توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رئيس من العالم الثالث

  مصر اليوم -

رئيس من العالم الثالث

بقلم - خالد سيد أحمد

 لا توجد فوارق كثيرة، بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وبين رؤساء كثر فى دول العالم الثالث، خصوصا ممن يسيطر عليهم جنون العظمة، ويقومون بكل ما يستطيعون لاختزال الوطن فى اشخاصهم، ويتوهمون عن جهل وغباء أنه حال غيابهم عن المشهد وابتعادهم عن سدة الحكم، فإن دولهم ستسقط سقوطا مدويا، ويتحول مواطنوهم من بعدهم إلى أيتام على موائد اللئام.

فالرئيس الأمريكى أدلى بتصريحات قبل يومين تعبر عن هذه الحالة المرضية، التى انتابت من قبل عددا من الرؤساء فى هذه المنطقة، مثل حسنى مبارك ومحمد مرسى ومعمر القذافى وعلى صالح، الذين خيروا شعوبهم بين بقائهم على مقاعد الحكم بـ«العافية» أو مواجهة الفوضى، حيث قال ترامب إن عزله من منصبه قد يؤدى إلى عدد من النتائج الكارثية على الاقتصاد الأمريكى.

وأضاف فى حوار على قناة فوكس نيوز الأمريكية، أن عزله سيجعل اقتصاد أمريكا ينهار بالكامل، مشددًا على أن الجميع يعرفون بأن خطوة كتلك ستجعل الجميع فى أمريكا «فقراء».

تهديدات ترامب جاءت بعد تلقيه ضربتين قويتين الأسبوع الماضى، الأولى عندما أقر محاميه الشخصى السابق، مايكل كوهين، أمام قاض فيدرالى فى قاعة محكمة مكتظة بمنطقة مانهاتن بـ8 تهم، من بينها الاحتيال الضريبى والمصرفى وانتهاك القوانين الخاصة بتمويل الحملات الانتخابية خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016. واعترف كوهين، بأنه دفع مبلغى 130 و150 ألف دولار لشراء صمت امرأتين تقولان إنهما أقامتا علاقة جنسية مع ترامب، مؤكدا أن ذلك تم بطلب من ترامب لحماية ترشحه للانتخابات. أما الضربة الثانية فقد تمثلت فى صدور حكم من محكمة ألكسندريا، قرب واشنطن، بإدانة بول مانافورت، رئيس حملة ترامب الانتخابية السابق، بتهم الاحتيال المصرفى والضريبى.

وتظهر هذه الإدانات أن انتقادات الرئيس الأمريكى المتكررة خلال الشهور الماضية، قد فشلت فى إعاقة التحقيق الذى يجريه المدعى الخاص روبرت مولر بشأن احتمال وجود تواطؤ بين فريق حملته الانتخابية وروسيا للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2016 واحتمال عرقلة القضاء، وهو الأمر الذى يمكن ان يؤدى فى النهاية إلى عزل ترامب عن منصبه.

هذا الموقف الصعب الذى يواجهه الرئيس الأمريكى جعله يلجأ إلى تخويف مواطنيه بأنهم سيواجهون تداعيات اقتصادية كارثية حال عزله وسيصبحون فقراء، لكن هذا التهديد ينظر إليه الكثيرون على أنه كلام أجوف من رئيس مذعور، لن يقطع الطريق على ملاحقته قانونيا.

وكالة الصحافة الفرنسية، رصدت 3 خيارات استراتيجية رئيسية فقط أمام ترامب فى هذه الأزمة، وقالت إن أى خيار منهم لا يعد جيدا. فالخيار الأول هو التعاون مع مولر، وهو ما يتطلب منه تخليه عن دعمه لمستشارين سابقين على غرار مدير حملته الانتخابية السابق بول مانافورت، الذى تمت إدانته بالاحتيال المصرفى والضريبى. الخيار الثانى هو مهاجمة التحقيق وشراء الوقت، أما الثالث فهو ما يعتبره البعض «الخيار النووى» ويتمثل فى قيام ترامب بإقالة مولر وإلغاء التحقيق.

على أية حال، فإن كل الشواهد تدل على أن عزل الرئيس الأمريكى، بات السيناريو الأقرب إلى التحقق، حتى وإن لو لم يتم ذلك فى المدى المنظور، لكن بالتأكيد غيابه عن المشهد وسدة الحكم فى الولايات المتحدة، يعد مصلحة عالمية بعدما بدأت الكثير من دول العالم تشعر بخطورته على الاستقرار الدولى، بعد لجوء إدارته إلى سلاح العقوبات التجارية، ما يهدد باندلاع حرب اقتصادية عالمية، تلقى بظلالها على مختلف اقتصاديات العالم.

ليس هذا فقط، بل إن غيابه عن المشهد يعد فائدة ومصلحة عظيمة للعرب وضربة قاصمة لصفقة القرن التى يروج لها منذ شهور، وتشرعن اغتصاب الاحتلال الصهيونى للأرض العربية فى فلسطين، وتنهى هذه القضية العادلة نهاية ظالمة وإلى الأبد

نقلا عن المصرى اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رئيس من العالم الثالث رئيس من العالم الثالث



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon