

لكن قطر نفسها التى هرع أميرها الشاب تميم بن حمد آل ثانى، مسرعا إلى أنقرة للمساعدة فى إنقاذ أردوغان عن طريق ضخ 15 مليار دولار بشكل مباشر فى شكل مشاريع اقتصادية وودائع واستثمارات، قد تجد نفسها وضع أكثر حرجا وخوفا وقلقا حال سقوط السلطان، الذى وفر لنظامها الحماية من غضب رباعى مكافحة الإرهاب العربى، وساعد فى بقاء الأمير القطرى على العرش حتى الآن.

هناك أيضا تداعيات قد تحدث على الأوضاع فى ليبيا وسوريا، حال تحقق هذا السؤال الافتراضى، إذ ستتجه الأمور نحو الهدوء المفقود منذ سنوات طويلة، جراء الدعم الذى يقدمه النظام التركى للكثير من الجماعات المتشددة فى البلدين، والذى أغرقهما فى بحور من الدم، وساهم فى إشعال الكثير من الحرائق التى طالت استقرارهما ووحدة أراضيهما.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو سقط «السلطان» ماذا لو سقط «السلطان»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon