توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى فم الأسد!

  مصر اليوم -

فى فم الأسد

بقلم - سليمان جودة

سوف يكون أفضل جداً لو أن الوزير سامح شكرى راجع ما قاله قبل يومين، عن تمسكنا بإعلان المبادئ الذى جرى توقيعه فى الخرطوم مارس ٢٠١٥ بيننا وبين إثيوبيا والسودان حول سد النهضة الإثيوبى، فلا يعود إليه.. ليس لأنى ضد أن تتمسك القاهرة بإعلان مبادئ كانت قد وقعته، ولكن لأن الإعلان لمن يطالع بنوده التسعة، لا يُرتب لنا شيئاً ملموساً فى موضوع السد!.

فالإعلان كان إعلاناً للنوايا من جانبنا، أكثر منه إعلاناً لمبادئ تُرتب حقوقاً مرئية لنا، حين وضعنا إمضاءنا عليه، وكانت مصر من خلاله تريد أن تقول إن نواياها تجاه إثيوبيا، وتجاه الخرطوم بالضرورة، لا تحمل شراً من أى نوع لهما، وإنها تمد يدها، وتتوقع يداً ممدودة من الجهة الأخرى فى المقابل!.

ولكننا فى كل مرة كنا نكتشف أن يدنا هى وحدها الممدودة!.

وسوف يكون أفضل جداً لو أننا توقفنا عن استدعاء البنك الدولى طرفاً فيما بيننا وبين إثيوبيا والسودان، بشكل خاص، ثم فى العلاقة مع دول حوض النهر الإحدى عشرة بشكل عام!.

إن هناك إصراراً غير مفهوم منا على استدعاء البنك إلى الملف، وكأننا لم نتعظ من تجربة استدعائه هو نفسه إلى العلاقة بين دول الحوض عام ١٩٩٩!.

وكأننا لم نأخذ الدرس من موقفه معنا حين استدعيناه إلى تمويل السد العالى عام ١٩٥٦!.

وكأننا نريده أن يلدغنا من الجحر ذاته ثلاث مرات.. ولا تكفينا مرة واحدة.. ولا مرتان!.

وكأننا نتوقعه جمعية خيرية تسعى بين الدول بكل ما يجلب لها الخير، ويحقق لها النفع والفائدة، ويجعلها.. خصوصاً فى حالتنا.. فى وضع أفضل مما هى عليه!

لن يحدث شىء من هذا، وتجربته معنا ومع غيرنا تؤكد ما أقوله، ليس لأنى أريد عن قصد أن أصوره على أنه شر مُطلق، ولكن لأن هذه هى طبيعته التى نشأ عليها فيما بعد الحرب العالمية الثانية، فهى طبيعة فيه لن تتغير، والرهان على تغيرها، أو تغييرها، أقرب إلى أن نطلب من الأسد أن يكون قطاً، أو العكس!.

إننى أتصور أن نكون على دراية كاملة، ومُسبقة، بالبنك، وبطبيعة أفكاره، وبحقيقة القوى العالمية التى تحركه من داخله وتوجهه.. أتصور أن نكون على دراية بهذا كله، دون حاجة إلى أن تكون لنا معه تجربة، أو تجربتان، أو أكثر!.

ولابد أن أفضل طريقة للتعامل مع الأشقاء الإثيوبيين هى التى تمسك بها الرئيس فى أثناء لقائه مع رئيس وزرائهم، أمس الأول!.. والطريقة هى أنه لا بديل عن ترجمة التطمينات من جانبهم إلى فعل على الأرض.. بل إلى شىء مكتوب.. فنحن نصدق رئيس الوزراء الإثيوبى عندما يقول إن السد لن يضر بنا.. نصدقه.. ولكنه يعرف قطعاً أن الأمور بين الدول لا تؤخذ هكذا بالكلام الشفوى، ولا بالنوايا الحسنة وحدها، ولكنها تؤخذ بما هو مكتوب، ومسجل، وبما وضع كل طرف إمضاءه الواضح عليه!.

مرة أخرى.. وثالثة.. وعاشرة: استدعاء البنك إلى الموضوع هو بمثابة وضع يدنا اختياراً فى فم الأسد.. وعلينا أن نتخيل الباقى!.

 

نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى فم الأسد فى فم الأسد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon