توقيت القاهرة المحلي 18:56:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايات السبت

  مصر اليوم -

حكايات السبت

بقلم - محمد السيد صالح

مازالت السياسات الغامضة بشأن «الإعلام» مستمرة. مزيد من الفضائيات المغلقة، مع انضمام وافدين جدد من مشاهير المذيعين إلى طوابير البطالة. هناك الكثير من المعلومات المتضاربة بشأن هذه الوقائع، بأنها قد تنتهى بحركة انتقالات «فضائية»، مع دعم رسمى إلى قنوات جديدة، وإغلاق المزيد من التى تحقق خسائر. لا أريد الخوض فى هذا الجدل حاليًا. لكنى أكتب هنا، بصراحة- وبمزيد من العفوية- عن صدمتى من التغطية الإعلامية لجولة الرئيس الآسيوية التى امتدت لأسبوع تقريبًا، وحققت نجاحات سياسية واقتصادية فى محطاتها الثلاث بالبحرين والصين وأوزبكستان. ومن ملاحظة عامة، أقول: هل تريدونها هكذا. تغطية سطحية وعقيمة، لا تحليل ولا منطق فيها؟!.

مساحات واسعة ومجردة لوصف ما قام به الرئيس. نشاطاته واجتماعاته وتصريحاته. لم ألمح جهداً خاصاً. أداءً تنافسيًا للفضائيات المختلفة. معلومات عن كل بلد زارها الرئيس. تصريحات خاصة من مسؤولى كل بلد. جولات بالكاميرا والمعلومة الدقيقة.

أعرف عشرات من المتخصصين القادرين على شرح وتقييم الزيارة وتجارب هذه الدول. لم أرصدهم فى برامجنا. النشرات الإخبارية التقليدية لقطاع الأخبار كانت أكثر تميزاً من كل الفضائيات التى يُنفق عليها المليارات سنويًا. سألت أحد المسؤولين الكبار عن هذه التغطية، فشرح لى ما معناه أن «صاحب القرار» يريدها هكذا! لم أفهم ما يقصده تمامًا!.

فقال لى: قارن بين هذه التغطية وما كان يحدث من قبل مع زيارات الرئيس الخارجية فى بداية حكمه. أقصد زياراته للولايات المتحدة ولأوروبا. نعم، كان هناك نوع من العشوائية، وأحيانًا الارتجالية فى التنظيم، لكن كان هناك أداء إعلامى حقيقى وصادق ويقترب من الاحتراف. مذيعون ومراسلون فى بث حى من مواقع الأحداث. مسؤولون مصريون ومن أهل البلد يحللون ويناقشون. كانوا يحققون أداءً معقولاً.. وكنا نتوقع اكتمال خبراتهم فى هذا المجال مع الوقت. الذى حدث هو العكس تمامًا. معظم المحترفين الذين كانوا يقومون بهذا الجهد متوقفون عن العمل حاليًا. فى الصحافة، الوضع مقارب لهذه الصورة. جهد متميز لأقسام «الخارجى» فى إعداد صفحات متخصصة عن «الجولة»، خصوصًا «الصين»، وشرح أهمية منتدى «الصين وأفريقيا» لمصر، لكن لم أقرأ مقالاً عميقًا لأحد الزملاء المرافقين للرئيس. كلها احتفائية بالرئيس وبالدور المصرى، ولكن صناعة المقال المعلوماتى العميق غابت عن هذه الجولة.. كما هى غائبة عن معظم القضايا السياسية فى حياتنا.

«الموجات المسروقة»

كيف تستطيع محطات «إف. إم» إسرائيلية وفلسطينية وأردنية وقبرصية الوصول إلى وسط الدلتا، بينما معظم محطاتنا الإذاعية غائبة؟!. درسنا فى كلية الإعلام أن ترددات الـ«إف. إم» ضعيفة ومداها قصير، فكيف يفعلون ذلك؟. ولماذا نفشل فى إيصال صوتنا لأنحاء الوطن، ونحن فى 2018؟!

لا تصدقوا هذا الإعلان المتكرر عن موجات مخصصة لكل منطقة. هى ضعيفة ومداها قصير ولا يخرج من نطاقها إلا فى حدود كيلومترات محدودة. وهنا أسأل: أليست هذه التغطية من معطيات الأمن القومى؟!. المحطات الضعيفة هى حكومية أو شبه حكومية، فلماذا لا نقويها؟. الأهم أننى أعلم جيداً أن هذه الترددات موزعة بإحكام بين الدول من خلال هيئة دولية متخصصة، وأن إحدى الجهات السيادية تتحكم فى حصتنا من هذه الترددات.

لا تصدقوا أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام هو المسؤول عنها. هذا كلام رسمى وعلى الورق فقط. أعرف من أصدقاء عملوا فى مناصب تنفيذية رفيعة، منها منصب وزير الإعلام، أنهم حاولوا استغلال هذه الموجات بشكل اقتصادى، كما يحدث فى معظم الدول، قدموا أفكاراً عن بيع ترددات لفنادق وشركات وأشخاص فى المحافظات المختلفة، من أجل إقامة إذاعات محلية تجارية. لم يوفقوا فى ذلك. بعضهم تم استهدافه.

تركنا حصتنا أو ترددات فيها إلى دول الجوار، خاصة إسرائيل. لذلك نسمعهم جيداً. كما نسمع محطات من رام الله والأردن وقبرص. هذا الملف مهم. ولدىَّ الكثير حوله.. وأعتقد أن كل القراء لديهم، خاصة عندما يستمعون إلى إذاعات غير مصرية على الطريق.

«آثار بلدنا»

أنا مؤمن أن المنطقة التى وُلدت فيها- جنوب المنصورة- كانت مهداً لحضارات مصر السابقة لعصر الفراعنة، وأنها مازالت تضم كنوزاً تفوق ما تم كشفه بالصعيد.

قلت ذلك لأبناء عمى وأولادى ونحن فى سهرة رائعة أمام أرضنا الزراعية ببلدنا «المقاطعة». وبينما كنا نلتهم كيزان الذرة المشوية على الحطب ونشرب الشاى «الزردة»، وفى السماء نجوم وكواكب تلألأت وحضرنا القمر المحاق متأخراً.. انطلق حديثنا من بيان وزارة الآثار عن اكتشاف بعثة أجنبية لبقايا مجتمع متقدم جداً يسبق توحيد «مينا» للقطرين بألفى عام تقريبًا. الكشف فى منطقة «تل السمارة» التى تبعد عن بلدنا بأربعة كيلومترات فقط. على أطراف بلدنا أيضًا موقع آخر لآثار ما قبل التاريخ فى قرية «غزالة»، إضافة إلى «تل الربع» الذى يبتعد بمسافة لا تزيد على عشرة كيلومترات.

أتذكر حكايات كثيرة جداً ومتواترة من كبار البلدة عن أسوار وكتل صخرية عتيقة أسفل الزراعات والبيوت.

منطقتنا تبتعد عن النيل، وهى مرتفعة قليلاً، ليست تلالاً، لكنها أعلى بقليل من الأرض المنبسطة. وفى اعتقادى أن المصريين القدماء كانوا يبنون بيوتهم ومعابدهم ومقابرهم على هذه التلال هروبًا من فيضانات النيل، بينما زراعاتهم ومراعيهم قرب المياه.

لم تعرف هذه المنطقة الزراعات الدائمة إلا مع تقدم شبكات الرى فى نهايات العصر المملوكى، ثم استقرت هذه الشبكات تمامًا فى عهد محمد على وأولاده. كنت قد قرأت لوزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسنى قبل ثورة يناير أن المستقبل لكشوفات الدلتا وليس الصعيد فى الجنوب. باتت خريطة الآثار واضحة. وسمعت شرحًا أكثر من الصديق والعالم الكبير الدكتور زاهى حواس عن عمل البعثات الأجنبية بالدلتا.

تذكرت حسنى وحواس وأنا أراجع هذه الكشوف العظيمة.. ليت وزارة الآثار تبدى اهتمامًا أكبر بهذه الأماكن. نحن على مشارف تغيير تام لفهم جذور حضارتنا وفى أى الأماكن وُلدت أولاً.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات السبت حكايات السبت



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 18:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية
  مصر اليوم - نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon