مهما أهدرت قطر من المليارات، فالأموال لا يمكنها أن تشتري الزعامة، وقطر لا تريد أن تواجه واقعاً جديداً فرض نفسه؛ إذ تبخر وبأسرع من البرق مشروعها التخريبي الذي صرفت عليه المليارات هباءً منثوراً، واليوم قطر كالسفيه الذي يضحك عليه الجميع ويبتزه مُصرّاً على الاستمرار فيما انتهى، يعدونه بما لا يملكونه، وهو مستمر بالدفع، مستغلين نقطة ضعف هذا النظام ورغبته الجامحة في الزعامة الوهمية.
مبعوثو قطر محملين بالحقائب المليئة دولارات يتنقلون من عاصمة إلى عاصمة يستجدون الدعم، يدفعون لتخريب أي اتفاق صلح، وتؤخذ منهم الأموال ويعودون ذليلين للدوحة، هنا ملايين وهناك مليارات، ويعود مندوبوها بحقائب فارغة وبرفض للمساعدة!
التحالف الرباعي يؤرقها باستعادته زمام المبادرة وتصديه لمشروعها، وكالطفل الأرعن تحاول قطر التخريب حيثما ينجح التحالف، لذلك أينما وُجدت جهود عربية لإعادة ترتيب البيت العربي، مصرية كانت أم سعودية أم إماراتية، سترى قطر تدخل على الخط فقط لتعاكس الأمر، محاولة أن تجد لها موقعاً قيادياً، وإفساد أي اتفاق يبرمه التحالف، والمأساة أنها في كل مرة لا تخرج في محاولاتها هذه إلا بإهدار المزيد من المليارات دون أن تمنح ذلك الدور.
بعد محاولات التخريب الفاشلة في السودان والصومال وجيبوتي، وفيها كلها دفعت المقسوم، جنّ جنونها حين علمت بالجهود المصرية لمساعدة قطاع غزة في استعادة أنفاسه، وحين بلغها أن المخابرات المصرية تضع اللمسات النهائية مع كل الأطراف على اتفاق هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، الذي يسكنه مليونا نسمة، سارعت بعرض نفسها للوساطة بين إسرائيل و«حماس»، وكشفت سرها القناة الإسرائيلية العاشرة عن لقاء سري جمع وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بمبعوث قطري في قبرص في يونيو (حزيران) الماضي بحثا خلاله الوضع في غزة وآفاق الهدنة بين إسرائيل و«حماس».
«في تفاصيل اللقاء، قالت القناة، إن ليبرمان اجتمع مع المبعوث القطري الخاص ورئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، محمد العمادي، يوم 22 يونيو في مطار نيقوسيا بقبرص».
والمخجل في هذا العرض رفض إسرائيل اقتراحات قطر للتوسط بينها وبين «حماس»، وقررت مواصلة الاعتماد على وساطة القاهرة، وفقاً للقناة العاشرة.
لا أحد يثق بقطر حتى «حماس» التي تأخذ من قطر المال، لكن في المسائل الجدية التي تتطلب الالتزام تلجأ لمصر!
وهكذا تفعل جميع الدول مع قطر، تأخذ منها المال ثم تنحيها جانباً في التقاطعات الجدية.
ومؤخراً دفعت قطر 15 مليار دولار لتركيا صاغرة نظير حماية تركيا لنظامها، وشيخها يسير خلف الزعيم التركي مرتبكاً، معرّضة تحالفها الأميركي - القطري للخطر.
ودفعت لبعض أعضاء حزب المؤتمر في صنعاء كي لا يكمل اتفاق القاهرة، ويتصالح «المؤتمر» مع الشرعية
اليمنية لتوحد الجهود ضد الحوثيين؛ إذ كشف القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، محامي الرئيس اليمني الراحل، محمد المسوري، عن أن المندوب القطري في صنعاء يعمل بوتيرة عالية لاستقطاب قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام، وقال على «فيسبوك»، إن المندوب القطري يسعى بشكل كبير لإعاقة أي تكاتف للمؤتمريين، ويحرص بقوة على تفكيك «المؤتمر»، والله وحده يعلم كم دفعت لتحقيق هذا الهدف «السامي».
وتدفع لإيران بزيادة ميزانها التجاري معها، حيث ذكرت الوكالة الأنباء الإيرانية في مايو (أيار) من هذا العام، أن وفداً إيرانياً يضم 70 من الخبراء ورجال الأعمال من القطاعات الخاصة والعامة برئاسة مساعد وزير الصناعة والمناجم والتجارة محمد رضا فياض؛ لأن تعاوناً وثيقاً بين إيران وقطر أخذ منحى جديداً، ويتحرك نحو تعزيز العلاقات، وقد بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي 250 مليون دولار.
قطر مستعدة أن تدفع للشيطان إن استدعى الأمر؛ تدفع ما تحت الأرض وما عليها مما تملكه، فقط كي تسد به عطشها لحلم تبخر كالسراب.. حلم التدمير الممنهج لسائر دول العربية، إذ وقفت دول التحالف الرباعي لهذا بالمرصاد، وكشفتها أمام العالم وعرّت إرهابها وشيطنتها.
وسيستنزفها الجميع كما يستنزف تاجر المخدرات مدمنها!
نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع