توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سياسة كيد النساء!

  مصر اليوم -

سياسة كيد النساء

بقلم - امينة النقاش

يمارس الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» السياسة بطريقة «كيد النسا» وهو تعبير مازال يستخدم بشكل كبير على ألسنة العامة الشعبيين، ليشير إلى سلوك بين الأفراد ينطوي على رغبة في الإضرار بالغير بهدف وحيد، وهو التمتع بإغاظتهم ، والتلذذ بالشماتة بما يحيق بهم من أذى، لكن الفرق بين الطريقة التي يمارس بها «أردوغان» سياسة «كيد النساء» والطريقة التي يستعمله بها العامة من البسطاء، أن الأول موغل في ثقل الظل والتجهم، فضلا عن الغرور بينما يستخدمه العامة في الأغلب الأعم للمشاغبة التي تشيع موجات من السخرية والضحك، من فرط المفارقات التي تحفل بها ممارستهم لذلك السلوك.

وخلال استقباله في الخرطوم قبل اسبوع، لوح أروغان بعلامة رابعة الإخوانية الذى كان هو أول من استخدمها وأشاعها، ليجدد دعمه لجماعة الإخوان، ظنا منه أنه يكايد النظام المصرى، الذى حل محل حكم الجماعة  البائس الذى أسقطه المصريون فى ثورة 30 يونيو، بينما هو فى الواقع يجدد التأكيد على الدور الذى لا يكف عن لعبه فى دعم القوى الإرهابية التى تسعى لهز الاستقرار فى مصر، ولم تكن السفينة التركية المحملة بالمتفجرات  التى أوقفتها السلطات اليونانية وهى فى طريقها إلى ليبيا سوى جزء من هذا الدعم!

ولم تقتصر سياسة كيد النساء على الخارج فحسب، بل امتدت أيضا إلى الداخل التركي حين أدخل «أردوغان»  مؤخرا تعديلا على قانون الطوارئ يحصن فيه المدنيين الذين استخدموا القوة في الدفاع عن نظامه أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة صيف عام 2016 من المسئولية الجنائية، وهو ما وصفته المعارضة التركية بأنه يجر البلاد لحروب أهلية، فضلا عن مساهمته فى اتساع نطاق الجريمة مع  انتشار استخدام السلاح بين الأفراد!

لكن من يحوزون سلطة شخصية مثل «أردوغان» لا يستهدفون غير تحصين أفعالهم الطائشة وقراراتهم المنافية للقانون والعقل من المساءلة. ولم يكن تغيير اسم الشارع الذي تقع فيه سفارة دولة الإمارات العربية في أنقرة مؤخرا إلى شارع فخر الدين باشا، سوى صورة طبق الأصل لسياسة كيد النسا الأردوغانية، لأنه يدير ظهره لواقع إفلاس اختياراته السياسية التي تتخبط في الداخل والخارج، وتمنى بهزائم في كل يوم ويفتح باب السجال حول التاريخ!

لكن  تجاهل التاريخ  لا يستطيع أن يغير من وقائعه، والتغريدة التي أعاد نشرها وزير الخارجية الإماراتي حول نهب فخر الدين باشا المدينة المنورة أثناء الحرب العالمية الأولى، هي غيض من فيض من تاريخ طغيان هذا الوالي التركي، وهي صفحة وحيدة من الصفحات التي تغمر كتب التاريخ عن المآسى التي تحملتها الشعوب العربية من طغيان الحكام العثمانيين الذين نزحوا موارد بلادهم المادية والبشرية، بعد أن حولوا الدين إلى ألعوبة تبرر استنزافهم للشعوب وسرقة ثرواتهم، وهي الدرس الوحيد الذي تعلمه الحفيد العثماني «أردوغان» بالتستر وراء الدفاع عن الدين، وهو يدعم الدور التخريبي لجماعة الإخوان وتنظيمها الدولي لتقويض استقرار دول المنطقة.

سياسية كيد النساء، لن تفيد «أردوغان» في شىء، والسفارة الإماراتية في أنقرة لن يضيرها في شىء أن يكون اسم الشارع الذي تقبع فيه السلطان عبد الحميد أو فخر الدين باشا، أو اردوغان باشا، إذ المطلوب للرد على تغريدة وزير الخارجية الإماراتى، ليس تغيير أسماء الشوارع، بل تغيير السياسات الطائشة، والعقيمة التي أضرت بالشعب التركي  قبل كل شىء، وحملته من الخسائر على المستوى المعيشي والحريات الديمقراطية والسياسية فوق ما يطيق، خدمة لأوهام أردوغان بإعادة دولة الخلافة العثمانية، وهي أوهام يتصدى لها  بجسارة الشعب التركي، رغم العصف بالقانون، واكتظاظ المعتقلات بروادها من القضاة والساسة وأساتذة الجامعات والكتاب والصحفيين، وإغلاق الصحف، ومنع وسائل التواصل الاجتماعى، وتحويل تركيا إلى سجن كبير.

 

 نقلا عن الوفد القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسة كيد النساء سياسة كيد النساء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon