توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايات السبت

  مصر اليوم -

حكايات السبت

بقلم : محمد السيد صالح

 .. هى أقرب للانطباعات و«البحث عن مواقف». قليل من المعلومات فى حكاياتى لهذا الأسبوع. فقد قضيته وزيادة عليه يومين فى إجازة أغلبها بالأقصر وأسوان. انقطعت عن مصادرى وصحيفتى فى أسبوع حاسم وساخن. هو فى نظرى قمة الدراما السياسية فى نهاية السنة السابعة من عمر الثورة. سأكتب هنا عن الانتخابات الرئاسية ورؤية العالم لها. سأكتب أيضًا عن السياحة فى الأقصر وأسوان، وما يحدث للمراكب السياحية فى مجرى النيل. وسأنهى بعيد الشرطة.. وما جرى للداخلية وهل تعافت الوزارة بعد سبع سنوات أم مازالت تحاول؟!.

مقالات متعلقة

«شحوط سياسى»

.. هذا عنوان معبر لما وصلنا إليه على الساحة السياسية حاليًا. لدينا انتخابات رئاسية وفقًا لاستحقاق دستورى كافحنا من أجله، لكن تم تفريغ الأمر من مضمونه. انتخابات بلا روح أو منافسة. لدينا «شحوط» مشابه للشحوط الذى يشهده النيل حاليًا وتسبب فى تأخر مركبنا من الأقصر إلى أسوان ليوم كامل. «الشحوط السياسى» قد يكلفنا تأخيراً أطول بمراحل. قد يكلفنا ثورة أو أكثر. ولكن يبقى التساؤل الأهم فى نظرى هو: هل لدى القائمين على الأمر أجندة سياسية يتحركون من خلالها؟ هل لديهم «مطبخ سياسى»؟. هل نحن بصدد بلورة فكر جديد لا يتماشى مع النظام الليبرالى بالطبع.. فكر يتعالى على الدستور الحالى، الذى تم، والتفكير جديًا فى تعديل بعض مواده قبل عدة أشهر؟، ويبقى التساؤل الأهم: هل يصدق «النظام» أن ما يجرى هو انتخابات تنافسية حقيقية، وهل هناك حرص حقيقى على صورة النظام فى الخارج، خاصة فى العواصم الغربية، أم «أنهم أصدقاؤنا» ويتفهمون أوضاعنا الداخلية؟. هل نحن بصدد ولادة نظام سياسى مختلف أقرب للنموذج «الصينى» أو «الروسى». وهل يثق «النظام» فى شعبيته وهو يناور يمينًا ويساراً متجاوزاً كثيراً من الثوابت والمعايير خلال معركة الانتخابات الحالية، والتخلص من المنافسين «المحتملين». وأقصد الفريق عنان والمحامى خالد على؟. لقد حصلت على مجموعة من المعلومات وأدمجها هنا ببعض التفسيرات وأصوغها فى النقاط التالية:

- مع الضغوط التى حدثت مع الفريق أحمد شفيق، وتراجعه عن الترشح للرئاسة، وذلك بتدخل شخصيات فاعلة فى المجلس العسكرى السابق، تم التفكير فى أكثر من اسم لينافس الرئيس فى الانتخابات.. وكانت جميع الأسماء المتداولة غير عسكرية.

- هناك إصرار من داخل القيادة الحالية للقوات المسلحة على ألا يحدث انقسام «ولو شكلى» حول انتماءاتها. هناك دعم لا نهائى للرئيس السيسى، اتضح ذلك فى لغة البيان القوى الذى أصدرته الأمانة العامة للقوات المسلحة بشأن تجاوزات «عنان» وترشحه بدون الحصول على تصريح.

- «ملف سامى عنان مفتوح» منذ فترة طويلة. هناك تقارير لأجهزة سيادية تحدثت عن اتصالات مباشرة وغير مباشرة بينه وبين «قوى معارضة»- معظمها إخوانية. ملفه أيضًا يتضمن وجود مخالفات مادية وحصوله على بدلات وعمولات. «مصادر» أكدت أن الرئيس كان يقصده وحده، حين قال إنه لن يسمح للفاسدين بالوصول إلى هذا الكرسى، وذلك خلال كلمة الرئيس فى مؤتمر «حكاية وطن».

- تم إبلاغ عنان بعدم الترشح، لكنه عندما علم بمسار الأحداث وجدية التحريات والمعلومات، أراد أن يقفز للأمام وأعلن ترشحه.

- يتردد أنه سيتم تسريب بيان بمضبوطات «ثرية جداً» فى منزل عنان، وأن ذلك من شأنه تخفيف حدة التأييد له!

- «عنان» جملة مستقلة فى السياق العسكرى، ليس له أرضية حقيقية، وساعد فى توريط «النظام» مع الإخوان ومع الثوار من قبل، وبالتالى فإن المشير طنطاوى ومن بعده الرئيس السيسى يحملان «الرجل» الكثير من المسؤولية من مسار الأحداث فيما بعد.. هذه التفاصيل لخصها الفيلم- شبه الرسمى- الذى يجرى إنتاجه حاليًا.

- بعض «الأجهزة» تطوعت من أجل الحشد للرئيس. بعضها بالغ فى تعقب وإعاقة المنافس خالد على وحملته.. لكن أحداً لم يطلب صراحة انسحاب خالد من المنافسة.. بالطبع هم يرونه «سليط اللسان» وسيعاود الحديث مراراً خلال حملته عن «تيران وصنافير» و«الحبس الاحتياطى» و«ثورة يناير وحق الثوار»، لكن رسميًا لم يطلب أحد منه التراجع.

الأقصر وأسوان

ما إن نشرت صورتى وأنا فى «معبد الأقصر» إلا وانهالت علىّ الرسائل على «الفيسبوك» و«الواتساب» من أصدقاء وأصحاب شركات سياحية يدعوننى خلالها لأكتب عن أزمات السياحة الداخلية هذا العام، خاصة شحوط المراكب ما بين الأقصر وأسوان، رغم أن هذه الرحلات هى التى ساهمت فى إنقاذ الموسم السياحى وعوضت إلى حد كبير غياب السياحة الأجنبية. وكنت قبل أن أقوم بهذه الرحلة النيلية من الأقصر لأسوان- وكذلك ونحن نجهز لموضوعات صحفية عن «الشحوط»- أعتقد أن الأمر يتعلق بعدد محدود جداً من المراكب، لكننى وأنا أمام «هويس إسنا» حصرت أكثر من عشرين مركبًا فى انتظار افتتاحه. لدينا مئات المراكب العائمة التى تعمل حاليًا بين الأقصر وأسوان، إضافة إلى عدد محدود جداً تعمل فى بحيرة ناصر ما بين أسوان وأبوسمبل. الرئاسة تعلم جيداً خطورة الأمر، لذلك أوفد الرئيس القائم بأعمال رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى للأقصر لتفقد الأمر، وذلك قبل أسابيع. لكن الأمور لم تعد إلى ما كانت عليه. هناك تقاعس من بعض العاملين فى الرى. هكذا يقول العاملون فى السياحة. وتكدس المراكب مستمر.

ومن خلال رحلتى هذه أكتب عدداً من الملاحظات حول الأقصر وأسوان.. ومستوى الخدمات فى البلدين:

- شوارع الأقصر أفضل من ذى قبل، لكن السلوك العام ليس مثاليًا كما كان.. فقط محطة القطار قبيحة جداً.. ولا تليق ببلد سياحى عريق.

- مطلوب دعم وتسويق إعلامى فى الداخل والخارج لما يجرى فى «طريق الكباش» حاليًا. فالمشروع عملاق. ولدينا «تاريخ» و«خيال» يتم بناؤه على أرض الواقع ما بين معبدى الأقصر والكرنك.. ولا أحد يعرف عنه إلا القليل. تحية لمن أبدع وفكر ونفذ ابتداءً من الدكتور سمير فرج والدكتور زاهى حواس، انتهاءً بالمحافظ الحالى الدكتور محمد بدر.

- أسوان محافظة صغيرة.. يمكن تجميلها وتنظيفها بسهولة. لم أعهدها أسوأ مما رأيتها عليه هذه المرة. القمامة فى كل مكان. الكورنيش مهمل.. والروائح الكريهة تطاردك أينما كنت. سمعت أن هناك نية لأن تشملها حركة المحافظين الحالية. مشكلات أسوان لم تتغير كثيراً منذ أن تمت إثارتها فى وجود الرئيس خلال مؤتمر الشباب قبل عدة أشهر.

- أجمل ما فى رحلتى زيارة قرية غرب سهيل النوبية. وذلك من خلال رحلة نيلية رائعة. يوم كامل فى بيت نوبى طبيعى فى حضن النهر. أكلنا معهم العسل الأسود والفطير المشلتت، واستمعنا إلى ألحان نوبية أصيلة. وفى شرفة المنزل سجّلت عيناى وكاميرتى تجانسًا لألوان البيوت الجريئة والصريحة، فيما كانت بقية حواسى تستمتع بمذاق جزء مهم من بلدى.

- ما أجمل التعدد الثقافى!. هى دعوة هنا لنهتم بالتراث النوبى، ومعه التراث السيوى الأمازيغى، والموروث السيناوى، وكذلك تراث قبائل الصحراء الغربية.

كثير من أبنائنا لا يعرفون شيئًا عن هذه التعددية للغات بلدهم ولهجاتها. بلدنا قوى وينبغى ألا نتحيز لموروث على حساب الآخر.. ولا يخاف أحد من أبنائه. النوبيون ظُلموا وأعتقد أنه ينبغى مصالحتهم ثقافيًا واقتصاديًا.

- فندق كتراكت التاريخى، الذى تمتلكه إحدى شركات قطاع الأعمال وتديره إحدى السلاسل العالمية، كنت أخشى عليه من أن تكون الصورة الذهنية التى صنعها مسلسل «جراند أوتيل» للفندق غير متحققة على الأرض. كثير من الأماكن حصلت على شهرتها عالميًا ومحليًا من أعمال أدبية وسينمائية. «كتراكت» ومعه فنادق مهمة تمتلكها الدولة مطلوب تسويق ثقافى وسياحى لها. الفندق، كما لمسته فى زيارتى، أجمل من المسلسل، رغم عظمة العمل الفنى. تحية للقائمين عليه. ودعوتى لأن يتم الترويج لكنوز الدولة من فنادق ذات طابع تاريخى، وكذلك المتاحف والقصور الرئاسية التى لا يعلم المصريون عنها الكثير. مطلوب «ثقافة وإدارة» جديدة للتعامل مع كنوزنا هذه.

«الداخلية» وعيدها

قدر وزارة الداخلية أن عيد الشرطة سيظل إلى الأبد مقترنًا بثورة يناير. وأن هذه الثورة اندلعت فى الأساس ضد تجاوزات لعدد من الضباط، بعد سبع سنوات.. هل استطاعت الشرطة أن تتعامل مع هذه الإشكالية، بأن تطور من أدائها، لتتجاوز الأخطاء السابقة، تُحسن من صورتها فى أذهان المواطنين؟. لدينا شواهد على تغيير نسبى فى أكثر من قطاع. وعدم التكتم على مخطئ. قضية «عفروتو» نموذج أخير على هذا التوجه. فى المقابل لدى «الوزارة» أزمات متراكمة من شأنها أن تعيدنا إلى أجواء ما قبل يناير 2011. عدد غير محدود من المحبوسين احتياطيًا. تزايد دعاوى الاختفاء القسرى. البعض فى الداخل والخارج يؤكد أن هذه الحالات بالمئات. فى الإعلام، لدى «الوزارة» صلات وثيقة ومتينة بنفس «الوجوه». يسربون لهم معلومات ووثائق و«أفلاما» فى أوقات غريبة. الوزارة مازالت تعاود خططها القديمة. خطط ما قبل يناير. تغيرت إدارات للإعلام فى الوزارة، وتبدل مسؤولون عن الأمن الوطنى، ولم تتغير هذه الآلية. بالرغم من أن لديهم كفاءات محترمة فى هذه الإدارات. لو اعتمدوا الشفافية والمهنية واحترام عقول المواطنين لكان خيراً لهم. والظاهرة الجديدة هذا العام هى إنتاج أعمال فنية، وبالتحديد أغانٍ عن بطولات الشرطة، وذلك فى تقليد لما كانت تقوم به «الوزارة» أيام حبيب العادلى، وهو نفس ما تقوم به إدارة الشؤون المعنوية حاليًا. الأعمال الجديدة محترمة وقوية، ولكن الأهم فى نظرى مطلوب تغيير «العقلية» و«الكفاءة» لرجل الشرطة، واعترافه بالأخطاء التى مورست قبل يناير 2011 وكانت سببًا فى اندلاع الثورة.

نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات السبت حكايات السبت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon