توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايات السبت

  مصر اليوم -

حكايات السبت

بقلم - محمد السيد صالح

هل تستطيع الأجهزة الرقابية والقضائية فتح ملف فساد عقود الغاز الدولية، ولا تكتفى ببيانات صحفية تؤكد مسار التحكيم فى كل قضية خسرناها، وأن النظام الحالى ليس مسؤولاً عن هذه العقود الفاسدة. لنراجع تجارب الدول المحترمة فى هذا المجال، ونحن لسنا أقل شأنًا منهم. لقد قرأت ثلاثة مقالات فى يوم واحد تعليقا على حكم المركز الدولى لتسوية منازعات الاستثمار التابع للبنك الدولى والمعروف باسم CSID، بتغريم الحكومة المصرية نحو مليارى دولار لصالح إحدى الشركات الإسبانية بسبب تعثر مصر فى توريد الغاز لمصنع كانت تنوى إقامته بالقرب من دمياط فى عهد مبارك.

مقالان من الثلاثة منشوران فى «المصرى اليوم» وهما للدكتور محمد أبوالغار ولـ«نيوتن»، أما الثالث فكتبه الدكتور زياد بهاء الدين فى «الشروق» أفكار المقالات الثلاثة إضافة إلى ما نشره البعض على الفيسبوك من أفكار وخاصة الصديق إبراهيم نوار، الخبير الاقتصادى تصلح لإقامة منتدى حوارى محترم يفيد صانع القرار فى هذا المجال. أعجبنى ما قاله بهاء الدين عن ضرورة مراجعة كل العقود التى أبرمناها مع الشركات والحكومات الأجنبية خلال السنوات الأخيرة. وألا نحمل كل المسؤولية لهيئة قضايا الدولة، فهى تترافع عن قضايا خاسرة. أعجبنى ما قاله أبوالغار عن أن مكتب المحاماة الأمريكى. محامى مصر فى القضية الأخيرة كتب فى دفاعه أن المسؤولين المصريين الذين وقعوا العقد كانوا فاسدين. أما أكثر ما أعجبنى فى مقال «الغرامة» فى عمود «نيوتن» يوم الثلاثاء الماضى، أن قيمة الحكم الصادر ضد مصر «38 مليار جنيه تقريبًا» يماثل فى قيمته، ما تم إنفاقه على الطرق الجديدة التى تم إنشاؤها على طول وعرض مصر فى السنوات الأخيرة. وأنا أزيد على «الثلاثة» بالقول، وماذا عن العقد الآخر الذى خسرناه لصالح الشركات الإسرائيلية وكانت قيمة «الغرامة» ثلاثة مليارات تقريبًا. وماذا عن باقى العقود الفاسدة سواءً فى مجال «الغاز» أو غيره من المجالات. أتذكر أننى التقيت، صدفة وبدون سابق معرفة بـ«وجيه سياج» فى أحد مطاعم منتجع «كان» فى شتاء عام 2009، وكان قد حصل قبلها بأسابيع على حكم نهائى من إحدى غرف التحكيم الدولى بتعويض يقارب المائتى مليون دولار لإلغاء مشروعه السياحى بسيناء. وشرح بالتفصيل كيف تفاوض معه الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشؤون القانونية فى ذلك الوقت للوصول إلى تسوية مقبولة. ووافق «سياج» وحصل على نصف المبلغ تقريبًا، مقابل التصالح مع الحكومة المصرية والتنازل عن الدعوى الدولية. وأشاد الرجل بذكاء شهاب وفهمه لطبيعة القضية وأن الحكم فيها نهائى، وأنه وفر للحكومة مبلغًا ضخمًا. لماذا لا تلجأ الحكومة للدكتور مفيد شهاب أو للدكتور على الغتيت ومن هم على شاكلتهما وبخبراتهما.

لماذا لا نطلب منهم دراسة وتقييم كل عقودنا الخارجية. أخشى على ثروات بلدى من تكالب بعض الحكومات الغربية والشركات العملاقة على هذه الثروات. تكبلنا بعقود مُحكمة لا فرار من بنودها. قرأت تصريحًا مهمًا لأحد خبراء التحكيم أن مصر خسرت 76 قضية فى عقود إنشاءات خارجية من إجمالى 78 قضية. كان ذلك فى مجال العقارات. مع الغاز والبترول، الوضع أسوأ بكثير. والآن، ليتنا ننتبه. لدينا ثروات هائلة، فى البحر والبر، وعلينا أن نحافظ عليها. والأهم من ذلك، أن نعرف من «الفاسد» الذى ورطنا فى غرامات بالمليارات. هل هو شخص أم «هيئة» أم حكومة كاملة. وهل كان الأمر، سببه سوء تقدير وقلة خبرة. أنا شخصيًا، كمصرى، وكمستفيد من هذه الثروات أنا وعائلتى وأصدقائى، لن أسامح فى حقى مع الفاسدين الذين ورطونا فى هذه الغرامات الفادحة.. خاصة وأنا أرى ملفات فساد تُفتح، وفاسدين يحصلون على جزائهم العادل بالسجن والغرامة، رغم أن سرقاتهم فى حدود الآلاف وأحيانًا الملايين. أنا لن أسامح المسؤولين عن هذه العقود «المليارية» أبداً!

«الأعياد الثلاثة»

لدينا حكومة لا تستفيد من المناسبات العامة كما ينبغى أو كما تفعل كل الدول المتحضرة. هل رأيتم وزراء السياحة والثقافة والآثار والأوقاف، يشاركون فرادى أو مجتمعين فى أى احتفالات بالعاصمة أو بالصعيد أو فى أى مدينة ساحلية بمناسبة اقتران بداية السنة المصرية الفرعونية والسنة القبطية والسنة الهجرية. كثيرون وأنا منهم- لم يعلموا أن المصرى القديم توصل إلى تقويم فلكى دقيق قبل 6257 عامًا، حين قرن بداية العام بظهور النجم «سيدت» مع شروق الشمس مرة واحدة فى السنة. أنا مغرم بالفلك، لكن عرفت هذه المعلومة للأسف متأخرا جداً. أما السنة القبطية، فارتبطت باضطهاد الإمبراطور الرومانى دقلديانوس للمسيحيين عام 282 ميلادية، ويروى أن مصر فقدت نحو 840 ألف شهيد فى هذه المحنة، لكن المصريين تمسكوا بعقيدتهم المسيحية النقية ولا زال الفلاح المصرى يستخدم الشهور القبطية فى الزراعة حتى اليوم. أما السنة الهجرية فارتبطت بخروج الرسول محمد «صلِ الله عليه وسلم» وصحابته المضطهدين من مكة إلى المدينة المنورة قبل 1440 سنة. الاحتفالات تمت فى المساجد والكنائس.

عدد محدود من الطرق الصوفية احتفلت وسط القاهرة بـ«الهجرة»، لكنها احتفالات وتجمعات أقل بالطبع مما يحدث فى المولد النبوى. فشلنا من أن نجعل من هذا القران النادر عيداً مصريًا، نبهر به العالم. احتفالات بالأقصر والإسكندرية وحول الأهرامات. فى ظلال قلعة صلاح الدين وفى رحاب دير الأنبا سمعان بالمقطم. احتفالات متزامنة، وعلى مدار أسبوع كامل. برنامج متواصل ومحكم يشرح للعالم كيف توصل المصرى القديم، قبل بناء الأهرامات بأكثر من ألفى عام لهذا التقويم الفلكى. يشرح علماؤنا قصة أجدادنا مع الفلك والهندسة والعمارة وصولاً لصنع الحضارة وبناء الأهرامات والمعابد. نقدم فى جزء منها صوراً عن انتشار المسيحية فى ربوع مصر، وكيف استضفنا وحمينا المسيح عليه السلام وأمه لسنوات طويلة، وكيف انتشرت المسيحية فى مصر فيما بعد. نذكر العالم برحلة المسيح فى مصر. دورنا فى تعزيز الإسلام الوسطى قديمًا وحديثًا. عفواً، كلماتى هذه لا فائدة منها، فقد مرت الذكرى بدون أى أجواء احتفالية. للأمانة، تذكرتها الصحافة وقرأت أكثر من موضوع رائع عن المناسبات الثلاث. ذكرتنى الدكتورة سهير السكرى بهذه المناسبة، وأنه ينبغى أن يكون هناك احتفالية كبرى. كان الوقت قد أزف، ووزراؤنا مشغولون بما هو أهم! أنا أثق فى ذكاء وزيرة السياحة، لكن مثل هذه المناسبات هى التى تعظم من دورها ووظيفتها الأساسية وهى الترويج للسياحة. دعاية مجانية، مع دخل مادى إضافى. أنصحها- وباقى الوزراء المسؤولين عن الأنشطة الثقافية، أن يهتموا بمثل هذه الأجندات. حضرت احتفالات وكرنفالات سنوية فى أوروبا وراءها مناسبات بسيطة للغاية. عيد ميلاد شخصية شهيرة. فنان أو أديب أو رياضى أو زعيم سياسى. انتصار قديم على مدينة أو إمارة مجاورة. لدينا كنوز من المناسبات الحقيقية معظمها يصلح لكى نجمع العالم من حولنا. والأمثلة كثيرة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات السبت حكايات السبت



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon