توقيت القاهرة المحلي 04:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القبة تسرق الكاميرا

  مصر اليوم -

القبة تسرق الكاميرا

بقلم : سليمان جودة

 

لا شىء نافس كلب الهرم على مواقع التواصل وانتصر عليه إلا قبة حليم باشا، التى ظهرت مُهدمة فى جانب منها فى مقابر الإمام الشافعى.

ولا تعرف ما إذا كانت إثارة مثل هذه المسائل على مواقع التواصل مقصودة فى حد ذاتها، أم أنها مسائل طبيعية تظهر لينشغل بها الناس عما سواها لفترة ثم تنقضى؟.. لا تعرف.. ولكن ما تعرفه أن مواقع التواصل صارت أشبه بمنصات الموضة، التى يظهر عليها ما ينشغل به روادها لأيام، فإذا جاءت موضة جديدة غطت على القديمة وحظيت هى بكل اهتمام.

فمن قبل قبة حليم باشا، كان موضوع كلب الهرم هو المسيطر، ولكنه سرعان ما انحسر ليحل فى محله موضوع القبة، الذى استحوذ على كل الاهتمام، وأزاح موضوع الكلب بعيدًا وسرق منه الكاميرا. وقد مضت أيام، بينما القبة المهدمة تهيمن على اهتمام قطاعات عريضة من الرأى العام، وبينما الذين يعنيهم الأمر من المسؤولين لا يتكلمون ولا يوضحون.. وكانت القضية تتدحرج فى المقابل، فتكبر مثل كرة الثلج كلما تدحرجت أكثر.

وبعد أن بلغ الأمر مداه خرج مسؤول فى وزارة السياحة والآثار يقول إن القبة ليست أثرًا، وإنها غير مقيدة فى قائمة الآثار. وهنا نجد أنفسنا أمام شيئين أساسيين، أولهما أن الرد تأخر كثيرًا، ولا ينفع معه ما يُقال عن أنك إذا جئت، فإن ذلك أفضل من ألا تأتى.. لا ينفع معه هذا المنطق ولا يُجدى.. لأنه جاء بعد استياء واسع شمل أعدادًا كبيرة من المتابعين للموضوع، ولأن الاستياء من هدم القبة هو فى مقام الانطباع الأول فى علم النفس، والذى يوصَف بأنه يدوم.

الشىء الثانى أنه ليس من الضرورى أن تكون القبة مسجلة كأثر لنحافظ عليها، إذ يكفى أن تكون من بين تراث القاهرة الباقى لتكون هى وغيرها مما يشبهها محل رعاية، وعناية، واعتناء.. وعندما انتفض الكثيرون لمنظرها وهى مهدمة، فإنهم كانوا يفعلون ذلك عن إحساس لدى كل واحد فيهم بأن له نصيبًا فيها، وأنها جزء حى منه، ومن تاريخه، ومن بلده.. فلماذا لا تحرص الحكومة على إشعار الناس بأنها تشاركهم هذا الأمر؟، لماذا تبدو موجات الإرسال والاستقبال بينها وبين الناس مُعطّلة بعض الشىء فى هذا الأمر بالذات؟.. وأقول فيه بالذات لأنه تكرر كثيرًا، ولم تكن القبة سوى حلقة من حلقات سبقتها وأثارت الاستياء مثلها.

هذه أمور يجب ألا تفوت الحكومة لأن ما يُغضب مواطنيها لا بد أن يُغضبها بالدرجة نفسها، ولا بد أن تسارع هى إلى معالجته على الفور فلا تهمله، ولا تتركه لهواة الصيد فى الماء العكر، أو الذين يسارعون إلى إحراز أهداف مجانية فى مرماها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القبة تسرق الكاميرا القبة تسرق الكاميرا



GMT 14:57 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

عندما يكون المدرب مشجعًا!

GMT 14:56 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

‎كيف نرد على ترامب؟

GMT 14:55 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

إدارة ترامب الثانية.. والمشرق

GMT 07:14 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

البخيل الباني الباذخ

GMT 07:12 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

الذكاء الاصطناعي وكعب بن سعد الغنوي!

GMT 07:10 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

سؤال السلام... مع الفلسطينيين أو من دونهم

GMT 07:08 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

ما زال الأمل كبيراً

GMT 07:06 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

مصالح متقاطعة: ترمب والشرق الأوسط

GMT 19:06 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار البيض في مصر اليوم السبت ٣ تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

بشرى سارَّة من وزارة الري المصرية حول مياه النيل

GMT 12:57 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

أسعار البلح في مصر اليوم الإثنين 18 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon