توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وزارة سيادية بامتياز

  مصر اليوم -

وزارة سيادية بامتياز

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

أشهر علاقة عمل قامت بين رئيس ووزير كانت بين الرئيس الفرنسى شارل ديجول، مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة، ووزير ثقافته أندريه مارلو.. كان ذلك فى عام ١٩٥٨ عندما أسس الرجل جمهوريته الشهيرة، وعندما بدأ فى تشكيل حكومته الأولى، فاختار «مارلو» وزيرًا للثقافة فيها دون منافس.

وحين كتب «ديجول» مذكراته جعلها قسمين منفصلين، أحدهما عن «الحرب» التى خاضها لتحرير فرنسا من احتلال النازى، والآخر عن «الأمل»، الذى راح يراوده لبلاده فى فترة ما بعد الحرب، وفى القسم الثانى راح يشرح كيف أعطى وزير ثقافته مكانة فى حكومته الأولى، لم يمنحها لوزير آخر فى الحكومة، وكيف أن عنده ما يبرر ذلك.

ورغم أن الحكومة ضمت وزراء كثيرين، شأن أى حكومة فى أى بلد، إلا أن ديجول لا يكاد يتكلم فى مذكرات الأمل إلا عن أندريه، وقد سمّاه وزير الشؤون الثقافية لا وزير الثقافة لأن التسمية الأولى أوسع وأشمل، ولأنه أراده وزيرًا لكل ما من شأنه أن يكون ثقافيًّا من شؤون الدولة.

ليس هذا وفقط، ولكنه كان فى اجتماعات مجلس الوزراء يدعو وزير الثقافة إلى أن يجلس على يمينه مباشرةً، وكان يقدمه على بقية الوزراء، وكان يفعل ذلك عن قناعة لديه بأن هذا هو الموقع الصحيح لوزير الثقافة فى الحكومة.

كان على دراية بأن فرنسا بلد ثقافة، وفكر، وفن، وأن هذا الثلاثى يشكل وعى الفرنسيين فى الحاضر، كما كان يشكله فى الماضى، وأن هذا الثلاثى أيضًا ربما يكون هو ما يميز الفرنسيين عن بقية الشعوب الأوروبية، وأن وزارة الثقافة فى باريس لا بد أن تَعِى هذا، وأن تظل تعمل على أساسه.

وكان يردد على طول المذكرات أنه يريد وزير الثقافة إلى جانبه دائمًا، وأن وجود رجل مثل أندريه مارلو بالقرب منه يجعله يشعر بالكثير من الونس.

لقد عشنا نصنف الوزارات فى حكوماتنا المتعاقبة، بين وزارات سيادية وأخرى ليست كذلك، ولم تكن وزارة الثقافة من النوع الأول، ولكن ديجول كان يراها وزارة سيادية بامتياز، ولا بد أننا مدعوون إلى أن نعيد التفكير فى تصنيفها عندنا لأن الوزارة التى تشتغل على فكرة الوعى لدى الناس تستحق أن تكون سيادية بالدرجة الأولى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزارة سيادية بامتياز وزارة سيادية بامتياز



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon