توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«مفاجأة الرئيس..»

  مصر اليوم -

«مفاجأة الرئيس»

بقلم - محمد السيد صالح

.. ما هى المفاجأة السارة التى بشرنا بها الرئيس السيسى خلال كلمته السريعة فى إفطار الأسرة المصرية- الثلاثاء الماضى، يبدو أن القصة كبيرة جداً. ابتسامة الرئيس وعباراته المحددة كانت تشى بذلك. سألت- ومعى عدد من الزملاء- وزراء ومسؤولين فى الدولة ممن كانوا حضوراً معنا فى هذا الإفطار، عن هذه البشرى فلم نحصل على إجابة محددة، وبعضهم اكتفى بالقول: لا نعلم، بعض المواقع الإخبارية تحدثت عن مشروعات محددة فى الطرق والإسكان سيفتتحها الرئيس بعد العيد مباشرة، لكنى أعتقد أن الموضوع أكبر من ذلك بكثير!

الرئيس فى كلمته التى لم تستغرق سوى سبع دقائق تقريبًا، واستخدم خلالها لغة عاطفية وإنسانية تؤكد أن خطوات الإصلاح الاقتصادية الصعبة مستمرة، وأن علينا أن نتحمل المراحل الجديدة من هذا الإصلاح. أنا وغيرى فهمنا أن رفع أسعار المحروقات بات قريبًا جداً. لم يتحدث فيها عن استقالة حكومة المهندس شريف إسماعيل ولا نيته بتكليفها بمهمة تسيير الأعمال  لحين اختيار حكومة جديدة. فوجئنا بعد خروجنا، وبعد أن تسلمنا هواتفنا المحمولة من المنظمين، بخبر عاجل حول تقديم إسماعيل لاستقالة حكومته. رئيس الوزراء كان على الطاولة الرئيسية إلى جوار الرئيس.

فى كلمته، لم يتكلم الوزراء الذين حاورناهم خلال حفل الإفطار عن هذا الإجراء رغم قربهم من الحضور، حيث كان كل وزير يجلس على طاولة الإفطار مع مجموعة من الشخصيات العامة والإعلاميين بطريقة منظمة ورائعة.

قيل لى إنه ربما ترفع حكومة تسيير الأعمال  أسعار المحروقات خلال ساعات.

أنا أعتقد أن رفع أسعار الوقود سيمر بخير، رغم خطورة الخطوة ودقة توقيتها، فقد جرى تفريغ المفاجأة من مضمونها، إضافة إلى أن قبضة الدولة الرسمية قوية للغاية.

أعود لموضوعى وهو عن «مفاجأة الرئيس»، والتى سألت عنها بعد خروجى من «الماسة» فقيل لى، ربما تكون كشفًا لحقل غاز عملاق جديد، أو افتتاحًا لجزء مهم من المشروع  الاقتصادى الكبير الذى يجرى فى المنطقة الغربية قريبًا من محور الضبعة، وقيل بل هو اختراق مهم فى أزمة «سد النهضة»، وأن هناك ما يؤسس عليه الرئيس بأنه ما تطلبه مصر من ضمانات حول ظروف بناء السد وسنوات ملئه، قريبة من التحقق، وأن جولات المفاوضات المكوكية للمسؤولين المصريين، وخاصة القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة، قد أتت بثمار معقولة فى هذا المجال.

أنا وعلى مستوى الأمنيات، أتمنى أن تحس الحكومة بالمواطن البسيط، وأن يبدأ «تساقط الثمار» للمشروعات الاقتصادية الكبرى التى استنزفت مئات المليارات طوال المدة الرئاسية الأولى، أتمنى مزيداً من الشفافية وتكافؤ الفرص فى المشروعات العملاقة. تنافسية حقيقية بين الج��ات السيادية وغير السيادية فى إدارة وتملك هذه المشروعات. بتنا نخشى من تقارير دولية تتحدث كثيراً فى هذا الأمر. لا نستطيع الاقتراب من ترجمتها فى صحفنا. أتمنى تقليل حجم الاستثناءات فى الشارع المصرى والمصالح الحكومية. فئات بعينها وأصحاب وظائف منحوا أنفسهم مزايا لم تحقق لأحد من قبل. الأمر يتوسع وبات ينذر بكوارث اج��ماعية. لدينا طبقية فى كل مكان. ليتنا نفتح هذا الملف المتعلق بالاستثناءات لطبقات ووظائف بعينها. أتمنى مزيداً من الإنفاق والاهتمام بالمدن القديمة والقرى. الخدمات متهالكة للغاية فى العاصمة. أتمنى تطبيق القانون وخاصة المتعلقة بالمرور ونظافة الشوارع فوراً. هو أمر سهل للغاية ولا أعرف لما الإصرار على تجاهل الأمر. والأمنية الأخيرة من الرئيس هى سياسية بامتياز، بأن ينفذ الرئيس ما قاله فى كلمته بمجلس النواب الأسبوع الماضى حول حرية الاختلاف وإتاحة الحقوق السياسية للجميع. أتمنى خروج جميع المحبوسين والمسجونين السياسيين، إلا المتهمين بعمليات إرهاب أو عنف. أتمنى خروج جميع الصحفيين المحبوسين فى قضايا نشر.

«صدقة» مهنا

الوسط الصحفى بخير. اسألونى عن ذلك. هناك العشرات من الزملاء لا أعرفهم ولم يجلسوا إلىّ يومًا، وجدتهم يتواصلون معى لسؤالى عن قصتى. بعض الزملاء مختلفون مهنيًا، لكنهم كانوا قريبين من أسر الصحفيين فى الملمات السياسية والمهنية. فى سحور النادى الإعلامى للمعهد الدنماركى السنوى والذى تحرص عليه مديرته المثقفة والنشيطة نهى النحاس- تكررت عندى نفس المعانى. حوارات ومناقشات عميقة ودافئة لأعضاء فى أسرة واحدة كبيرة. من هذا اللقاء، ومن خلال مشاهداتى لما يقوم به الفنانون فى رمضان، اقترح على زملائى الفكرة التالية:

لقد أبهرتنى- وغيرى بالطبع- فكرة الإعلان الخيرى الذى يقوم به عدد من الفنانين لصالح مستشفى 500500 لعلاج السرطان وهو تابع لجامعة القاهرة، وقد اقتربت من فكرته ثم خطوات تنفيذه مع رئيس الجامعة السابقة الدكتور جابر جاد نصار والرئيس الحالى الدكتور محمد عثمان الخشت وكذلك من المشرفين على العمل الخيرى فى المشروع. وقرأت أيضًا عن ميلاد الفكرة لدى أصدقاء وزملاء المهنة كصدقة جارية على روح الموهوب أحمد زكى الذى توفى متأثراً بالسرطان. اختيار الرمز مهم للغاية كأيقونة لعمل الخير، وأحمد زكى نحسبه كذلك. ممثل موهوب وملتزم وأدى كل الشخصيات بعمق وحب ومهارة، فاقترب من قلوب الجميع. لدينا فى الأسرة الصحفية أيقونات مماثلة نجتمع على حبها رغمًا عن الاختلافات السياسية والمهنية. من يختلف على مجدى مهنا ككاتب وإنسان وصاحب عطاء ومسيرة نظيفة لم تتلوث يومًا. بل أعتقد أن المئات من داخل الأسرة الصحفية ومن خارجها- وخاصة فى عالمى السياسة ورجال الأعمال لديهم ما يؤكد روايتى عن نزاهته وتجرد قلمه من كل هوى. هو ابن روزاليوسف، وترقى فى الوفد، وتألق فى «المصرى اليوم»، وله صلات وعلاقات صداقة فى كل المؤسسات الصحفية الكبرى فى داخل مصر وخارجها. والأهم أنه مات بالسرطان اللعين. أتذكر أنه حين انتهى من زراعة الكبد بنجاح- قبل أن يعاوده المرض المميت- أجريت حواراً أعتز به كثيراً مع رائد زراعة الكبد الدكتور محمود المتينى والذى كان قد أجرى العملية لمهنا. حكى فيه صعوبة العملية التى كانت تجرى قبل ذلك خارج مصر.

أتمنى أن نقلد نحن الصحفيين، الفنانين ونتفق على تأسيس صدقة جارية على روح مجدى مهنا، ومعه زملاء آخرون رحلوا بنفس الظروف ضحايا لهذا المرض اللعين. هى دعوة للمناقشة، أتمنى أن نتفق على عطاء إنسانى واحد. أتمنى ذلك.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مفاجأة الرئيس» «مفاجأة الرئيس»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon