توقيت القاهرة المحلي 17:17:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايات السبت

  مصر اليوم -

حكايات السبت

بقلم - محمد السيد صالح

■ احترام الصحافة

أشفق على كل زميل أو زميلة، قرر خوض انتخابات نقابة الصحفيين المقبلة، سواءً على منصب النقيب أو لعضوية المجلس. الأزمات والتحديات خانقة. مهنة الصحافة فى خطر، سواءً مع القارئ الذى أعرض عّنا وعن صحفنا لصالح المواقع الإخبارية أو لوسائل التواصل الاجتماعى. لدينا أزمات مع الدولة التى تضغط علينا بوسائل عديدة، وترفض أن تقدم لنا يد العون أو المساعدة حتى إن التضييق وصل الصحف القومية، فيما يتوالى ظهور التشريعات والقرارات الجدلية حول إدارة الصحافة والفضائيات، انتهاءً «بلائحة جزاءات الإعلام» التى من شأنها أن تغلق أو تتسبب فى إفلاس نصف الصحف والمواقع على الأقل. فى ظل هذه الأجواء، تظهر على السطح مؤشرات على تواصل التردى للصورة الذهنية للصحفى لدى الرأى العام، ولدى كبار المسؤولين. لن أذكر بأحداث وحكايات عمرها شهور، دفعنا جميعا ثمنها، لكن أمامى مواقف حالية من مسؤولين فى وظائف تنفيذية وليست سيادية. ظهر فيها عدم إيمانهم بالصحافة، يعتقدون أن الصحفى موظف يعمل تحت إمرتهم. وأنا أجزم أن التصرف المشين لمحافظ الإسماعيلية مع الزميلين هانى عبدالرحمن ومحمد جمعة سيتكرر مثله كثيراً، طالما لم تتم محاسبة المحافظ هذا، ومن سلك مسلكه بإجبارهم على التعامل مع الصحافة والصحفيين وفقًا للقانون.

هذه القضية فرصة لجمع الصحفيين على كلمة سواء، ولكى يلتئموا حولها فى النقابة، وفى الدعاية الانتخابية الوشيكة.

وأعتقد أنها ليست قضية خلافية. فالإهانات التى تعرض لها الزملاء من المسؤولين، لم تقتصر على العاملين فى الصحف والمواقع المستقلة أو الحزبية، ولكن شملت زملاء فى صحف قومية.

وتفسيرى البسيط لهذه الظاهرة، أن هناك تفسيراً خاصاً جداً من البعض بأن القيادة العليا لا تحترم الصحافة والإعلام عمومًا، وأن الدولة تقيد المناخ العام، ولا تشجع تداول المعلومات، ولا تؤمن بمقدرة الصحافة على الرقابة وكشف الفساد. أتمنى أن تثبت القيادة العليا عدم دقة هذا الرأى.

■ الوزير والغش

لأول مرة منذ فترة طويلة جداً، أتفق مع تصريح قاله وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقى. هو صرح الأربعاء، تعليقًا على تسريب امتحانات الصف الأول الثانوى بأن «الظاهرة مرض يتم علاجه، والطالب هو الخاسر الأكبر، وهى دليل على أن هناك ثقافة تحتاج للنقاش والتغيير. والتسريب لن يضر الوزارة ولكن يضر الطالب».

بالفعل الظاهرة كاشفة لثقافة الغش والاستسهال وتغييب الضمير فى المجتمع. ولكن سؤالى للوزير: ما هى الإجراءات الحازمة التى استخدمتها الدولة، ممثلة فى الوزارات المعنية وعلى رأسها التعليم والداخلية للمواجهة؟. أزعم أننا غير جادين لمنع الغش، ودليلى على ذلك أن الإجراءات المتبعة هزيلة وضعيفة. الجزاءات مضحكة. لم أسمع عن طلاب غشاشين تمت إدانتهم ودخلوا الحبس، أو فصلوا نهائيًا من التعليم، مع معاقبة المتورطين معهم من أولياء الأمور أو المعلمين. قصص الغش باتت مستهلكة صحفيًا. كلنا نعلم آليات تسريب الامتحانات. نعلم أن هناك قلة من المعلمين يتاجرون فى التسريب أو فى إقناع الطلاب أن لديهم الأسئلة السليمة. لدينا الآن الوسائل التكنولوجية والمادية الحديثة التى تمكنا من مواجهة الغش. والأهم، أن يقتنع الجميع بأنهم متساوون أمام الامتحانات. هذا هو العدل. مطلوب ترشيد اللجان الخاصة او مراقبتها جيداً، خاصة أنها الباب الخلفى للمجاملات. الإجراءات الكافية لمواجهة الغش، معروفة للجميع.. والمهم التنفيذ الدقيق.. والإخلاص.

■ «المعز» مجدداً

لم أكن أعلم أن هناك تجمعاً شعبياً اسمه «محبى شارع المعز» يضم مجموعة من الشخصيات العامة المرموقة، هدفهم الأسمى، وتقريبا الوحيد، هو المحافظة على الكنوز الأثرية فى المنطقة، خاصة بعد ترميمها وتنظيم الشارع ليكون منطقة سياحية مفتوحة، والتأثير على أصحاب المحلات بالشارع للحفاظ عليه. هذه المعلومة، كتبها لى الصديق اللواء أبوبكر الجندى، وزير التنمية المحلية السابق فى معرض تعليقه واهتمامه بما كتبته الأسبوع الماضى فى «الحكايات» عن انتشار القمامة والسيارات والعشوائيات بالشارع، فى ظل غياب الدولة، وتذكيرى بدور الوزير الأسبق للثقافة فاروق حسنى فى ترميم الآثار بالمنطقة.

الجندى قال أيضًا «العجيب أن أهل الشارع لم يسعوا للحفاظ على ما تم إنجازه رغم أن ذلك لصالحهم».

وأضاف «عقدنا مع الأهالى عدة اجتماعات، وأنا فى الوزارة، عانينا فيها كثيراً، لأن كل واحد منهم كان ينظر لمصلحته فقط ومكاسبه المادية الخاصة». يستكمل الجندى «لم تسفر هذه المحاولات والمناقشات عن شىء، رغم أنها كانت بحضور القيادات الشعبية، إضافة إلى نائب الجمالية فى مجلس النواب».

انتهى كلام الوزير السابق، ولكنى قلت له باختصار إن دور الدولة لا ينبغى أن ينتهى عند النصيحة أو الحوار فقط، ولكن مع تطبيق القانون على الجميع. وأزيد هنا: مطلوب تنفيذ مجموعة من الإجراءات الحازمة بشأن إغلاق الشارع أمام حركة السيارات. الأجهزة الحكومية، بالتحديد، إدارة المرور هى التى أعادت فتحه وليس الأهالى. انتشار الورش بشكل عشوائى يمكن مواجهته فى يوم واحد، وهى مسؤولية المحليات، أما النظافة وانتشار القمامة فهى قضية مجتمعية معقدة، مسؤول عنها الأهالى والحكومة، معًا.

وبمناسبة نفس المقال، تواصل معى الفنان والوزير الأسبق فاروق حسنى شاكراً لى على ما كتبته، لكنى قلت له: هذا واجب علينا، بعد ما رأيته من إهمال فى أماكن أثرية عديدة، مع انتشار اللامبالاة من المسؤولين، وغياب الإبداع والخيال عندهم.

بالفعل، نحتاج حاليًا وزراء لديهم حيوية.. وخيال.

■ إنقاذ «قبة»

«قبة رقية دودو.. أجمل قبة فى عمارة مصر الإسلامية تصارع للبقاء وأيامها معدودة جداً». هذه صرخة من الاستاذ أبوالعلا خليل الذى أعتبره الخبير الأهم فى تاريخ الآثار الإسلامية رغم أنه لا يعمل فى وزارة الآثار، بل فى «الطيران المدنى». احتجت معلومات متخصصة وتفصيلية عن أضرحة الصحابة والصالحين فى مصر الإسلامية، وخاصة المتواجدة فى الجبانات المختلفة، فدلنى إليه خبير أثرى بارز وقال لى «لا تسأل إلا أبوالعلا خليل». أفادنى الرجل كثيراً فى مهمتى، وهو الآن يلجأ لى وللصحافة كى نساعده فى إنقاذ هذه القبة الجميلة من الانهيار، وهى موجودة بقرافة «الأذرعى» بالإمام الشافعى. يقول: لجأت إلى مسؤولى الآثار فقالوا: لا توجد اعتمادات.. ولا مليم واحد للترميم أو الإنقاذ أو النقل.

يضيف: فى حالات مماثلة وفى عهود سابقة، كان يتم نقل الأثر من مكانه. الأرضية هشة جداً القبة بدأت فى التمايل، وستسقط قريبا جدا.. وللعلم، فإننى لجأت إلى عدد من الزملاء الذين يغطون وزارة الآثار فلم يتحمس منهم أحد.. لديهم هموم أخرى ومشاكل مع مصادرهم، وقد تكون هذه «القبة» غير مهمة إلى جوار مشاغلهم. أما من هى رقية دودو التى سحرته هى وقبتها، فأنقل من صفحة أبوالعلا خليل هذه المعلومة الموثقة: «كانت صاحبة هذا القبر شابة فتية باهرة الجمال، ودودو التى لقبت بها هى كلمة تركية وتعنى الببغاء، وأطلقت عليها لسحر جمالها ونضارة شبابها. إلا أن ذلك الجمال وتلك الفتنة اختطفها طاعون فتاك عام 1757 عرف بـ«قارب شيخة الذى يأخذ المليح والمليحة» لسرعة حصده للأرواح وبخاصة العذارى منهم، وكان من ضحاياه أجمل وردة فى بستان العذارى. وأقامت لها أمها المكلومة الست بدوية شاهين، وكانت من الأثرياء، زوجة رضوان بك، هذا القبر وهذه القبة إضافة إلى سبيل ليشرب منه العطاشى بأعلاه كتاب لتعليم اليتامى.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات السبت حكايات السبت



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon