توقيت القاهرة المحلي 11:20:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لسان حاله يقول

  مصر اليوم -

لسان حاله يقول

بقلم : سليمان جودة

أخاف على هذا الرجل أن يلقى مصير السويدى داج همرشولد، الذى لقى مصرعه فى حادث طائرة لا يزال الغموض أهم ما فيه.

أما الرجل فهو البرتغالى أنطونيو جوتيريش، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، الذى أعاد المنظمة بمواقفه المعلنة إلى يوم أن كان لها موقف شجاع فيما يجرى حولها.. ولو أنت ذهبت تحصى مواقفه منذ بدء الحرب على غزة فسوف تجدها كثيرة وجريئة، وسوف يكون آخرها موقفه يوم الأربعاء 18 من هذا الشهر.

ففى هذا اليوم، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية خلال 12 شهرًا، وكانت النتيجة كالتالى: وافقت على مشروع القرار 124 دولة، وامتنعت 43 عن التصويت، ورفضت 14 دولة، فى المقدمة منها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والأرجنتين.
يظل التصويت بهذه التركيبة انتصارًا للقضية فى فلسطين، حتى ولو كان انتصارًا سياسيًّا معنويًّا لأن النصر من هذا النوع يمكن أن ينقلب انتصارًا عمليًّا على الأرض، إذا ما صادف إرادة سياسية تنقله من السياسى النظرى إلى الحقيقى الفعلى.. ثم إن عدد الدول الموافقة يصل إلى ثلثى دول العالم تقريبًا، وهذا فى حد ذاته انتصار آخر.

ولكن الأهم أن جوتيريش لما سألوه عن رأيه فيما جرى قال إنه مصمم على تنفيذ ما انتهى إليه التصويت. وليست عبارته هذا إلا استكمالًا لمسيرة طولها سنة منذ بدء العدوان على قطاع غزة، فلقد جاء إلى القطاع أكثر من مرة وخاطب العالم منه لعله ينتصر للذين تحصدهم آلة القتل الإسرائيلية.. وعندما يعلن من جانبه أنه مصمم على تنفيذ نتيجة التصويت، التى تدعو إلى إنهاء الاحتلال فى مدى زمنى محدد، فهذا مما سوف يؤرق حكومة التطرف فى تل أبيب، وليس من المستبعد أن تتربص به على طول الطريق.

من قبل كان همرشولد قد وقف ضد العدوان الثلاثى على مصر، وكان قد خاطب الدول المعتدية، فقال إن مبادئ ميثاق المنظمة التى يجلس على قمتها هى التى تحكم عمله، وإن كافة الدول مدعوة إلى احترام هذه المبادئ، وإن ذلك إذا لم يحدث فللأمين العام أن يتخذ ما يراه مناسبًا.. إن هذه مجرد فقرة من كلام كثير قاله همرشولد، وكانت الشجاعة عنوانًا لكل كلمة أعلنها، وهو لا يبالى.

من بعدها كان فى رحلة إلى إفريقيا، فسقطت طائرته، وبقى سقوطها مُحَاطًا بألف علامة استفهام.. وبالطبع يعرف جوتيريش هذا جيدًا، ولكنه يتصرف ولسان حاله يردد قول الشاعر: إذا لم يكن من الموت بد.. فمن العار أن تموت جبانًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لسان حاله يقول لسان حاله يقول



GMT 03:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 03:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 03:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 03:39 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 03:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 03:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 03:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon