توقيت القاهرة المحلي 21:39:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الضوء الأخضر للإرهاب

  مصر اليوم -

الضوء الأخضر للإرهاب

بقلم - سوسن الشاعر

وقّعت بلجيكا مع إيران اتفاقية تبادل المسجونين لتصبح بروكسل بعد هذه الاتفاقية أهم ملجأ للإرهابيين الإيرانيين في أوروبا، فما على الإيراني المكلف بأي عملية إرهابية إلا الانتهاء من عمليته والإسراع لدخول بلجيكا، وستتكفل الحكومة البلجيكية بإعادته لإيران من بعد محاكمته، وما على إيران سوى اختطاف أو اعتقال أي بلجيكي لتتم عملية المبادلة بعدها!!
فوفقاً «لفرانس 24» أعلن وزير العدل البلجيكي الثلاثاء الماضي أن إيران تحتجز بلجيكياً منذ أربعة أشهر بتهمة «التجسس»، في وقت تدرس بروكسل معاهدة مثيرة للجدل لتبادل السجناء مع طهران.
وأفاد الوزير فنسنت فان كويكنبورن بأن إيران أوقفت المواطن الأوروبي في 24 فبراير (شباط) وهو معتقل بشكل «غير شرعي» وهو الأكاديمي الإيراني السويدي أحمد رضا جلالي، والذي كان مدرساً في جامعة في بروكسل، واتهمته إيران بـ«التجسس» وحكمت عليه بالإعدام.
وذكر كويكنبورن أن مسؤولين من السفارة البلجيكية في طهران زاروا مرتين البلجيكي المسجون لتقديم كافة أشكال المساعدة الممكنة له، وأن عائلته أعلنت في وقت سابق الثلاثاء عن اعتقاله (انتهى).
هذه هي طريقة إيران التقليدية في استرجاع المجرمين الذين تكلفهم بمهام إرهابية في العالم، إذ تختطف أحد مواطني الدول التي بها إيراني يحاكم بتهم إرهابية ومن ثم تعرض عليهم تبادل السجناء، ومما يؤسف له أن يخضع المجتمع الدولي لهذا الابتزاز الرخيص، بل ويؤطرها قانونياً بتلك الاتفاقية التي صادق عليها البرلمان البلجيكي، بشكل يوضح مدى اتساع مظلة البراغماتية الغربية بحيث تسمح لازدواجية في المعايير الأمنية الدولية إلى هذا الحد، بين دولة وأخرى وفقاً للمصالح لا لموازين العدل والأمن.
فالكل يعلم أن لدى بلجيكا سجيناً إيرانياً يدعى أسد الله أسدي وهو دبلوماسي يعمل في سفارة إيران في فيينا ارتكب جرماً فادحاً وحوكم في بلجيكا وحكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاماً، نظراً لفداحة الجرم الذي ارتكبه.
فقد قام أسدي شخصياً بتهريب 500 غرام من مادة TATP شديدة الانفجار إلى أوروبا مع صاعق، ثم سلمها إلى اثنين من المتآمرين مع تعليمات حول مكان وكيفية استخدامها.
كان الهدف العام لهذه المؤامرة هو التجمع السنوي للمغتربين الإيرانيين الذي نظمه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية خارج باريس مباشرة. وكان الهدف المحدد والأساسي هو مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وقد بلغ عدد الحضور في تلك المناسبة ما يقارب المائة ألف إيراني مع عدد كبير من الدبلوماسيين الغربيين.
وبالتأكيد لم يكن أسدي وحده من وافق على مخاطر وقوع حادثة دولية في أعقاب مثل هذا الهجوم؛ إذ خلص المحققون البلجيكيون من دون أدنى شك إلى أن أوامر المؤامرة الإرهابية لعام 2018 جاءت من أعلى مستويات النظام الإيراني.
إن تطبيق معاهدة «نقل المحكوم عليهم» سيكون خطوة كبيرة في توفير ملاذ آمن للإرهابيين الإيرانيين في بلجيكا وأوروبا؛ فإيران هي الدولة الراعية للإرهاب في العالم، وهذه المعاهدة ستحول بروكسل إلى مركز لهم.
موعد الجلسة التي سيحدد فيها إذا ما كانت بلجيكا ستعيد أسدي لإيران هو في 19 سبتمبر (أيلول) وسيكون هذا الموعد هو الإعلان عن تحويل بروكسل إلى «البيت الآمن» لكل إرهابي إيراني.
في ذات الشهر القادم أي سبتمبر من المقرر أن يزور إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإيرانية الأمم المتحدة ليلقي خطاباً هناك، رغم أن رئيسي هو أحد المتهمين في مجزرة 1988 في إيران فقد كان أحد القضاة الذين نصبهم النظام الإيراني لمحاكمة المعارضة، ونفذ حكم الإعدام حينها في 30 ألف ضحية!
هذا الشخص الذي زادت أرقام الإعدامات منذ تعيينه رئيساً للجمهورية، بل تفننت إيران بأحكام التعذيب في عهده، إذ تم إعدام 530 شخصاً العام الماضي، وبالتزامن مع زيادة عمليات الإعدام لإثارة الخوف والرعب في المجتمع الإيراني، أيد الديوان العالي لنظام الملالي عقوبة وحشية بسمل أعين امرأة ورجلين، وتم إرسال جميع القضايا الثلاث إلى طهران للبت فيها وتحديد طريقة التنفيذ.
إذ أعلنت وكالات الأنباء الحكومية الإيرانية الثلاثاء 2 أغسطس (آب) 2022 أنه تم إرسال قضايا رجلين وامرأة حُكِم عليهم بسمل الأعين بالمحاكم الجنائية في كرمانشاه وقم وفارس إلى طهران، للبت في تحديد كيفية تنفيذ الحكم.
واستناداً لتقارير وسائل الإعلام الحكومية، فإن جميع القضايا الثلاث في مرحلة التنفيذ، لكن الإمكانيات والشروط اللازمة لتنفيذ الحكم في هذه المحافظات الثلاث لم تكن متوفرة، ولذلك تم إرسال جميع القضايا الثلاث إلى محافظة طهران، من أجل تحديد كيفية تنفيذ الحكم الجملة، واتخاذ القرار بهذا الشأن!!
لقد حصلت إيران على الضوء الأخضر في سبتمبر، وهي المباركة الأوروبية لاستكمال مسيرتها الإرهابية بتلك الاتفاقية، وبالسماح لإبراهيم رئيسي بإلقاء خطاب أمام المجتمع الدولي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضوء الأخضر للإرهاب الضوء الأخضر للإرهاب



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon