توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايات السبت

  مصر اليوم -

حكايات السبت

بقلم - محمد السيد صالح

مازالت السياسات الغامضة بشأن «الإعلام» مستمرة. مزيد من الفضائيات المغلقة، مع انضمام وافدين جدد من مشاهير المذيعين إلى طوابير البطالة. هناك الكثير من المعلومات المتضاربة بشأن هذه الوقائع، بأنها قد تنتهى بحركة انتقالات «فضائية»، مع دعم رسمى إلى قنوات جديدة، وإغلاق المزيد من التى تحقق خسائر. لا أريد الخوض فى هذا الجدل حاليًا. لكنى أكتب هنا، بصراحة- وبمزيد من العفوية- عن صدمتى من التغطية الإعلامية لجولة الرئيس الآسيوية التى امتدت لأسبوع تقريبًا، وحققت نجاحات سياسية واقتصادية فى محطاتها الثلاث بالبحرين والصين وأوزبكستان. ومن ملاحظة عامة، أقول: هل تريدونها هكذا. تغطية سطحية وعقيمة، لا تحليل ولا منطق فيها؟!.

مساحات واسعة ومجردة لوصف ما قام به الرئيس. نشاطاته واجتماعاته وتصريحاته. لم ألمح جهداً خاصاً. أداءً تنافسيًا للفضائيات المختلفة. معلومات عن كل بلد زارها الرئيس. تصريحات خاصة من مسؤولى كل بلد. جولات بالكاميرا والمعلومة الدقيقة.

أعرف عشرات من المتخصصين القادرين على شرح وتقييم الزيارة وتجارب هذه الدول. لم أرصدهم فى برامجنا. النشرات الإخبارية التقليدية لقطاع الأخبار كانت أكثر تميزاً من كل الفضائيات التى يُنفق عليها المليارات سنويًا. سألت أحد المسؤولين الكبار عن هذه التغطية، فشرح لى ما معناه أن «صاحب القرار» يريدها هكذا! لم أفهم ما يقصده تمامًا!.

فقال لى: قارن بين هذه التغطية وما كان يحدث من قبل مع زيارات الرئيس الخارجية فى بداية حكمه. أقصد زياراته للولايات المتحدة ولأوروبا. نعم، كان هناك نوع من العشوائية، وأحيانًا الارتجالية فى التنظيم، لكن كان هناك أداء إعلامى حقيقى وصادق ويقترب من الاحتراف. مذيعون ومراسلون فى بث حى من مواقع الأحداث. مسؤولون مصريون ومن أهل البلد يحللون ويناقشون. كانوا يحققون أداءً معقولاً.. وكنا نتوقع اكتمال خبراتهم فى هذا المجال مع الوقت. الذى حدث هو العكس تمامًا. معظم المحترفين الذين كانوا يقومون بهذا الجهد متوقفون عن العمل حاليًا. فى الصحافة، الوضع مقارب لهذه الصورة. جهد متميز لأقسام «الخارجى» فى إعداد صفحات متخصصة عن «الجولة»، خصوصًا «الصين»، وشرح أهمية منتدى «الصين وأفريقيا» لمصر، لكن لم أقرأ مقالاً عميقًا لأحد الزملاء المرافقين للرئيس. كلها احتفائية بالرئيس وبالدور المصرى، ولكن صناعة المقال المعلوماتى العميق غابت عن هذه الجولة.. كما هى غائبة عن معظم القضايا السياسية فى حياتنا.

«الموجات المسروقة»

كيف تستطيع محطات «إف. إم» إسرائيلية وفلسطينية وأردنية وقبرصية الوصول إلى وسط الدلتا، بينما معظم محطاتنا الإذاعية غائبة؟!. درسنا فى كلية الإعلام أن ترددات الـ«إف. إم» ضعيفة ومداها قصير، فكيف يفعلون ذلك؟. ولماذا نفشل فى إيصال صوتنا لأنحاء الوطن، ونحن فى 2018؟!

لا تصدقوا هذا الإعلان المتكرر عن موجات مخصصة لكل منطقة. هى ضعيفة ومداها قصير ولا يخرج من نطاقها إلا فى حدود كيلومترات محدودة. وهنا أسأل: أليست هذه التغطية من معطيات الأمن القومى؟!. المحطات الضعيفة هى حكومية أو شبه حكومية، فلماذا لا نقويها؟. الأهم أننى أعلم جيداً أن هذه الترددات موزعة بإحكام بين الدول من خلال هيئة دولية متخصصة، وأن إحدى الجهات السيادية تتحكم فى حصتنا من هذه الترددات.

لا تصدقوا أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام هو المسؤول عنها. هذا كلام رسمى وعلى الورق فقط. أعرف من أصدقاء عملوا فى مناصب تنفيذية رفيعة، منها منصب وزير الإعلام، أنهم حاولوا استغلال هذه الموجات بشكل اقتصادى، كما يحدث فى معظم الدول، قدموا أفكاراً عن بيع ترددات لفنادق وشركات وأشخاص فى المحافظات المختلفة، من أجل إقامة إذاعات محلية تجارية. لم يوفقوا فى ذلك. بعضهم تم استهدافه.

تركنا حصتنا أو ترددات فيها إلى دول الجوار، خاصة إسرائيل. لذلك نسمعهم جيداً. كما نسمع محطات من رام الله والأردن وقبرص. هذا الملف مهم. ولدىَّ الكثير حوله.. وأعتقد أن كل القراء لديهم، خاصة عندما يستمعون إلى إذاعات غير مصرية على الطريق.

«آثار بلدنا»

أنا مؤمن أن المنطقة التى وُلدت فيها- جنوب المنصورة- كانت مهداً لحضارات مصر السابقة لعصر الفراعنة، وأنها مازالت تضم كنوزاً تفوق ما تم كشفه بالصعيد.

قلت ذلك لأبناء عمى وأولادى ونحن فى سهرة رائعة أمام أرضنا الزراعية ببلدنا «المقاطعة». وبينما كنا نلتهم كيزان الذرة المشوية على الحطب ونشرب الشاى «الزردة»، وفى السماء نجوم وكواكب تلألأت وحضرنا القمر المحاق متأخراً.. انطلق حديثنا من بيان وزارة الآثار عن اكتشاف بعثة أجنبية لبقايا مجتمع متقدم جداً يسبق توحيد «مينا» للقطرين بألفى عام تقريبًا. الكشف فى منطقة «تل السمارة» التى تبعد عن بلدنا بأربعة كيلومترات فقط. على أطراف بلدنا أيضًا موقع آخر لآثار ما قبل التاريخ فى قرية «غزالة»، إضافة إلى «تل الربع» الذى يبتعد بمسافة لا تزيد على عشرة كيلومترات.

أتذكر حكايات كثيرة جداً ومتواترة من كبار البلدة عن أسوار وكتل صخرية عتيقة أسفل الزراعات والبيوت.

منطقتنا تبتعد عن النيل، وهى مرتفعة قليلاً، ليست تلالاً، لكنها أعلى بقليل من الأرض المنبسطة. وفى اعتقادى أن المصريين القدماء كانوا يبنون بيوتهم ومعابدهم ومقابرهم على هذه التلال هروبًا من فيضانات النيل، بينما زراعاتهم ومراعيهم قرب المياه.

لم تعرف هذه المنطقة الزراعات الدائمة إلا مع تقدم شبكات الرى فى نهايات العصر المملوكى، ثم استقرت هذه الشبكات تمامًا فى عهد محمد على وأولاده. كنت قد قرأت لوزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسنى قبل ثورة يناير أن المستقبل لكشوفات الدلتا وليس الصعيد فى الجنوب. باتت خريطة الآثار واضحة. وسمعت شرحًا أكثر من الصديق والعالم الكبير الدكتور زاهى حواس عن عمل البعثات الأجنبية بالدلتا.

تذكرت حسنى وحواس وأنا أراجع هذه الكشوف العظيمة.. ليت وزارة الآثار تبدى اهتمامًا أكبر بهذه الأماكن. نحن على مشارف تغيير تام لفهم جذور حضارتنا وفى أى الأماكن وُلدت أولاً.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات السبت حكايات السبت



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon