توقيت القاهرة المحلي 22:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وقف الكبتاغون

  مصر اليوم -

وقف الكبتاغون

بقلم - سوسن الشاعر

واحدة من أهم القضايا والملفات التي تتطلب جدية في تنفيذ الاتفاقية الإيرانية السعودية هي ضبط عمليات تهريب المخدرات.

ومن المفارقة أن من أهم القضايا التي تتطلب معالجة جدية من سوريا إثر عودتها للحضن العربي وإنهاء قطيعتها هي أيضاً قضية ضبط عمليات تهريب المخدرات من أراضيها للدول المجاورة خصوصاً الأردن.

وقد أطلق شعار «خطوة مقابل خطوة» لمشروع العودة السورية إلى الجامعة العربية، وهو شعار تبنته الدول التي خطت تجاه المصالحة ومنهم المملكة العربية السعودية والإمارات.

فهل «خطوة مقابل خطوة» ستكون كافية لوقف عمليات التهريب؟ أم أن تغلغل هذه (الصناعة) ونفوذها في الكواليس أصعب وأكبر من أن تسهم تلك المحاولات المتواضعة في وقفها وكف شرها عن دول الجوار السوري؟

آخر هذه العمليات التي ما زالت مستمرة إلى الآن كانت الأسبوع الماضي بعد أن أعلن الجيش الأردني إسقاط طائرة مسيرة تحمل 500 غرام من مادة الكريستال المخدرة قادمة من الأراضي السورية.

ودفعت الزيادة المطردة في عمليات تهريب المخدرات الجيش الأردني إلى تعديل قواعد الاشتباك، فأمرت منذ فترة بدخول الأراضي السورية واغتيال أحد أشهر المهربين السوريين وهو مرعي الرميثان، بعد أن حمّل الجيش الأردني ميليشيات إيرانية تلقى الحماية تلك العمليات، ومن المعروف أن الأردن يشترك مع سوريا في حدود يبلغ طولها 375 كيلومتراً.

ففي 13 يناير (كانون الثاني) 2022؛ تحدث بيان للجيش الأردني عن إحباط 361 محاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا إلى المملكة، وضبط قرابة 15.5 مليون حبة مخدر من أنواع مختلفة، بما في ذلك «كبتاغون» و«تراماداول»، وأكثر من 16 ألف عبوة «حشيش مخدر» تزن 760 كيلوغراماً، و2 كيلوغرام من مادة «الهيروين» (المرصد الاستراتيجي)،

ويقول مسئولون معنيون بمكافحة الـمخدرات في دول الغرب وكذلك تقول واشنطن إن سوريا التي أنهكتها الحرب صارت الموقع الرئيسي في المنطقة لتجارة مخدرات تقدر بمليارات الدولارات، كما يعدون الأردن نقطة عبور رئيسية لدول الخليج بالنسبة إلى مخدرات الأمفيتامين المصنعة في سوريا، المعروفة باسم الكبتاغون. «رويترز عمان»

هذا بالنسبة للأردن، أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية حيث أعلنت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك في المملكة العربية السعودية (11 مايو (أيار) 2023) إحباط محاولة تهريب 461.164 حبة كبتاغون عبر معبر «الحديثة» كانت قادمة من الأراضي السورية، فيما كشفت مصادر إعلامية سعودية (10 مايو 2023) عن ضبط مديرية مكافحة المخدرات 8 ملايين حبة مخدرة، وأعلن المتحدث الرسمي للمديرية العامة لمكافحة المخدرات، مروان الحازمي، العثور على 828.0078 حبة مخدرة من مادة «الأمفيتامين» مخبأة في شحنة مبيض قهوة، والقبض على ثلاثة أشخاص سوريين واثنين من الجنسية الباكستانية، وجرى إيقافهم واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم، وإحالتهم إلى النيابة العامة، وذلك بعد أيام من إعلان السلطات السعودية إحباط تهريب شحنة مخدرات تضم أكثر من خمسة ملايين حبة كبتاغون، في ميناء جدة.

وكشف السفير السعودي في لبنان وليد بخاري (20 أغسطس (آب) 2022) عن ضبط السلطات السعودية 700 مليون من الحبوب المخدرة قادمة من لبنان، معتبراً أن سوريا هي المصدر الأساسي للحبوب التي يجري تهريبها عبر منطقة البقاع قرب الحدود السورية - اللبنانية.

ولتقدير حجم هذه التجارة وما تدره على القائمين عليها لك أن تتصور أن دولة الكويت صادرت في شهر يونيو (حزيران) العام الماضي فقط ما قيمته 21 مليون دينار كويتي أي ما يقارب 66 مليون دولار.

إذ قدرت السفارة البريطانية في بيروت بتاريخ 29 مارس (آذار) 2023 على موقعها الرسمي أن النظام في سوريا يستفيد من تجارة الكبتاغون بـ57 مليار دولار سنوياً. «الموقع الرسمي للسفارة البريطانية»

المشكلة تكمن في أن كل التنظيمات الموالية لإيران في المنطقة، ويبلغ عددها 200 في كل من سوريا والعراق ولبنان سواء كانت قوى متنفذة في النظام السوري، أو كانت ميليشيات لبنانية كـ«حزب الله» تعتمد اعتماداً كلياً في تمويلها ومعيشتها على تجارة الكبتاغون، بل إن تمويل برامج الصواريخ الباليستية يأتي من هذه التجارة، أي أن معالجة هذه المشكلة - إن حدثت - ستكون نقطة تحول كبيرة في الاتفاقية السعودية الإيرانية، وفي عودة سوريا والبدء في إعادة إعمارها، فهل سيتمكن النظامان الإيراني والسوري من الضغط على أمراء الكبتاغون وزعماء الميليشيات المستفيدة من هذه التجارة كمؤشر على الجدية في التعامل مع أمن المنطقة؟ أما السؤال الأهم فهو: هل هناك نية أصلاً لتوقف هذه التجارة المربحة؟ هذا هو السؤال الأهم في المرحلة القادمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقف الكبتاغون وقف الكبتاغون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon