توقيت القاهرة المحلي 10:38:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاشتراكيون.. أنت إمامهم

  مصر اليوم -

الاشتراكيون أنت إمامهم

بقلم - امينة النقاش

فى حوار أجريته معه عقب سقوط الاتحاد السوفيتى وانهيار المنظومة الاشتراكية، سألته هل لا يزال هناك مستقبل للاشتراكية فى عالم اليوم؟ أجاب «خالد محيى الدين» طالما ظل هناك شوق إنسانى للعدالة، ستبقى الاشتراكية احتياجاً إنسانياً.

كانت فكرة الإنصاف والعدل الاجتماعى، جزءاً أساسياً من تركيبة خالد محيى الدين الشخصية، التى تفوق كل صفاته الأخرى وتتقدّم عليها.

وإذا كان فى هذا الحوار نفسه قد قال لى إنه وجيله من الضباط الأحرار، دخلوا معترك السياسة من باب القضية الوطنية، والرغبة فى التحرّر من المستعمر وأعوانه، إلا أن تجربته فى تأسيس حزب التجمع والعمل بداخله وفى ساحة البرلمان، لإقرار كل ما هو منصف وعادل، كشفت أن تلك الصفة الشخصية هى التى تحكمت فى سعيه للعمل العام والسياسى، قبل أن تنضج أفكاره الوطنية، ويتبلور هدفها.

ورغم أنه كان ينتمى إلى أسرة ميسورة، يستطيع أن يهنأ بخيراتها، ويعيش فى رغد من العيش، حياة مطمئنة خالية من المشكلات، تساعد على الصعود الاجتماعى الناجح، بعيداً عن الضرورات والضغوطات والتضحيات التى تلازم كل عمل للإنسان خارج ذاته، لاسيما إذا كانت ساحته هى عالم السياسة المضطرب، الذى ذاق مرارة بعض تقلباته، إلا أنه لم يكن يرضى بذلك ولم يفعله.. وهو شأن الفرسان وذوى الضمائر الحية، لم يكن يستطيع أن يهنأ فى محيط من الشقاء الاجتماعى، تغلله تعاسات الجموع، ويسوده العوز والفقر والحرمان، ويفتقد الحدود الدنيا من القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية التى تصون كرامة المواطنين، ولا تنهض بأى حال على الفصل بين مصالحهم ومصالح الوطن.

فى الحزب وظّف «خالد محيى الدين» كل الإمكانيات المتاحة لخدمة المواطن، وتحول مكتبه إلى خلية نحل تعمل طوال الوقت لتلقى الشكاوى الجماعية لهم، وكان يحرّض أصحابها فى بعض الأحيان على اللجوء إلى طلب العون من نقاباتهم، عمالية كانت أم مهنية، والاتصال بكتاب الأعمدة فى الصحف ووسائل الإعلام المتاحة لعرض قضيتهم.

وكان المبدأ الذى اعتمد عليه وظل يدافع عنه، أن دور حزب التجمع ليس بديلاً عن نضال الفئات الاجتماعية المختلفة لنيل حقوقها وتحقيق مصالحها، بل هو وسيلتهم للتوعية بها، وهو صوتها الإعلامى والنيابى للدفاع عنها فى مختلف المحافل، ومساندة مطالبها حتى يثمر نضالها ويحقق نتائجه.

فى مرات كان «خالد» يتصل بالمسئولين عن تحرير صحيفة «الأهالى» ليقول لهم، إذا كان فى عدد «الأهالى» هجوم على الوزير الفلانى، أجلوه للأسبوع التالى، فقد وعد بحل مشاكل العاملين فى الهيئات التابعة لوزارته، فأتيحوا له فرصة للحل، ثم اكتبوا عنه بعد ذلك ما تشاءون. كان خالد محيى الدين هو الذى قاد حزب التجمع فى منتصف التسعينات الماضية، لتعديل برنامجه العام، لكى يتوافق مع حقائق الواقع الاجتماعى ويستجيب للمتغيرات فى المشهد الدولى، لتصبح وثيقته برنامج «المشاركة الشعبية» ترجمة خلّاقة لمفهوم العدالة الاجتماعية فى بدايات الألفية الجديدة، التى من شأنها أن تمهد لبناء المجتمع الاشتراكى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاشتراكيون أنت إمامهم الاشتراكيون أنت إمامهم



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس
  مصر اليوم - فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon