توقيت القاهرة المحلي 11:32:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سياسة كيد النساء!

  مصر اليوم -

سياسة كيد النساء

بقلم - امينة النقاش

يمارس الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» السياسة بطريقة «كيد النسا» وهو تعبير مازال يستخدم بشكل كبير على ألسنة العامة الشعبيين، ليشير إلى سلوك بين الأفراد ينطوي على رغبة في الإضرار بالغير بهدف وحيد، وهو التمتع بإغاظتهم ، والتلذذ بالشماتة بما يحيق بهم من أذى، لكن الفرق بين الطريقة التي يمارس بها «أردوغان» سياسة «كيد النساء» والطريقة التي يستعمله بها العامة من البسطاء، أن الأول موغل في ثقل الظل والتجهم، فضلا عن الغرور بينما يستخدمه العامة في الأغلب الأعم للمشاغبة التي تشيع موجات من السخرية والضحك، من فرط المفارقات التي تحفل بها ممارستهم لذلك السلوك.

وخلال استقباله في الخرطوم قبل اسبوع، لوح أروغان بعلامة رابعة الإخوانية الذى كان هو أول من استخدمها وأشاعها، ليجدد دعمه لجماعة الإخوان، ظنا منه أنه يكايد النظام المصرى، الذى حل محل حكم الجماعة  البائس الذى أسقطه المصريون فى ثورة 30 يونيو، بينما هو فى الواقع يجدد التأكيد على الدور الذى لا يكف عن لعبه فى دعم القوى الإرهابية التى تسعى لهز الاستقرار فى مصر، ولم تكن السفينة التركية المحملة بالمتفجرات  التى أوقفتها السلطات اليونانية وهى فى طريقها إلى ليبيا سوى جزء من هذا الدعم!

ولم تقتصر سياسة كيد النساء على الخارج فحسب، بل امتدت أيضا إلى الداخل التركي حين أدخل «أردوغان»  مؤخرا تعديلا على قانون الطوارئ يحصن فيه المدنيين الذين استخدموا القوة في الدفاع عن نظامه أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة صيف عام 2016 من المسئولية الجنائية، وهو ما وصفته المعارضة التركية بأنه يجر البلاد لحروب أهلية، فضلا عن مساهمته فى اتساع نطاق الجريمة مع  انتشار استخدام السلاح بين الأفراد!

لكن من يحوزون سلطة شخصية مثل «أردوغان» لا يستهدفون غير تحصين أفعالهم الطائشة وقراراتهم المنافية للقانون والعقل من المساءلة. ولم يكن تغيير اسم الشارع الذي تقع فيه سفارة دولة الإمارات العربية في أنقرة مؤخرا إلى شارع فخر الدين باشا، سوى صورة طبق الأصل لسياسة كيد النسا الأردوغانية، لأنه يدير ظهره لواقع إفلاس اختياراته السياسية التي تتخبط في الداخل والخارج، وتمنى بهزائم في كل يوم ويفتح باب السجال حول التاريخ!

لكن  تجاهل التاريخ  لا يستطيع أن يغير من وقائعه، والتغريدة التي أعاد نشرها وزير الخارجية الإماراتي حول نهب فخر الدين باشا المدينة المنورة أثناء الحرب العالمية الأولى، هي غيض من فيض من تاريخ طغيان هذا الوالي التركي، وهي صفحة وحيدة من الصفحات التي تغمر كتب التاريخ عن المآسى التي تحملتها الشعوب العربية من طغيان الحكام العثمانيين الذين نزحوا موارد بلادهم المادية والبشرية، بعد أن حولوا الدين إلى ألعوبة تبرر استنزافهم للشعوب وسرقة ثرواتهم، وهي الدرس الوحيد الذي تعلمه الحفيد العثماني «أردوغان» بالتستر وراء الدفاع عن الدين، وهو يدعم الدور التخريبي لجماعة الإخوان وتنظيمها الدولي لتقويض استقرار دول المنطقة.

سياسية كيد النساء، لن تفيد «أردوغان» في شىء، والسفارة الإماراتية في أنقرة لن يضيرها في شىء أن يكون اسم الشارع الذي تقبع فيه السلطان عبد الحميد أو فخر الدين باشا، أو اردوغان باشا، إذ المطلوب للرد على تغريدة وزير الخارجية الإماراتى، ليس تغيير أسماء الشوارع، بل تغيير السياسات الطائشة، والعقيمة التي أضرت بالشعب التركي  قبل كل شىء، وحملته من الخسائر على المستوى المعيشي والحريات الديمقراطية والسياسية فوق ما يطيق، خدمة لأوهام أردوغان بإعادة دولة الخلافة العثمانية، وهي أوهام يتصدى لها  بجسارة الشعب التركي، رغم العصف بالقانون، واكتظاظ المعتقلات بروادها من القضاة والساسة وأساتذة الجامعات والكتاب والصحفيين، وإغلاق الصحف، ومنع وسائل التواصل الاجتماعى، وتحويل تركيا إلى سجن كبير.

 

 نقلا عن الوفد القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسة كيد النساء سياسة كيد النساء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon