توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على أوروبا أن تقلق على مصالحها معنا

  مصر اليوم -

على أوروبا أن تقلق على مصالحها معنا

بقلم : سوسن الشاعر

 تتسابق الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) لطمأنة إيران بأنها ملتزمة بالاتفاق النووي، ومنحها الضمانات ببقائها والتزامها فيه؛ لأنه حسب تصريحها «مهم لأمننا الجماعي».

فقد أعلنت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اتفاقهم على مواصلة تطبيق التزامات دولهم بموجب الصفقة النووية مع إيران.

وبحسب موقع «روسيا اليوم»، قال الزعماء الـ3، في بيان مشترك: «إن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة تعرب عن قلقها وأسفها من قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من خطة العمل المشتركة الشاملة الخاصة بتسوية البرنامج النووي الإيراني».

وأكدوا في البيان: «نشدد بشكل مشترك على التزامنا بخطة العمل الشاملة المشتركة، إن هذا الاتفاق لا يزال مهماً بالنسبة لأمننا الجماعي».

واعتبر زعماء بريطانيا وألمانيا وفرنسا، أن «العالم أصبح آمناً بشكل أكبر بفضل خطة العمل المشتركة»، ودعوا الولايات المتحدة إلى تجنب خطوات قد تمنع الأطراف الأخرى للاتفاق من تطبيق هذه الصفقة.

ولا يخلو الأمر من مبالغات بشأن الأسباب المعلنة كالاهتمام بالأمن الجماعي، مثلما هي المبالغات بخصوص الحريات وحقوق الإنسان التي تحدد الواقف الأوروبية السياسية، فإيران تتصدر الدول المنتهكة لحقوق الإنسان، ومع ذلك تصم أوروبا أذنها عن التقارير التي تدينها إن أرادت «توتال» عقد صفقة على سبيل المثال!

الصفقات التجارية مع طهران تأتي على رأس أولويات قرار الانضمام أو الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، مقدمين تلك المصالح التجارية على أي اهتمام (بالأمن الجماعي أو أي قيمة إنسانية أخرى)؛ فالأمن إن كان يهمها فهو مهدد فعلياً من قبل إيران دون أن تفعل الدول الأوروبية شيئاً أو تربط مصالحها التجارية بذلك الأمن الجماعي، فعلى الأقل لندعها تقلق على مصالحها التجارية معنا ونربطها بموقفها من العقوبات على إيران!

ما يهم الدول خليجية التي تضررت من هذا الاتفاق هو أن هذا الاتفاق أطلق يد إيران التوسعية في منطقتنا، لذا فلا بد من إيجاد وسيلة لردعها وإعادتها لحدودها الداخلية وإقناع أوروبا بأن الدول الخليجية أيضاً نريد ضمانات لأمنها واستقرارها.

أوروبا الواقعة بين نارين لا تعرف أين تضع رجلها؛ إذ بعد يوم من البيان المشترك أكد السفير البريطاني لدى الكويت مايكل دافنبورت، أن «الاتفاق النووي مع إيران ضرورة كبيرة، إلا أنه يحتاج إلى تغيير وليس إلى الإلغاء».

وأضاف دافنبورت في تصريح يوم الخميس الماضي «إن المنطقة تحتاج إلى الاستقرار، والاتفاق مع إيران كان يهدف إلى هذه الغاية؛ لذا فإن الحكومة البريطانية ترى ضرورة استمرار العمل بالاتفاق، على الرغم من أنه لا يعالج كل المشكلات المتعلقة بإيران، لكن من المهم أن نحافظ عليه، ونعززه بأمور أخرى، مع أن هذه ليست مهمة سهلة، لكن من دون الاتفاق، لن تكون الأمور أفضل».

وتابع السفير قائلاً: «إن موقف الحكومة البريطانية واضح، بشأن ضرورة وقف التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، مثل سوريا، واليمن».

وان كان جونسون، وزير الخارجية البريطانية، يطالب ببدائل من ترمب لتعديل الاتفاق بدلاً من إلغائه لضمان عدم وجود سلاح نووي، فبالمقابل علينا أن نطالب جونسون ببدائل (غير التصريحات الشفهية) التي يمكن أن توقف تدخل إيران في سوريا، ولبنان، والعراق، واليمن!

يجب أن نكون نحن أيضاً على استعداد للتنازل عن بعض مصالحنا التجارية مقابل أن نحفظ أمننا واستقرارنا، وأن نعلن التزامنا بالعقوبات التي ستفرض على الشركات الأوروبية المتعاونة مع إيران، ليكون هناك خيار للمفاضلة بيننا وبين إيران، فلا تشعر الشركات الأوروبية التي ستبقي التعامل مع إيران أن أبوابنا ستظل مفتوحة لها، وكما تطلب إيران ضماناتها الآن علينا نحن أيضاً أن نطالب بها.

فإيران أعلنت أنها تنتظر من أوروبا ضمانات نظير صفقاتها التجارية.

يقول علي خامنئي بكل وضوح، إنه لا يثق بأوروبا بتاتاً، ووجه خطابه إلى المسؤولين قائلاً: ينبغي ألا تثقوا بهم (فرنسا - بريطانيا – ألمانيا).

إذا كنتم ترغبون في عقد اتفاق فعلينا أن نأخذ ضمانات عملية، وإلا سيفعلون جميعاً كما فعلت أميركا. إذا استطعتم الحصول على ضمانات فسيكون ذلك جيداً، وفي الحقيقة إنني أستبعد ذلك، وإذا لم تستطيعوا أخذ ضمان مؤكد فلا يمكن البقاء في الاتفاق النووي مرة أخرى».

روحاني أصدر أوامره لهيئة الطاقة الذرية بالتخصيب دون قيود عند الضرورة.

قائد قوات الحرس الثوري الإيراني قال إنه لا يمكن الوثوق بأوروبا؛ لأنهم تابعون ولا استقلالية لهم.

وتقول طهران إنه من المبكر إبداء الرأي بخصوص عقود الشركات الأوروبية في إيران مثل «توتال» و«رنو»، بالنظر إلى مهلة الأشهر الستة التي تحدث عنها الرئيس الأميركي.

فإذا كان الاتفاق النووي مع إيران لم يردعها في نشر الإرهاب والفوضى والدخول لأراض عربية، وتزويد الميليشيات بالسلاح وبالصواريخ الباليستية وإذا كانت إيران لا تثق بأوروبا فما نفع هذا الاتفاق؟

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على أوروبا أن تقلق على مصالحها معنا على أوروبا أن تقلق على مصالحها معنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon