بقلم : سوسن الشاعر
لم تنشر أي من وسائل الإعلام القطرية الرسمية قائمة الأسماء التي أعلنت قطر أنها قائمة إرهابية، وستسلمها للعدالة.
لم يكن السبب في عدم النشر أن النظام القطري أراد حفظ ماء وجهه أمام شعبه، بل إن السبب الرئيسي هو خوفه من السؤال القادم من أبناء الشعب القطري: لماذا ضحيت بأبنائنا، ولم تقدم عليهم ابنكم عبد الله آل ثاني أو عبد العزيز العطية؟
من المعروف من خلفيات إعلان النظام القطري عن قائمة إرهاب أن تلك كانت ردة الفعل الأولى لعزل ريكس تيلرسون - رجل قطر في البيت الأبيض – وتعين مايك بومبيو بدلاً منه، فقدمت قطر على الفور «الأضحية» الأولى لبومبيو، ولاسترضاء الرئيس ترمب وإدارته، لأنها عرفت أن القادم سيكون صعباً.
فلن يكون لقطر وسيط يضغط لإنهاء عزلتها بعد رحيل تيلرسون. فسارعت بتقديم اثني عشر قطرياً من عوائل قطرية معروفة، مثل الكعبي والسويدي والباكر والكواري، والأسماء هي كالتالي:
عبد الرحمن عمير راشد النعيمي، وسعد سعد محمد شريان الكعبي، وعبد اللطيف عبد الله صالح محمد الكواري، وإبراهيم عيسى حجي محمد الباكر، ومبارك محمد مسعد علي العجي، وخالد سعيد فضل راشد البوعينين، وراشد سالم راشد محمد أبوقبا، ومحمد فيصل حمد الجبر السويدي، ومحمد جابر سالم مشعاب، وصالح سالم راشد محمد أبوقبا، وعبد الله سليمان سعد عبد الله ثامر، وعبد الله محمد شاكر شمس الدين الشيباني.
خمسة من القائمة القطرية كانوا ضمن قائمة الثمانية عشر اسماً قطرياً الذين طالبت بهم دول التحالف الرباعي، وأدرجتهم على قوائمها الإرهابية، أي أن الباقي من القائمة القطرية ثلاثة عشر اسماً، وهم: خليفة محمد تركي السبيعي، وعبد العزيز بن خليفة العطية، وسالم حسن خليفة راشد الكواري، وعبد الله غانم مسلم الخوار، ومحمد سعيد بن حلوان السقطري، وخليفة بن محمد الربان، وعبد الله بن خالد آل ثاني، وعبد الرحيم أحمد الحرام، وجابر بن ناصر المري، ومحمد جاسم السليطي، وعلي بن عبد الله السويدي، وهاشم صالح عبد الله العوضي، وحمد عبد الله الفطيس المري.
الأسماء التي وردت في القائمة القطرية لم تنشرها وسائل الإعلام، بل اكتف بإيراد الخبر خالياً من الأسماء، والسبب أنها تخشى من قبائلهم أن يحتجوا أو يتمردوا، ويطالبوا إما بإزالة أسماء أبنائهم أو إضافة عبد الله آل ثاني والعطية معهم!
جميع من قدم الدعم للميليشيات الإرهابية من أبناء تلك القبائل كان برعاية من النظام، وبعلمه وبدعمه وبتشجيعه، فعبد الله آل ثاني، وهو كبيرهم الذي علمهم، كان وزيراً للداخلية حينذاك، وهو الذي قدم الدعم لخالد شيخ محمد، المسؤول عن تفجير البرجين في نيويورك والمطلوب أميركياً، أسكنه الدوحة ووفر له الحماية، وحين جاء رجال من الاستخبارات الأميركية يطلبونه للقبض عليه، هربه على متن طائرة إلى باكستان. وهو الممول وهو الداعم لـ«القاعدة» في سوريا واليمن، ومن تحت يده عملت هذه القائمة التي قدمتها دول التحالف، وعلى رأسهم سالم الكواري، الذي ذكرت صحيفة «الديلي تلغراف» أنه أحد «ممولي الإرهاب» القطريين، وأنه عمل في الحكومة القطرية في وظيفة بوزارة الداخلية، على الرغم من وضع السلطات الأميركية اسمه على لائحة المتهمين بتمويل الإرهاب بشكل رسمي عام 2011، وتحقيق السلطات القطرية معه مرتين، لم توجه له اتهامات، بل أعيد في المرة الأولى إلى وظيفته. وحسب وزارة الخزانة الأميركية، التي نقلت عنها «التلغراف»، قام «سليم حسن خليفة راشد الكواري بتحويل مئات الآلاف من الدولارات لتنظيم القاعدة من خلال شبكة إرهابية» (سكاي نيوز، أكتوبر/ تشرين الأول، 2014).
ما كان لسالم الكواري، الضابط في وزارة الداخلية، أن يرفض أمراً من رئيس عمله، أي من الوزير، فقام بتسليم الدعم المالي لـ«القاعدة»، وقدم الدعم اللوجيستي لهم، وأقام عدد منهم في مزرعة عبد الله آل ثاني، وتم تسهيل تحركاتهم من خلال جوازات قطرية؛ كل تلك الجرائم كانت بأمر من رئيسه عبد الله آل ثاني، ومثله بقية القائمة الذين ضحت بهم قطر على مذبح الاسترضاء الأميركي، ولدفع البلاء عن عبد الله آل ثاني، المقرب من تميم، الذي هو بالإضافة لدوره كفرد يرأس أهم الكيانات الممولة للإرهاب، وعلى رأسها مؤسسة قطر الخيرية.
فكيف للنظام القطري أن يتغاضى عن رأس الإرهاب فيها، ويقدم بدلاً منه الذيول؟ كيف له أن يضحي بأبناء النعيمي والباكر والكعبي، وهي من الأسر القطرية العريقة، ويترك ابناً من أسرة آل ثاني حراً طليقاً؟
هذه الأسئلة وتلك الشرارة التي يخشى تميم أن تنتشر بين القطرين، لذلك تم التعتيم عليها وعدم إثارتها في الإعلام القطري. وذلك سؤال لا بد أن يحرك ويسلط عليه الضوء، ليعرف الشعب القطري أن نظام الحمدين على استعداد لبيعه بالجملة إن استدعى الأمر من أجل الاحتفاظ بكرسي الحكم!!
نقلاً عن الشرق الآوسط
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع