توقيت القاهرة المحلي 22:33:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنا متفائل

  مصر اليوم -

أنا متفائل

بقلم-محمد السيد صالح

فى مصر، ومن خلال خبرة تراكمية ممتدة لسنوات طويلة، أقول: ليست العبرة بالقانون ونصوصه، ولكن بالإرادة العليا لتنفيذه. كانت تجذبنى فى سنوات التعليم الثانوى والجامعى، ثم بداية عملى الصحفى، مناقشات البرلمان لمواد القوانين، والصعوبة التى تسبق ميلاد كل مادة. كنت أعتبرها أعظم وظائف البرلمان، بل هى مهنة مقدسة، لا يوازيها إلا دور الزميل الصحفى الذى ينقل ما يحدث للرأى العام ويفهمه كواليس ما دار وأهميته، الآن الصورة تبدلت، لم نتقدم للأمام كما كان مخططاً، أو كما كنا نأمل بعد ثورتين رائعتين. لم أعد مهتما بالتعمق فى نصوص كل قانون، بل أعترف أننى لم أقرأ مشاريع  ونصوص القوانين المنظمة للهيئات الإعلامية والعمل الصحفى، ولن تشغلنى كثيرا فى المرحلة المقبلة، هناك دول كبرى تقدمت بقوانين للإعلام والحريات لم تشهد تعديلاً منذ عقود طويلة، ونحن لدينا دستور رائع تغنينا بحداثته لكن معظم مواده لم تنفذ، والمسؤولون عن صياغته باتوا غرباء أو أعداء، ولكن رغم هذا فأنا عندى قدر من التفاؤل، أتمنى أن يتحول إلى يقين بأن المستقبل أفضل. مضت ولاية الرئيس الأولى، وأنا- وغيرى كثيرون- لا نستطيع أن نمسك بأيدينا ملامح سياسية ومنهجا رسميا حيال الإعلام. هل نتجه ثانية إلى التأميم بتعظيم دور الدولة ومؤسساتها الرسمية؟. شواهد كثيرة تؤكد ذلك من خلال رغبة الدولة فى تعظيم استثماراتها وشرائها أصول مؤسسات إعلامية خاصة، والتوسع فى السيطرة على سوق الإعلانات ومعها الإنتاج الدرامى والسينمائى. هناك شاهد آخر يؤكد أن الدولة لا تتحمس للمؤسسات الإعلامية التقليدية ممثلة فى الإذاعة والتليفزيون والصحافة القومية. ضخ المليارات للفضائيات تم خارج ماسبيرو بقنواتها المتخمة بالعمالة والروتين والديون. المؤسسات الصحفية تحصل على دعم شهرى لدفع مرتبات الصحفيين فيها، لكن هناك مؤشرات عديدة وتسريبات رسمية بأن الوضع لن يطول وأن هناك أخطاء تحريرية وتسويقية ومنهجية فى إدارة هذه المؤسسات، أتوقع لجوء الدولة لدمج عدد منها، والتخلص من الإصدارات التى فقدت توزيعها.

علاقة الدولة بالصحافة غير الرسمية ليست فى أفضل حالاتها، لم يعد لدينا صحافة حزبية، جيلى تربى على قراءة الوفد والأهالى والشعب والأحرار وغيرها من الصحف الحزبية، أما الصحافة المستقلة، و«المصرى اليوم» أيقونتها الباقية، فهى التى مازالت تعانى وتقاوم. نشأت الصحف المستقلة فى مصر انطلاقاً من رغبة فى الإصلاح والتغيير، واتساقاً مع صوت ليبرالى اتسعت أصداؤه فى أكثر من دولة، كان متناغماً مع منهج عالمى فى التطور. نحن جزء من العالم، المصريون لا يقلون شأناً عن أى شعب حصل على حقوقه المدنية كاملة. قمنا بدورنا، تفاعل الرأى العام معنا، تجاوبت الدولة الرسمية مع ما نقوله ونكتبه فزاد تأثيرنا، ومن هذا التأثير انطلقت فضائيات مستقلة دعمت حق المعرفة والنقد والرقابة.

من المصلحة العليا للدولة ولاستقرارها، دعم صحافتها وإعلامها بكل التوجهات، بعض الزملاء الصحفيين أحصوا نحو واحد وعشرين محوراً سياسياً تحدث فيها الرئيس خلال خطابه حلف اليمين للولاية الثانية، بمجلس النواب السبت الماضى، استوقفنى من هذه النقاط، كما استوقف الجميع بالطبع، حديث الرئيس العميق عن رؤيته للحقوق السياسية فى المرحلة المقبلة، وأن «مصر للجميع إلا من اختار العنف والإرهاب» و«سيكون شغلى الأكبر تحقيق التوافق والسلام المجتمعى» و«نعم الاختلاف هو قوة مضافة إلينا وإلى أمتنا».

«نعم الاختلاف هو قوة»، ولذلك لا أتمنى إلا الخير لبيتى ولمهنتى، أتمنى ألا تُغلق صحيفة أو تتعثر فى ظل ولاية الرئيس الثانية.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنا متفائل أنا متفائل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon