توقيت القاهرة المحلي 21:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد قمة جدة

  مصر اليوم -

بعد قمة جدة

بقلم - سوسن الشاعر

نتائج قمة جدة لم تكن حصراً على من حضر من قيادات الدول (6 3 1)، بل كانت قمة ترقب نتائجها العالم أجمع وحظيت باهتمام بالغ لأنها أحد المنعطفات التاريخية التي ستُحدد من بعدها ملامح النظام العالمي الجديد، ونتائجها تمس تحديد القطبية إن كانت أحادية أو ثنائية أو متعددة، وتمس العلاقة الإسرائيلية - العربية، خصوصاً بعد الكثير من المستجدات التي طرأت عليها كالاتفاقية الإبراهيمية والاتفاقيات الثنائية بين عدد من الدول العربية وإسرائيل، وستحدد مسار الصراع الإيراني - الخليجي في المنطقة، لذا من الضروري جداً رصد التعليقات الصادرة من المعنيين بتلك النتائج.
ونبدأ بروسيا، حيث تلخصت نظرتها لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمملكة العربية السعودية وقمة جدة في تصريح نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، بأنها «زيارة غير مجدية بالنسبة لبايدن ولم تخرج بنتائج»... بالطبع فإن روسيا كانت تترقب قرار زيادة إنتاج النفط من عدمه والخروج عن تفاهمات «أوبك بلس» أم التمسك بها، وقد كانت روسيا راضية عن موقف الدول العربية الحاضرة في الاجتماع، وأكد ذلك فيتالي نعومكين، رئيس معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، في مقاله المنشور بصحيفة «الشرق الأوسط» يوم الخميس 21 يوليو (تموز)، إذ قال: إن قرار المملكة العربية السعودية بزيادة إنتاج النفط، هو على أي حال لم يسبب أي قلق في موسكو؛ أولاً، لأن المملكة العربية السعودية لم تتراجع عن تنفيذ صفقة (أوبك بلس).
ثانياً، لأن روسيا تحترم الحق السيادي للدول المستقلة في تحديد سياساتها بناءً على مصالحها الوطنية، كما تراها حكوماتها.
ثالثاً، لأننا، وبعد هذه الزيادة في الإنتاج، سنواصل جني أرباح جيدة من إمدادات الطاقة لعدد كبير من البلدان.
رابعاً، لأنه في الوقت نفسه لم يذهب الجانب السعودي إلى إدانة السياسة الروسية تجاه الأزمة الأوكرانية، كما يود بايدن.
أما الصين فإن أول تعليق للخارجية الصينية على تصريحات بايدن في قمة جدة بأن الأميركيين لن يتركوا فراغاً تملأه الصين أو روسيا في المنطقة، كان: «الشرق الأوسط ملك للشعوب التي تقطنه وليس حديقة خلفية لأي أحد، وبالتالي لا يوجد فراغ ليملأه أحد». مما يقودنا لمقال السفير الصيني لدى السعودية تشن وي تشينغ في «الشرق الأوسط» أيضاً والذي يأتي رداً على تصريحات الإدارة الأميركية في أثناء وبعد قمة جدة وعنوانه «ما نوع العلاقات الخارجية التي نحتاج إليها؟».
يقول السفير تشن: «نحتاج إلى الاحترام وليس الإخضاع، نحتاج إلى التفاهم وليس التحيز، نحتاج إلى الإخلاص وليس الافتراء، نحتاج إلى تعاون مفتوح وليس منافسة احتكارية».
باختصار لقد شخّص السفير الصيني مشكلات الشرق الأوسط في العلاقة الأميركية - العربية بشكل عام والأميركية - الخليجية بشكل خاص، ولأن الصين تعرف هذه المشكلة الأميركية فإنها تضرب على هذا الوتر تحديداً على مسامعنا لتقول: «نحن سنمنحكم ما تريدون من دون أن نتحيز ومن دون أن نفتري عليكم وبلا احتكار»، لتؤكد أن مطالب أميركا من القمة لم تتحقق كما كان مرجواً، وأن الصين تمد يدها للدول العربية لتكون أكثر قرباً من المعسكر الغربي.
أما في إيران فبعد قمة جدة أجرى فؤاد حسين، وزير الخارجية العراقي، محادثة هاتفية مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وخلال هذه المحادثات الهاتفية تطرق إلى «مشاركة العراق في قمة جدة التي عُقدت يوم السبت الماضي»، مؤكداً أن «الحكومة العراقية أجرت حوارات ومشاورات لازمة في قمة جدة بشأن التعاون الإقليمي»، مشيراً إلى أن العراق يواصل جهوده لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الإيراني، عن «شكره للعراق على جهوده ودوره البناء في إطلاق ومتابعة الحوارات الإقليمية»، مؤكداً «استعداد طهران لمواصلة تبادل الأفكار بشأن الملفات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك».
وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن السعودية حريصة على الوصول إلى علاقات طبيعية مع إيران، مشيراً إلى أن المحادثات بين البلدين، التي يستضيفها العراق، لم تحقق النتائج المرجوة بعد.
وقال الأمير بن فرحان، خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة جدة للأمن والتنمية: «يد المملكة لا تزال ممدودة إلى إيران ونحرص على الوصول إلى علاقات طبيعية معها، وهذا مرتبط بإيجاد حلول لمصادر قلقنا».
وفيما يتعلق بإسرائيل فإن هناك إحباطاً لفشل زيادة حجم رقعة التطبيع والقفز إلى مرحلة متقدمة روّجت لها وسائل الإعلام الأميركية كثيراً بمسمى «الناتو العربي» الذي كان سيضم إسرائيل تقوده غرفة عمليات مركزية تخضع للقيادة الأميركية.
وعلاوة على ذلك، ذكّر الزعماءُ العرب بايدن بشدة بضرورة حل القضية الفلسطينية، التي لم تفعل إدارة الحزب الديمقراطي من أجلها شيئاً حتى الآن.
لنخلص إلى أهم نتائج القمة والتي حددت موقعنا في النظام العالمي الجديد بأننا لن نكون الشريك الصامت في المعسكر الغربي بعد الآن، وأن مصالحنا هي التي ستحدد مسافاتنا مع أي قوى عظمى عالمية ستعتلي المسرح الدولي وسنكون أكثر انفتاحاً على الجميع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد قمة جدة بعد قمة جدة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon