توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المواجهة الأميركية ـ الإيرانية... ما زلنا في انتظار الحسم

  مصر اليوم -

المواجهة الأميركية ـ الإيرانية ما زلنا في انتظار الحسم

بقلم - سوسن الشاعر

تبدو كلمة مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي وكأن الولايات المتحدة قد حسمت أمرها تجاه إيران، فهل هي فعلاً حسمته؟

كلمة قوية وصف فيها بومبيو النظام الإيراني بأنه «عصابة مافيا» وليس نظاماً يحكم دولة.

تحدث عن الأموال التي جمعها رموز النظام طوال الأربعين عاماً، وكيف أفقروا شعبهم واغتنوا هم، عدّد بالأسماء والأرقام حساباتهم المصرفية، وتحدث عن قمع الحريات، وقتل المعارضة من رجال دين، ومن مثقفين، ومن عامة الناس، وتحدث عن تهديدهم الأمن الدولي، وعن دعمهم الميليشيات الإرهابية، ثم توعد النظام الإيراني بأنه سيواجه حزمة عقوبات لم يرها من قبل، وجرى تصفيق كبير للوزير...

على أرض الواقع، اجتماع ترمب وبوتين فوّض فيه الروس للتعامل مع إيران في سوريا، وعلى أن يواجه التحالف العربي وحده إيران في اليمن.

ورداً على تلك التهديدات، رفضت إيران الخروج من سوريا، وزيادة على ذلك تعرضت للناقلات النفطية السعودية في البحر الأحمر، مهددة بذلك التصعيد الجديد الأمن الملاحي في المياه الإقليمية، ومهددة وصول شحنات النفط لأوروبا.. ذلك ما اختارت إيران أن ترد به على العقوبات الأميركية التي ستمنعها من تصدير النفط، ورفضت الخروج من سوريا غير عابئة بوعود الرئيس الروسي.

موقف إيران يؤكد حقيقة واحدة؛ أن التعامل مع إيران إن لم يكن مسؤولية جماعية، أي مسؤولية المجتمع الدولي برمته، وإن لم يكن ضمن استراتيجية شاملة تردعها في اليمن كما تردعها في سوريا أو في أي موقع آخر؛ فإن «هتلر» جديداً سيغرِق المنطقة كلها بحرب شاملة، لن تهدد وصول النفط فحسب، بل ستهدد الأمن الملاحي، وستهدد قواعد أميركية موجودة في المنطقة، وستهدد أوروبا.

عجز روسيا عن إجبار إيران عن الخروج من سوريا، وتردد أوروبا في تحديد موقفها من الإرهاب الإيراني، ترك الباب مفتوحاً لمزيد من التمدد وإعادة التموضع لوكلاء إيران في المنطقة، ودون التعامل مع إيران باستراتيجية شاملة لجميع مواقع تمددها في منطقة الشرق الأوسط، أي التعامل معها في اليمن بالأهمية ذاتها كما هو التعامل معها في سوريا، والتعامل مع برنامجها الصاروخي بمثل التعامل مع برنامجها النووي، وإجبارها على الخروج من اليمن كما هو إجبارها عن الابتعاد عن الحدود الإسرائيلية، فإن إيران ستكون خطراً على الأمن الدولي برمته بوجودها خارج حدودها في أي موقع في اليمن كما في سوريا، في العراق كما في لبنان.

لقد تُرِك هذا النظام المتوحش لينمو ويكبر حتى التهم جميع المواقع التي وصل إليها بمساعدة أميركية وتحت سمعها وبصرها وبتواطؤ أقر واعترف به الكثير من مسؤولي الإدارة الأميركية السابقة، واليوم إن أرادت الولايات المتحدة أن توقف هذا الخطر عليها أن تستمع إلى قادتها العسكريين الذين يبدو أنهم الوحيدون الذين يعرفون ما الذي تخطط له إيران وحجم خطرها، فلا يمكن تجزئة التعاطي معها، وهم الوحيدون الذين يعرفون أن روسيا لن تستطيع كبح جماح إيران؛ إذ وفقاً للمرصد الاستراتيجي «حذر سياسيون مخضرمون الرئيس الأميركي من تقديم المزيد من التنازلات لبوتين، حيث رأى رئيس مجلس الأمن القومي جون بولتون ضرورة المحافظة على قاعدة التنف، وعدم مقايضتها بأي ثمن، مصراً على طرد إيران من سائر الأراضي السورية، وليس من المحافظات الجنوبية فحسب. وعزز تلك المطالب الفريق مايكل ناتغا، أكبر مسؤول في مركز مكافحة الإرهاب، بتأكيده أن القتال ضد تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا لم ينته بعد، قائلاً (رأيي أن دور الولايات المتحدة لا يمكنها التخلي عنه للتعامل مع ما بقي). وتقوم صفقة ترمب – بوتين، التي أبرمت قبل قمة هلسنكي بأيام، على افتراض أن روسيا جادة في التعاون مع الولايات المتحدة للتوصل إلى حل سياسي في سوريا، واعتبار تخفيض العنف أولوية تسمح بعودة اللاجئين، وأن لدى موسكو القوة والإرادة على احتواء طهران ودفعها للتخلي عن مواقعها المتقدمة جنوب البلاد، وهي افتراضات خاطئة بالكلية» - انتهى.

على أرض الواقع، لقد زجت إيران بميليشيات «الحشد الشعبي» العراقي في سوريا إلى جانب قوات «حزب الله» لتستخدمهم قرابين تدافع بهم عن مواقع سيطرتها السورية، ومدت الحوثيين بأسلحة متطورة لتسخين جبهتها الجنوبية فأصبحت تطوق البحر الأحمر من الجنوب والحدود السورية - الإسرائيلية شمالاً.

تذبذب القرار الأميركي، وتردد أوروبا، وترك الروس أو الثقة المطلقة بهم دون أي قوة تفاوضية قرار في رأيي خاطئ؛ فإيران تلعب في المنطقة الرمادية بين أميركا وروسيا والتردد الأوروبي، حتى أصبح هذا التذبذب الدولي تجاه إيران عنصراً من عناصر القوة الإيرانية، ويمنحها الفرصة للتوسع، وكل ذلك والإدارة الأميركية تصعد خطابياً فحسب، وما زلنا في انتظار الحسم.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المواجهة الأميركية ـ الإيرانية ما زلنا في انتظار الحسم المواجهة الأميركية ـ الإيرانية ما زلنا في انتظار الحسم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon