توقيت القاهرة المحلي 12:35:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يلحق بزشكيان بخاتمي ورفسنجاني؟

  مصر اليوم -

هل يلحق بزشكيان بخاتمي ورفسنجاني

بقلم : سوسن الشاعر

 

أول تصريح للرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان هو أنه «سيمد يد الصداقة للجميع».

والرئيس بزشكيان يوصف بالإصلاحي؛ لأنه يدعو إلى تلطيف العلاقة مع الغرب ومع المرأة ومع الجيران، وهؤلاء الثلاثة هم أكثر من تضرروا من النظام الإيراني طوال مدة حكمه، ويَعِد بزشكيان بأنه سيمد يد الصداقة لهم، حين يقول سيمد يد الصداقة للجميع.

يَعِد بتخفيف العلاقة مع الغرب؛ لأنها علاقة مضطربة هدد فيها النظام الإيراني السلم العالمي، أدت إلى فرض العقوبات، ويعد بتخفيف العلاقة المضطربة مع الجيران التي أدت إلى مقاطعات متكررة، وإلى ارتهان أربع عواصم عربية لـ«الحرس الثوري» الإيراني، ويعد بتلطيف العلاقة مع المرأة الإيرانية؛ لأنها علاقة مضطربة قمعت فيها المرأة بشكل أدى إلى ثورتها ومعها كل من يناصرها في الداخل الإيراني.

ماذا سيفعل الرئيس الإيراني في هذه التحديات؟ هل سيتمكن من تحقيق تغيير كبير في السياسة الخارجية الإيرانية فعلاً وينجح في مد يد الصداقة لهم كما قال؟

رغم تمنياتنا له بالتوفيق؛ لأن ذلك يعني أن تتخلى إيران عن نهج عدائي ضد العديد من الدول، وعلى رأسها دول الجوار العربي؛ لأن ذلك يعني على الأقل ضبط ميليشياته في الدول العربية، ومنعها من الإضرار بأمن المنطقة، وضبط الملف النووي من أجل التصالح مع العالم، فإن الاعتقاد السائد باستطاعته إحداث تغيير ملحوظ في هذه الملفات المعقدة، فهذه الملفات في يد «الحرس الثوري» الإيراني، ولن يدعها أبداً لغيره، فهي مصدر قوته، وكذلك مصدر لرزقه في الوقت ذاته، فـ«الحرس الثوري» يقتات على هذه الملفات؛ كي يكون بديلاً للجيش الإيراني، منفّذاً رغبات المرشد، ومتحرراً من أي قيود وضوابط دولية أو قانونية، تردعه من نشاطه.

حتى على الصعيد الداخلي، يد «الحرس الثوري» مطلقة بلا قيود، فهو مَن عطّل محمد خاتمي وقيده حتى أزاحه، وفعل الشيء ذاته مع رفسنجاني، وهما الرئيسان الوحيدان اللذان (لطفا) العلاقة مع الأطراف التي يعاديها «الحرس الثوري» الإيراني، فما كان مصيرهما سوى الاستبعاد. لذلك تفاؤلنا محدود جداً بقدرة بزشكيان على التصدي لهيمنة وسيطرة «الحرس الثوري» الإيراني.

هل سيدعونه ليحقق ما وعد به؟ وهو الذي قال: «إن أزمات إيران ومشكلاتها الاقتصادية الداخلية لن تحل إلا عبر تبنّي سياسة خارجية منفتحة على العالم». وقال إنه سيتبنى سياسة متوازنة لا تعتمد التوجه نحو الشرق أو الغرب، ولن يكون معادياً للشرق ولا للغرب، ولن تكون سياسته الخارجية باتجاه واحد وذات خيار واحد، مضيفاً أنه سيجعل إيران جزءاً من حل قضايا العالم، وليس جزءاً من المشكلة، و«سنعيد بناء إيران في المنطقة والعالم»، وسيسعى إلى إنهاء عزلة إيران، وحل مشكلات الشباب كي لا يهاجروا إلى الخارج. وأوضح أنه سيعمل على صناعة صورة إيجابية وبناءة عن إيران في العالم، لتكون الهوية الإيرانية امتيازاً وليس عبئاً».

واللافت للنظر أن بزشكيان يقر بأن أربعين عاماً في محاولات فرض حجاب المرأة بالقوة، أدت إلى تخصيص إدارة للقيام بهذه المهمة قادت البلاد إلى اضطرابات عنيفة مات فيها العديد من الشباب؛ إقراره بفشل هذه السياسة على الرغم من أنه هو من اقترح قانون «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، خلال فترة البرلمان الثامن في تاريخ إيران، حين كان ممثلاً لتبريز في البرلمان. وهذا القانون ينص على فرض غرامات مالية وعقوبات النفي والسجن عند مقاومة ومواجهة تدخل رجال الأمن في طريقة لباس المرأة وظهورها في المجتمع، كما ذكر موقع «إيران إنترناشيونال».

بزشكيان يؤمن بأن حل الأزمات الاقتصادية في إيران يبدأ بهذه الملفات الصعبة، والتي لن تحل إلا بأمرين؛ إما بإقناع خامنئي بالحسنى، وإما بمواجهة شاملة مع «الحرس الثوري» الإيراني يستعين بها بزشكيان بالشعب الإيراني!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يلحق بزشكيان بخاتمي ورفسنجاني هل يلحق بزشكيان بخاتمي ورفسنجاني



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon