توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أميركا والغرب في المسألة الأوكرانية

  مصر اليوم -

أميركا والغرب في المسألة الأوكرانية

بقلم - سوسن الشاعر

لقد فقدوا مصداقيتهم تماماً، انكشفوا إلى أقصى درجات الانكشاف، سقطت أوراق توت كثيرة في الحرب الأوكرانية.
موقف الغرب من دول الخليج أصبح كلاعب السيرك، فبعد أن كانت قضايا حقوق الإنسان هي ما يحدد موقفه منها، وبعد أن كان ملف حقوق الإنسان سيفاً مسلطاً على الرقاب، فجأة تراجعت أهميته الآن ولا يفتح حتى بعد أن جرى تنفيذ حكم الإعدام بحق 81 إرهابياً نالوا جزاءهم العادل نظير قيامهم بأفعال إجرامية في المملكة العربية السعودية، وإنما كان ممكناً أن يكون هذا الموضوع شغل الغرب الشاغل، لكنهم أهملوه وقفزوا عليه ولم يتطرقوا له!
ثم فجأة ومن دون سابق إنذار تحول «الحوثي» لجماعة إرهابية، وهو الذي لم يتغير منذ سبعة أعوام، وهم من نزعوا عنه هذه الصفة قبل سنة، الآن أصبح منظمة إرهابية والكل يتسابق على إدانة هجماته على المدنيين!
حتى الاتفاق النووي الإيراني يتأرجح بعد أن كان شبه منتهٍ، والصحافة الأميركية بدأت تضغط على إدارة الرئيس بايدن لتصلح علاقاتها مع السعودية، بل تطالب الرئيس بأن يختار إما إيران أو السعودية؛ فهو لن يستطيع أن يأخذ الاثنين. أما شيطنة دول الخليج والإساءة إليها إعلامياً فتتم حسب موقفها من زيادة الإنتاج النفطي لا وفق معايير أخلاقية.
هي الحاجة إذن، وهي المصلحة. في النهاية لا القيم ولا المبادئ من يحكم العلاقة.. أخيراً انتهت لعبة المعلم الذي يلقن العالم دروساً في الأخلاق، وانكشف الوجه الحقيقي له.
لسنا وحدنا من يشكو التفكير الغربي المفضوح والازدواجية الفاقعة؛ فقد أدلى المتحدث الرسمي للخارجية الصينية وانغ ون بين، بهذه التصريحات عندما طُلب منه التعليق على تقرير يفيد بأن مسؤولاً دفاعياً أميركياً كبيراً، لم يُكشَف عن هويته، قال يوم الخميس، إن الصين تعرب باستمرار عن قلقها إزاء الوضع في أوكرانيا، لكنها غير مستعدة لإدانة روسيا أو فرض عقوبات عليها كما فعلت دول أخرى، وليست لديها نية للمشاركة في أي شكل من أشكال الحل الدبلوماسي للقضية الأوكرانية.
قال وانغ، إن «نشر معلومات مضللة لا يمكن أن يخفي مسؤولية من أثاروا الأزمة الأوكرانية، بل يكشف نية الجانب الأميركي الحقيقية للاستفادة من هذه الأزمة».

وأضاف وانغ، أن الولايات المتحدة يجب أن تجيب بصدق عن الأسئلة التالية:
- ادعت الولايات المتحدة أن تعزيز توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) يخدم السلام. هل حققت هذا؟
- ادعت الولايات المتحدة أنها ستمنع الحرب في أوروبا. هل فعلت هذا؟
- ادعت الولايات المتحدة أنها ملتزمة إيجاد حل سلمي لهذه الأزمة. لكن بعيداً عن تقديم مساعدة عسكرية وزيادة قوة الردع، ماذا فعل الجانب الأميركي من أجل السلام؟
ونحن نضيف سؤالاً طُرح منذ بداية الحرب الأوكرانية... رفضت الولايات المتحدة نشر صواريخ روسية في كوبا في الستينات لأنها ترى في ذلك تهديداً لأمنها القومي، وحثت أوكرانيا على طلب الانضمام للناتو وهي تعرف مسبقاً ردة فعل روسيا على ذلك، أليست تلك ازدواجية معايير وتناقضاً مفضوحاً؟
حتى هنري كسينجر، عرّاب السياسة الخارجية الأميركية، نصح الأميركيين بأن يبتعدوا عن أوكرانيا ويجعلوها منطقة محايدة ويسعوا لمزيد من الاستقرار فيها والتنمية؛ فذلك سيكون أكثر فائدة للأمن الدولي والسلام، خاصة أن الناتو لن يحتاجها وروسيا لن تجد ذريعة لاجتياحها بعدها وسيتحقق ما يريده الأطراف الثلاث؛ الناتو وروسيا وأوكرانيا.
لكن، ماذا فعلت الولايات المتحدة؟ أصرت على أن الأمر يعود لحرية اختيار أوكرانيا، وأن قرارها سيادي حر، وشجعتها على تقديم الطلب للانضمام إلى الناتو، والأوروبيون فعلوا الشيء ذاته؛ مما جعلها في مرمى الخطورة على الأمن الروسي، ثم ماذا حدث؟ تخلوا عنها!
ورغم علمها بأن ذلك لن يسكت عنه الروس، ورغم كل الطلبات الروسية منذ 2016 إلى 2022 بضمانات إبقاء أوكرانيا منطقة محايدة، فإن الأميركيين دفعوا الحكومة الأوكرانية دفعاً لتقديم الطلب، والآن أكثر من يريد إطالة أمد الحرب هم الأميركيون، بل حتى أكثر من الأوروبيين، الذين وجدوا أنفسهم ضحايا للاندفاع الأميركي ورد الفعل الروسي.
فكلما تقاربت وجهات النظر الروسية - الأوكرانية في المفاوضات، أعلن الأميركان أنهم سيرسلون أسلحة نوعية لأوكرانيا، وكلما رفضت دول أوروبية توسيع نطاق الحرب، صرح مسؤول أميركي تصريحاً تضطر دول أوروبية إلى نفيه، وكأن الأميركان يتمنون ألا تنتهي الأزمة؛ لأن ذلك من شأنه إضعاف روسيا على المدى الطويل ومن شأنه زيادة تبعية أوروبا لأميركا وزيادة الطلب على التسليح الذي رفع من المبيعات الأميركية وازدهرت سوقها، وهذه أهداف كبيرة أميركا على استعداد لتحمل عبء زيادة أسعار البنزين من أجله أو على الأقل إلى أن ترى أثر ذلك منعكساً على الاقتصاد الروسي وترى تضعضعاً في موقف بوتين الداخلي.
أي نفاق أكثر من ذلك؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا والغرب في المسألة الأوكرانية أميركا والغرب في المسألة الأوكرانية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon