توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إدمان التخريب... قطر أنموذجاً

  مصر اليوم -

إدمان التخريب قطر أنموذجاً

بقلم - سوسن الشاعر

مهما أهدرت قطر من المليارات، فالأموال لا يمكنها أن تشتري الزعامة، وقطر لا تريد أن تواجه واقعاً جديداً فرض نفسه؛ إذ تبخر وبأسرع من البرق مشروعها التخريبي الذي صرفت عليه المليارات هباءً منثوراً، واليوم قطر كالسفيه الذي يضحك عليه الجميع ويبتزه مُصرّاً على الاستمرار فيما انتهى، يعدونه بما لا يملكونه، وهو مستمر بالدفع، مستغلين نقطة ضعف هذا النظام ورغبته الجامحة في الزعامة الوهمية.

مبعوثو قطر محملين بالحقائب المليئة دولارات يتنقلون من عاصمة إلى عاصمة يستجدون الدعم، يدفعون لتخريب أي اتفاق صلح، وتؤخذ منهم الأموال ويعودون ذليلين للدوحة، هنا ملايين وهناك مليارات، ويعود مندوبوها بحقائب فارغة وبرفض للمساعدة!

التحالف الرباعي يؤرقها باستعادته زمام المبادرة وتصديه لمشروعها، وكالطفل الأرعن تحاول قطر التخريب حيثما ينجح التحالف، لذلك أينما وُجدت جهود عربية لإعادة ترتيب البيت العربي، مصرية كانت أم سعودية أم إماراتية، سترى قطر تدخل على الخط فقط لتعاكس الأمر، محاولة أن تجد لها موقعاً قيادياً، وإفساد أي اتفاق يبرمه التحالف، والمأساة أنها في كل مرة لا تخرج في محاولاتها هذه إلا بإهدار المزيد من المليارات دون أن تمنح ذلك الدور.

بعد محاولات التخريب الفاشلة في السودان والصومال وجيبوتي، وفيها كلها دفعت المقسوم، جنّ جنونها حين علمت بالجهود المصرية لمساعدة قطاع غزة في استعادة أنفاسه، وحين بلغها أن المخابرات المصرية تضع اللمسات النهائية مع كل الأطراف على اتفاق هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، الذي يسكنه مليونا نسمة، سارعت بعرض نفسها للوساطة بين إسرائيل و«حماس»، وكشفت سرها القناة الإسرائيلية العاشرة عن لقاء سري جمع وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بمبعوث قطري في قبرص في يونيو (حزيران) الماضي بحثا خلاله الوضع في غزة وآفاق الهدنة بين إسرائيل و«حماس».

«في تفاصيل اللقاء، قالت القناة، إن ليبرمان اجتمع مع المبعوث القطري الخاص ورئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، محمد العمادي، يوم 22 يونيو في مطار نيقوسيا بقبرص».

والمخجل في هذا العرض رفض إسرائيل اقتراحات قطر للتوسط بينها وبين «حماس»، وقررت مواصلة الاعتماد على وساطة القاهرة، وفقاً للقناة العاشرة.

لا أحد يثق بقطر حتى «حماس» التي تأخذ من قطر المال، لكن في المسائل الجدية التي تتطلب الالتزام تلجأ لمصر!

وهكذا تفعل جميع الدول مع قطر، تأخذ منها المال ثم تنحيها جانباً في التقاطعات الجدية.

ومؤخراً دفعت قطر 15 مليار دولار لتركيا صاغرة نظير حماية تركيا لنظامها، وشيخها يسير خلف الزعيم التركي مرتبكاً، معرّضة تحالفها الأميركي - القطري للخطر.

ودفعت لبعض أعضاء حزب المؤتمر في صنعاء كي لا يكمل اتفاق القاهرة، ويتصالح «المؤتمر» مع الشرعية 

اليمنية لتوحد الجهود ضد الحوثيين؛ إذ كشف القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، محامي الرئيس اليمني الراحل، محمد المسوري، عن أن المندوب القطري في صنعاء يعمل بوتيرة عالية لاستقطاب قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام، وقال على «فيسبوك»، إن المندوب القطري يسعى بشكل كبير لإعاقة أي تكاتف للمؤتمريين، ويحرص بقوة على تفكيك «المؤتمر»، والله وحده يعلم كم دفعت لتحقيق هذا الهدف «السامي».

وتدفع لإيران بزيادة ميزانها التجاري معها، حيث ذكرت الوكالة الأنباء الإيرانية في مايو (أيار) من هذا العام، أن وفداً إيرانياً يضم 70 من الخبراء ورجال الأعمال من القطاعات الخاصة والعامة برئاسة مساعد وزير الصناعة والمناجم والتجارة محمد رضا فياض؛ لأن تعاوناً وثيقاً بين إيران وقطر أخذ منحى جديداً، ويتحرك نحو تعزيز العلاقات، وقد بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي 250 مليون دولار.

قطر مستعدة أن تدفع للشيطان إن استدعى الأمر؛ تدفع ما تحت الأرض وما عليها مما تملكه، فقط كي تسد به عطشها لحلم تبخر كالسراب.. حلم التدمير الممنهج لسائر دول العربية، إذ وقفت دول التحالف الرباعي لهذا بالمرصاد، وكشفتها أمام العالم وعرّت إرهابها وشيطنتها.
وسيستنزفها الجميع كما يستنزف تاجر المخدرات مدمنها!

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدمان التخريب قطر أنموذجاً إدمان التخريب قطر أنموذجاً



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon