توقيت القاهرة المحلي 11:29:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى فم الأسد!

  مصر اليوم -

فى فم الأسد

بقلم - سليمان جودة

سوف يكون أفضل جداً لو أن الوزير سامح شكرى راجع ما قاله قبل يومين، عن تمسكنا بإعلان المبادئ الذى جرى توقيعه فى الخرطوم مارس ٢٠١٥ بيننا وبين إثيوبيا والسودان حول سد النهضة الإثيوبى، فلا يعود إليه.. ليس لأنى ضد أن تتمسك القاهرة بإعلان مبادئ كانت قد وقعته، ولكن لأن الإعلان لمن يطالع بنوده التسعة، لا يُرتب لنا شيئاً ملموساً فى موضوع السد!.

فالإعلان كان إعلاناً للنوايا من جانبنا، أكثر منه إعلاناً لمبادئ تُرتب حقوقاً مرئية لنا، حين وضعنا إمضاءنا عليه، وكانت مصر من خلاله تريد أن تقول إن نواياها تجاه إثيوبيا، وتجاه الخرطوم بالضرورة، لا تحمل شراً من أى نوع لهما، وإنها تمد يدها، وتتوقع يداً ممدودة من الجهة الأخرى فى المقابل!.

ولكننا فى كل مرة كنا نكتشف أن يدنا هى وحدها الممدودة!.

وسوف يكون أفضل جداً لو أننا توقفنا عن استدعاء البنك الدولى طرفاً فيما بيننا وبين إثيوبيا والسودان، بشكل خاص، ثم فى العلاقة مع دول حوض النهر الإحدى عشرة بشكل عام!.

إن هناك إصراراً غير مفهوم منا على استدعاء البنك إلى الملف، وكأننا لم نتعظ من تجربة استدعائه هو نفسه إلى العلاقة بين دول الحوض عام ١٩٩٩!.

وكأننا لم نأخذ الدرس من موقفه معنا حين استدعيناه إلى تمويل السد العالى عام ١٩٥٦!.

وكأننا نريده أن يلدغنا من الجحر ذاته ثلاث مرات.. ولا تكفينا مرة واحدة.. ولا مرتان!.

وكأننا نتوقعه جمعية خيرية تسعى بين الدول بكل ما يجلب لها الخير، ويحقق لها النفع والفائدة، ويجعلها.. خصوصاً فى حالتنا.. فى وضع أفضل مما هى عليه!

لن يحدث شىء من هذا، وتجربته معنا ومع غيرنا تؤكد ما أقوله، ليس لأنى أريد عن قصد أن أصوره على أنه شر مُطلق، ولكن لأن هذه هى طبيعته التى نشأ عليها فيما بعد الحرب العالمية الثانية، فهى طبيعة فيه لن تتغير، والرهان على تغيرها، أو تغييرها، أقرب إلى أن نطلب من الأسد أن يكون قطاً، أو العكس!.

إننى أتصور أن نكون على دراية كاملة، ومُسبقة، بالبنك، وبطبيعة أفكاره، وبحقيقة القوى العالمية التى تحركه من داخله وتوجهه.. أتصور أن نكون على دراية بهذا كله، دون حاجة إلى أن تكون لنا معه تجربة، أو تجربتان، أو أكثر!.

ولابد أن أفضل طريقة للتعامل مع الأشقاء الإثيوبيين هى التى تمسك بها الرئيس فى أثناء لقائه مع رئيس وزرائهم، أمس الأول!.. والطريقة هى أنه لا بديل عن ترجمة التطمينات من جانبهم إلى فعل على الأرض.. بل إلى شىء مكتوب.. فنحن نصدق رئيس الوزراء الإثيوبى عندما يقول إن السد لن يضر بنا.. نصدقه.. ولكنه يعرف قطعاً أن الأمور بين الدول لا تؤخذ هكذا بالكلام الشفوى، ولا بالنوايا الحسنة وحدها، ولكنها تؤخذ بما هو مكتوب، ومسجل، وبما وضع كل طرف إمضاءه الواضح عليه!.

مرة أخرى.. وثالثة.. وعاشرة: استدعاء البنك إلى الموضوع هو بمثابة وضع يدنا اختياراً فى فم الأسد.. وعلينا أن نتخيل الباقى!.

 

نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى فم الأسد فى فم الأسد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon